تفوق المصريون القدماء في استخدام العقاقير النباتية لعلاج الأمراض، حيث اعتمدوا على نباتات محلية أصيلة وأخرى مستوردة تأقلمت مع بيئتهم.
وتمكن الباحثون من فك رموز العديد من الأسماء الهيروغليفية للنباتات، بينما تظل بعض الأنواع بحاجة لمزيد من الدراسة. ويمثل كل عقار منها فرصة لدراسة متعمقة منفردة، واستعمل قدماء المصريين الكثيرَ من العقاقير النباتية التي بلغت خمسة أسداس مجموع ما استعملوه من مختلف العقاقير، وقد كان وصفها لمرضاهم بحسب ما أوحت به ملاحظتهم العلمية الدقيقة التي امتزجَتْ بها أحيانًا في بعض العقاقير الفكرةُ الشعبية والأسطورةُ العقائدية الدينية، في السطور القادمة، نستعرض أبرز هذه العقاقير التي شكّلت جزءًا هامًا من وسائل العلاج في الحضارة المصرية القديمة.
الرمان
لما توسَّعَ المصريون في حروبهم في بدء الدولة الحديثة، دخل فيما دخل من النبات مع الجيش المصري المظفر نباتُ الرمان، الذي ما زال يحمل اسمه القديم، سواء الاسم المصري الفرعوني أو الأسماء السامية، فجميعها متشابهة، وقد استعمل المصريون قشورَ الرومان كمادة قابضة لعلاج الحروق والجروح وأمراض النساء، كما استعملوا هذه القشورَ أيضًا وجذورَ النبات لطرد الديدان، وقد أثبت العلماء في القرن الثامن عشر أن هذا النبات يحتوي على مادة البليترين، وهي من أهم المواد الطاردة للديدان، وفقًا لموسوعة مصر القديمة للعالم الكبير سليم حسن.
الجميز
وكان من أقدم النباتات التي عرفتها مصر، والتي لعبت دورًا كبيرًا في عقائدهم الدينية وفي علاجاتهم، نبات الجميز، فقد استعملت أجزاء هذا النبات في وصفاتهم الطبية، كما استعملوا عصارة النبات اللبنية في كثير من تذاكرهم الطبية للأمراض الجلدية، وخاصةً مرض البسورا التي يسمونها بالعربية الصدفية، إذ كانوا يخلطون تلك العصارة اللبنية ببعض المواد الكيماوية، وخاصةً بعض مركبات الحديد التي أهمها الأخرى الحمراء، والأخرى الصفراء على شكل مرهم.
وقد دلت التجارب العلمية وبعض الأبحاث الكيماوية التي قمت بها على احتواء مادة العصارة اللبنية بالجميز على مادة مطاطة تشبه الكلوديوم، وهي في استعمالها تكون غشاءً واقيًا للمناطق أو الأجزاء المريضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة