شارك بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الجمعة، في الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين مصر والصين التي عُقدت برئاسة وزير الخارجية ونظيره الصيني "وانج يي" في بكين، في أول زيارة رسمية للوزير عبد العاطي إلى الصين، وذلك تنفيذاً لما توافق عليه الرئيسان "عبد الفتاح السيسي" و"شي جينبينج" خلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى بكين في مايو 2024، واحتفالاً بمرور 10 سنوات علي تدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وبعام الصداقة المصرية-الصينية.
وصرح السفير تميم خلاف، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين مصر والصين تناولت مُجمل العلاقات الثنائية المُتميزة بين البلدين، وما حققته من تطور بارز في مجالات التعاون المختلفة، بما في ذلك مشاركة الشركات الصينية في العديد من المشروعات التنموية في مصر، ومن بينها المساهمة فى بناء حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتشييد القطار الكهربائي، فضلاً عن تنامي الاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وتطرق الجانبان الي أهمية استغلال الزخم المتولد عن دورية الزيارات رفيعة المستوي لتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فضلاً عن تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي، وزيادة التدفقات السياحية الصينية إلى مصر.
كما وجه الوزير عبد العاطي الدعوة لنظيره الصيني لزيارة مصر خلال العام المقبل لعقد اللجنة الحكومية المشتركة.
وتبادل الجانبان الرؤي والتقييمات ازاء أهم القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية والبدء في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة.
كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في سوريا، حيث أكد وزير الخارجية علي أهمية دعم العملية السياسية الشاملة في سوريا، وجدد رفض مصر للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية واستهداف المواقع العسكرية داخل الأراضى السورية.
وعلى صعيد التعاون في المحافل الدولية والمُنظمات الأممية، استعرض الوزيران سبل تعزيز التعاون المُشترك، وأكد الوزير عبد العاطى على أهمية التمسك بمبادئ ومقاصِد ميثاق الأمم المتحدة، والعمل على إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر عدالة وتمثيلاً للدول النامية، وأكثر فاعلية في الاستجابة للتحديات التي تواجه العالم، علاوة على احترام مبادئ القانون الدولي.
والتقي د. بدر عبد العاطي، بـ "لو تشاو خوي" رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، وثمن الوزير عبد العاطي دور "الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي" في دعم المشروعات الكبرى فى مصر، مثل مشروع تمويل القطار الكهربائي الخفيف LRT، بالإضافة إلى مشروع تصنيع وإطلاق القمر الصناعي "مصر سات ٢"، وكذا إنشاء مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية AIT في مصر.
وأعرب عن التطلع للاستفادة من مختلف الآليات التمويلية التي تتيحها الصين لتنفيذ مزيد من المشروعات التنموية الوطنية، خاصةً وأن "رؤية مصر للتنمية ٢٠٣٠" تتسق مع المبادرات الصينية لتحقيق التنمية بدول الجنوب، وبأن الجانب الصيني يُعد ضمن أهم الشركاء التنمويين لمصر.
في ذات السياق، تطرق د. عبد العاطي إلي آفاق تعزيز التعاون المشترك مع الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، وخاصة من خلال آلية التعاون الثلاثي في إفريقيا، مشيراً إلي أهمية البناء علي مخرجات منتدي التعاون الصيني ـ الإفريقي "الفوكاك"، وكذلك التعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لتدريب الكوادر المصرية والأفريقية بهدف دعم القدرات البشرية في دول القارة، كما بحث وزير الخارجية مع المسئول الصيني سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال الفضاء، وسبل دعم وكالة الفضاء الأفريقية التي تستضيفها مصر.
من ناحية أخري، ثمن وزير الخارجية اضطلاع الوكالة الصينية بدور هام في التخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية في مُختلف أنحاء العالم، وخاصةً في قطاع غزة الذي شهدت أوضاعه الإنسانية تدهوراً كبيراً، حيث سبق وأن قدمت عام 2023 مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة بواسطة وكالة "الأونروا"، ومساعدات غذائية من خلال الهلال الأحمر المصري عام 2024.
كما التقى عبد العاطي، بـ "ليو جيانشاو" وزير دائرة العلاقات الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وذلك علي هامش الزيارة الثنائية التي يقوم بها إلى الصين.
وأكد الوزير عبد العاطي على خصوصية العلاقات الثنائية مع الصين، وأهمية البناء على الزخم المُتولد عن دورية اللقاءات الرئاسية، وآخرها زيارة الدولة التي اجراها رئيس الجمهورية إلى بكين في مايو ٢٠٢٤ والمشاركة كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي/الصيني، علاوة على الزيارات الأخرى رفيعة المستوي، والزيارات الحزبية المُتبادلة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وحيوية التفاعلات المتبادلة علي المستوي الحزبي.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، ثمن وزير الخارجية المشروعات المُشتركة بين الجانبين، وخاصة مشاركة الشركات الصينية في بناء حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، والاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيراً إلي حرص الجانب المصري علي نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة في مصر وتعزيز الاستثمارات في المجالات الواعدة، وخاصةَ مجال الطاقة الجديدة، والمتجددة، والهيدروجين الأخضر.
كما تبادل الوزيران الرؤي حول ابرز التطورات الإقليمية، حيث استعرض الوزير عبد العاطى مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط وتداعياتها علي أمن واستقرار المنطقة، وعلى رأسها التطورات فى غزة والمساعى المصرية لتحقيق وقف فورى لإطلاق النار، بالإضافة إلى التطورات فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة