يستعد عشاق القهوة لاستقبال عام 2025 بزيادة جديدة في أسعار البن ، حذر عدد من الخبراء في العالم من ارتفاع جديد في أسعار البن في العام الجديد ، حيث وصل سعر القهوة لأعل ى مستوى له منذ حوالى 47 عاما بسبب الطقس القاسى التي تواجهه الدول المنتجة الرئيسية، مع توقعات بنقص الإنتاج بسبب تغير المناخ.
وارتفع سعر القهوة إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من خمسة عقود، وصلت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا، وهي النوع الأكثر شعبية، إلى 3.35 دولار (453 جرامًا) في سوق السلع هذا الأسبوع، وتمثل هذه القيمة ارتفاعا بنسبة 70% مقارنة مع بداية العام وبمستويات لم تشهدها منذ عام 1977، وهو ما ينذر بارتفاع جديد في الأسعار خلال العام المقبل 2025 بسبب تأثير تغير المناخ على المحاصيل.
وتعزى الزيادة في أسعار القهوة بشكل رئيسي إلى القلق بشأن تأثيرات الطقس المتطرف في البلدان المنتجة الرئيسية، وشهدت فيتنام، وهي منتج رئيسي لصنف روبوستا، فترة جفاف طويلة أعقبتها أمطار غزيرة أعاقت الحصاد.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن موسم النمو الصعب فى فيتنام يمتد الآن إلى البرازيل، حيث تثير الظروف الجوية السيئة مخاوف جدية بشأن محصول أرابيكا 2025.
وواجهت البرازيل، أكبر منتج للبن العربي في العالم، أشد موجة جفاف منذ عقود قبل أن تهطل الأمطار فى أكتوبر الماضى، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا تزال رطوبة التربة منخفضة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المخاوف من أن المحاصيل لن تلبي التوقعات في عام 2025، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار المرجعية في بورصة إنتركونتيننتال (ICE).
يتم تداول العقود الآجلة لصنف أرابيكا للتسليم في شهر مارس بسعر 3.14 دولارًا للرطل الواحد في بورصة ICE، حيث تعافت بعد بضعة أيام من التعديل بعد أن وصلت إلى 3.35 دولارًا في 29 نوفمبر.
وتعد القهوة واحدة من أكثر السلع تداولًا على مستوى العالم، وقد شهد الطلب عليها نموًا مطردًا، مدفوعًا إلى حد كبير بزيادة الاستهلاك في الصين.
ومع ذلك، يتركز العرض في عدد محدود من البلدان المنتجة: البرازيل وفيتنام وكولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا. ليس الكثير. والمشكلة هي أن كل هذه البلدان، الواقعة في المناطق الاستوائية، معرضة بشكل خاص لتأثير تغير المناخ.
وقال ديفيد أورتيجا، أستاذ الاقتصاد والسياسة الغذائية بجامعة ولاية ميشيجان: "لقد شهدنا جفافًا كبيرًا في بعض مناطق زراعة البن الرئيسية فى العالم، في أماكن مثل البرازيل، وهي أكبر مصدر للبن في العالم".
يدرس أورتيجا سلسلة التوريد وكيفية انتقال المكونات من المزارعين إلى متجر البقالة، وقال إن الجفاف والصقيع والفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة وغيرها من الأحوال الجوية التي لا يمكن التنبؤ بها لعبت دورا في انخفاض إنتاجية المحاصيل في البرازيل وفيتنام، وهي مصدر رئيسي آخر للبن.
المحصول في أوروبا
وكانت منظمة البن الدولية حذرت أن سوء الأحوال الجوية و الجفاف أدوا إلى انخفاض إنتاج البن فى العالم، مشيرة إلى أن انخفاض البن بهذا الشكل يعني أنه إذا كانت أوروبا تحصل عادة على القهوة لمدة أربعة أشهر، فإن الكمية المتاحة حالياً تكفي لستة أسابيع فقط.
ووجهت هذا التحذير فانوسيا نوجيرا، الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية للبن، التي تتكون من 42 دولة منتجة وسبع دول مستوردة، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأشارت المنظمة إلى أن السبب الرئيسي هو الانخفاض الحاد في الإنتاج، خاصة بسبب سوء الأحوال الجوية في الدول المنتجة مثل البرازيل أو فيتنام، وفي الوقت نفسه، شهد القطاع أيضًا زيادة كبيرة جدًا في الطلب، مما أدى إلى اتساع الفرق بين العرض والطلب في السنوات الأخيرة. وبهذا المعنى، يشير الخبراء بالفعل إلى أن النقص يمكن أن يصبح مشكلة هيكلية.
ووفقا للصحيفة فإنه على سبيل المثال فى إسبانيا ، يشرب كل شخص، في المتوسط، 4 كيلوجرامات من القهوة سنوياً، ووفقا لجمعية القهوة الإسبانية ، فقد بلغ الاستهلاك العالمي في العامين الأخيرين (2022-2023) 21 ألف مليون كيلوجرام من الحبوب (350 مليون كيس 60 كيلوجراماً)، وهو متوسط تسويقه، وفي هذه الفترة، صدرت الدول المنتجة 133.8 مليون كيس حول العالم، ويعادل الفارق بين العرض والطلب في هذا الوقت الاستهلاك في إسبانيا لمدة 69 عاما، إذ تشرب البلاد في المتوسط 4 كيلوجرامات من القهوة سنويا للشخص الواحد.
دمار 90% من زراعات البن
كما حذر ، حيث أنه ما يصل إلى 90% من مساحة القهوة المزروعة في العالم معرضة لخطر الدمار بحلول عام 2050، حيث تسببت ظاهرة النينو المناخية المصحوبة بالجفاف الشديد في إتلاف المحاصيل، ذلك، فإن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو ما يمكن أن يحدث من الآن فصاعدا، وسيكون صنف أرابيكا شحيحا للغاية، حسبما قالت صحيفة انفوباى الارجنتينية.
ويتم تداول أسعار القهوة أيضًا في سوق العقود الآجلة بلندن، وهو منتج آخر قد يكون في خطر. ويتم استهلاك عشرة ملايين طن سنويا، حيث تتطلب زراعة القهوة ظروفًا محددة للغاية - درجات حرارة باردة، وظلال، وأمطار غزيرة، وتربة حمضية - والتى لا تحدث إلا في مناطق قليلة من أفريقيا وأمريكا وآسيا.
وتشير بعض الدراسات، مثل تلك التي أجرتها مؤسسة سينجنتا، إلى أن صنف أرابيكا، عالي الجودة، في طريقه إلى أن يصبح سلعة فاخرة وشحيحة.