حذرت الدكتورة ابتسام مرسى محمد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، من التأثيرات الكبيرة التى أحدثتها التكنولوجيا على الجيل الحالى من الأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أن هذا التغيير لا يقتصر فقط على النواحى الاجتماعية، بل يتعدى إلى التأثيرات الجسدية والنفسية أيضًا.
وقالت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "التكنولوجيا قد غيرت شكل الحياة بشكل جذرى، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عامًا وأقل، فالمراهقون اليوم لا يعيشون تجربتهم كما كانت فى الماضى، حيث كانت اهتمامات الأطفال تقتصر على الألعاب التقليدية مثل العروسة أو كرة القدم، لكن اليوم أصبح الطفل يفضل اللعب عبر الموبايل أو البلاى ستيشن."
وأضافت: "التكنولوجيا قد أثرت أيضًا على البنية الجسدية للأطفال، حيث فقدوا مرونة الحركة بسبب جلوسهم المستمر أمام الشاشات، مما ساهم فى زيادة معدلات السمنة بشكل ملحوظ، هناك العديد من الأطفال الذين يعانون من السمنة بسبب قلة الحركة واتباع أنماط غذائية غير صحية، حيث يفضلون تناول الوجبات الجاهزة والسناكات بدلًا من تناول الطعام فى أوقات الوجبات."
وتابعت: "حتى لو كان الطفل يمارس الرياضة لمدة ساعة يوميًا، فإن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يظل له تأثير سلبى، ولا ننسى أن الكثير من الأسر الآن تهرب من متابعة الأنشطة الرياضية خارج المنزل وتفضل الجلوس أمام الشاشات."
كما أوصت بضرورة تشجيع الأطفال والمراهقين على ممارسة الرياضة والحركة بشكل مستمر، قائلة: "من المهم أن يتعود الأطفال على ممارسة الرياضة سواء فى النادى أو فى الشارع، يجب أن تكبروا أطفالكم على أن الرياضة جزء من حياتهم اليومية، وإذا لم يكن النادى متاحًا، يمكنهم اللعب فى الشارع أو الذهاب إلى مراكز الشباب."
وأوضحت أيضًا أهمية قضاء وقت خارج المنزل فى الهواء الطلق، مشددة على أن العائلة يجب أن تخرج سويا، سواء للتنزه فى الحديقة أو على الكورنيش، بعيدًا عن الجلوس فى الأماكن المغلقة، وأنا لا أقصد أن تقضوا وقتكم فى المقاهى، بل فى أماكن هادئة حيث يمكنكم التنزه وممارسة النشاط البدنى، كما أنه من الضرورى أن نغلق هواتفنا المحمولة خلال هذه الأوقات لتكون الفائدة أكبر."
وفى ختام حديثها، أكدت على ضرورة أن تكون الأسر أكثر وعيًا بتأثير التكنولوجيا على أطفالهم، وأن تتخذ خطوات فعالة لتقليل هذه التأثيرات السلبية من خلال الأنشطة البدنية والحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والحياة اليومية.