لعبة الرجولة والأدب والشهامة.. ملوك لعبة التحطيب الصعايدة يفتحون قلوبهم لـ"اليوم السابع" فى الدورة الـ14 للمهرجان القومى للتحطيب بالأقصر: يحافظ عليها من الاندثار وقدمنا 5 ليالى عامرة بالفرحة للجمهور..فيديو وصور

الأربعاء، 11 ديسمبر 2024 10:00 ص

لاعبو التحطيب يفتحون قلوبهم لليوم السابع

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاعب من دندرة: فرصه سعيدة وجميلة للتجمع والتلاقي بين اللاعبين الصعايدة

أدهم رضوان أصغر لاعب تحطيب: تعلمتها من والدى وأشارك بحلقات من أسوان للإسكندرية

اختتمت بمحافظة الأقصر، حلقات التحطيب في الدورة الـ14 للمهرجان القومى للتحطيب الذي استمر من يوم 5 حتى يوم 9 ديسمبر الجارى 2024، حيث التقى "تليفزيون اليوم السابع" بعدد من لاعبى العصاية والتحطيب الصعايدة الذين تجمعوا من مختلف محافظات الصعيد في ليالي الدورة الـ14 للمهرجان القومى للتحطيب فى ساحة سيدى أبو الحجاج الأقصر، وسط أجواء من البهجة والمتعة والعمل على الحفاظ على اللعبة الأهم للرجال من الإندثار في الصعيد عبر ذلك المهرجان المميز.

وفى هذا الصدد صرح المعلم رضوان منصور أبو سليمان شيخ التحطيب بمحافظة الأقصر، إنه تعتبر لعبة التحطيب أو "لعبة الرجال" لعبة مصرية قديمة نقلت من جدران المعابد، وفيها يستعرض المشاركون مهاراتهم وقدرتهم على التحكم بالعصا، ويعكس المهرجان الذي أسسه المخرج الراحل عبد الرحمن الشافعي، أهمية تلك اللعبة كجزء من الهوية الثقافية المصرية، وقد تم تسجيل لعبة التحطيب عام 2016 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو.

وأضاف المعلم رضوان منصور، لـ"اليوم السابع"، إن اللعبة فى الأساس مخصصة للدفاع عن النفس وكان قديماً لا يسير الصعيدي فى الطرقات أو الشوارع نهاراً وليلاً إلا بالعصا بين يديه لحماية نفسه من اللصوص وقطاع الطرق والحيوان المفترسة فى المزارع خلال مواسم الزراعة المختلفة، وحولها كبار المشايخ للعبة متميزة تراثية سجلت فى اليونيسكو وأصبح لها مهرجان سنوى منذ 13 سنة مضت.

ويؤكد المعلم رضوان شيخ اللعبة بالأقصر، إنه يوجد فى حلقات المبارزة بالتحطيب نوعين من العصى فهناك العصي الكبيرة الغليظة والتي تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضاً أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 متر والجميع يكون حلقة حولها بالكراسي والكنب الصعيدي، موضحاً أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسين أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد.

وقال الشاب أدهم رضوان أحد شباب لعبة التحطيب، إنه تعلم اللعبة على يد والده شيخ التحطيب بمحافظة الأقصر، ويقوم بالمشاركة في الحلقات المختلفة من الإسكندرية لأسوان، حيث إنه يعتبر من أصغر اللاعبين حالياً بعمر 19 سنة ويدعمه والده في المحبة والتعارف مع نجوم وقدامى اللعبة على مدار السنوات الماضية.

وكشف المعلم عبد الرحيم حسن من مركز دندرة بمحافظة قنا، إن المهرجان يعود لـ14 سنة ويشارك فيها منذ عهد الراحل عبد الرحمن الشافعى، حيث إنه فرصه سعيدة وجميلة للتجمع والتلاقي بين اللاعبين من مختلف محافظات الصعيد، ويعقدون مباريات حماسية مميزة بلعبة العصا، موضحاً إنها لعبة الرجولية والنزاهة والادب والإحترام، فلذلك يعشقها الجميع من الكبار والصغار الصعايدة.

وقال يحيي محمد سعد العربي من حجازة قبلي بمركز قوص في محافظة قنا، إنها منذ 15 سنة مضت ساهم في تأسيس مهرجان الأقصر القومى للتحطيب، لإيمانهم بأن العصاية فن وأخلاق وأدب، فهى في الأساس أن الكبير يحترم الصغير والصغير يحترم الكبير، فهى أساس الرجولة والدفاع عن النفس، حيث أن من يملك عصا ويمتلك فنونها لا يستطيع أحد أن يهزمه أو يتعدى عليه بالعصا.

أما الشاب فارس محمود من مركز قوص بمحافظة قنا، فقد أكد على إنه يشارك للعام الرابع على التوالي في المهرجان القومى للتحطيب بالأقصر، وذلك لعشقه للعبة العصاية والتحطيب، التي أصبحت تجمع حقيقي للاعبين وملوك لعبة العصا من أبطالها في مختلف محافظات الصعيد، فالجميع يلتقون في مبارزات التحطيب لتوصيد المحبة والعلاقات فيما بينهم.

وتحدث محمود حسين من قرية البرجية بمحافظة المنيا، إنه يشارك للعام الثامن على التوالي في مهرجان الأقصر للتحطيب، حيث إنه تعلم اللعبة منذ طفولته في ساحة سيدى الفولى بمحافظة المنيا حتى يثقل فنونه ومهاراته في اللعب، حيث أن التحطيب كل يوم به جديد، وكل يوم مباريات ومبارزات للاعب تساعده في زيادة خبراته، والمهرجان فرصة للتعلم للشباب من الكبار وقدامى اللعبة الصعايدة.

فيما تحدث صابر محيي الدين إبن جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، والحاصل على المركز الأول فى لعبة العصا أكثر من مرة ويلعبها منذ كان بعمر 15 سنة وهو بعمر 69 سنة حالياً، حيث يشارك فى الثقافة منذ عام 2005، موضحاً إنه قدم لعبة العصا فى مسارح المنيا والسد العالى والمسرح القومى بالعاصمة، والذي أكد أن لعبة العصا ظهرت على جدران معبد أبيدوس واشتهرت فى البلينا بسوهاج وأشهر لاعبيها العمدة معتمد والحاج حربى، وقاموا بالمشاركة مع شيوخ اللعبات فى كافة أرجاء محافظات الصعيد.

ويضيف صابر محيي الدين إبن سوهاج، لـ"اليوم السابع"، إنهم لدى زيارتهم فى الأقصر يستقبلهم شيخ اللعبة الحاج رضوان عميد اللعبة بالمحافظة، والحاج عبد الغنى أبو رية، وفى قنا يستقبلهم الحاج عنتر، فهم عبارة عن عائلة واحدة مترابطة فيما بينهم، ويستقبلهم شيخ اللعبة فى كافة المناسبات ويفتح لهم أبواب منزله ومنازل عائلته ويقدم لهم الولائم والذبائح للإبتهاج بزيارتهم.

وأكد عميد لاعبى التحطيب فى محافظة سوهاج، إنه لعبة العصا فرعونية ظهرت فى المعابد، حيث كان يلعبها نبى الله سيدنا موسي ونبى الله هارون شقيقه، فقد كان يهش بها على غنمة وله فيها مآرب آخرى، وهو إنه كان يلعب بالعصا ويتسلي بها مع شقيقه خلال رعى الغنم، موضحاً أن جميع لاعبي التحطيب يتجمعون فى الموالد الصوفية والدينية فى سوهاج والأقصر وقنا وأسوان، والسر فى المحبة بين اللاعبين والتجمعات الدائمة.

ومن الجدير بالذكر إنه كانت فكرة التحطيب في البداية مخصصة للدفاع عن النفس، حيث كان قديماً لا يسير الصعيدي فى الطرقات أو الشوارع نهاراً وليلاً إلا بالعصا بين يديه لحماية نفسه من اللصوص وقطاع الطرق والحيوان المفترسة فى المزارع خلال مواسم الزراعة المختلفة، ومع تطور الزمن قام بتحويلها كبار شيوخ اللعبة إلى مبارزات وتبارى مبهج في المناسبات المختلفة وأصبحت لعبة متميزة تراثية حتى سجلت فى اليونيسكو وأصبح لها مهرجان سنوى منذ 14 سنة مضت في قلب مدينة الأقصر يقام بصورة دورية.