لم يكن مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي أليكس جيبني ، الذي تناول خلال مسيرته المهنية التي استمرت عقودًا من الزمان العديد من القضايا الشائكة، يخطط لفيلم عن إسرائيل، حتى وقع بين يديه تسريب مذهل، اتضح أنه كان أشبه بطوفان من الأسرار.
وفقا لاسوشيتد برس، عرض على جيبني، من خلال مصدر اتصل به على تطبيق المراسلة Signal، الوصول إلى تسجيلات فيديو وفيرة لمقابلات الشرطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير ومجموعة من الشركاء والمانحين، وكلها أجريت كجزء من قضية الفساد ضد نتنياهو وبلغ مجموعها أكثر من 1000 ساعة من الأشرطة.
قال جبيني الذي لم يكن يعرف العبرية انه اضطر للجوء لمراسل إسرائيلي معروف يدعي رافيف دراكر: "اتضح ان لدينا شيئا متفجرا"
كانت نتيجة تعاون الرجلان فيلم وثائقي يحمل اسم "ملفات بيبي" لم يتم نشره في إسرائيل بسبب قوانين الخصوصية التي تنظم مثل هذه الإجراءات لكن تمكن العديد من الاسرائيليين من مشاهدة الفيلم إما باستخدام شبكة VPN لتجاوز قيود البث، أو من خلال مشاهدة إصدارات مسربة شقت طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت الذي أصبح فيه نتنياهو أول زعيم إسرائيلي في السلطة يقف على المنصة كمتهم جنائي. وفي يوم الثلاثاء، وعد نتنياهو بتحدي بإسقاط مزاعم الفساد التي وصفها بالسخيفة ضده، أحدث الفيلم ضجة متوقعة.
ويتهم رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل بالاحتيال وخيانة الأمانة وقبول الرشاوى في ثلاث قضايا منفصلة. وهو متهم بقبول عشرات الآلاف من الدولارات من السيجار والشمبانيا من منتج هوليوودي ملياردير مقابل المساعدة في تحقيق مصالح شخصية وتجارية، والترويج للوائح تنظيمية مواتية لأباطرة الإعلام مقابل تغطيات بعينها.
في مقاطع الفيديو التي جاءت في الفيلم، يجلس الزعيم البالغ من العمر 75 عامًا على مكتبه في مكتب ضيق ، وخريطة المنطقة خلفه. ويعرب عن غضبه من الإجراءات، ويصف الشهود بالكذب، ويشير إلى أنه لديه أمور أثقل بكثير يجب الاهتمام بها. في إحدى المرات، عندما سئل عن عدد زجاجات الشمبانيا، قال إنه يقضي وقته في عد الصواريخ التي تهدد إسرائيل، وليس الزجاجات. وكثيراً ما تكون إجابته أنه لا يتذكر.
قال جيبني: "لدينا عدد من الأشخاص المسجلين الذين أخبرونا عن مدى عظمة ذاكرته وكل سؤال تقريباً يمكن أن يكون مُديناً، يقول: لا أستطيع التذكر".
يبدأ الفيلم، الذي يتخلله لقطات للشرطة مع تعليقات من مسؤولين سابقين وزملاء نتنياهو وصحافيين ومحللين آخرين برئيس الوزراء جالسًا لإجراء أول مقابلة له.
في مقطع آخر، يصف أرنون ميلشان، قطب هوليوود الملياردير وصديق نتنياهو وشاهد الادعاء مؤخرًا، تسليم الشمبانيا الوردية الفاخرة عند الطلب لسارة نتنياهو، وأحيانًا يحمل مبردًا بنفسه، كجزء من مخطط مزعوم للهدايا مقابل الخدمات. وفي مكان آخر، توبخ سارة نتنياهو المحاورين وتخبرهم أن زوجها خارج إسرائيل يستقبل كملك: "كيف لا تخجلون من أنفسكم؟"
تتضمن اللقطات أيضًا مقابلات مع المليارديرين الإسرائيليين الأمريكيين شيلدون وميريام أديلسون التي كانت ابرز المانحين لحملة ترامب الرئاسية، ويعرب شيلدون أديلسون عن عدم ارتياحه للصداقة مع نتنياهو قائلا: "لا أعتقد أنني سأستمر في العلاقة معهم" وعن انزعاجه من تكلفة السيجار الكوبي المفضل لدى نتنياهو: 1100 دولار لعلبة من 10 سجائر.
ويقول يائير نتنياهو، نجل بنيامين وسارة نتنياهو البالغ من العمر 33 عاما لمستجوبيه: "أنتم تحققون معي لأن الشرطة الإسرائيلية تحولت إلى شرطة سرية تابعة لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شتازي)، وتريد الإطاحة بالحكومة".
ويصر المخرج على أن الفيلم لا يهدف إلى الوعظ ـ فهو ليس مخصصا للمعارضين اليساريين لنتنياهو، بل للوسطيين ويقول: "كما تعلمون، من المرجح أن يظل المتشدد من أنصار نتنياهو متشددا. ولكن هناك الكثير من الوسطيين... وهو في الأساس صورة لعائلة واحدة".
يقول صناع الفيلم إنهم توقفوا بعد هجوم السابع من أكتوبر ، محاولين معرفة كيفية التعامل معه. وكجزء من السياق التاريخي في الفيلم، فإنهم يتضمنون مشاهد مرعبة للغارة على إسرائيل والحرب التي تلتها في غزة.
يرسم الفيلم، الذى بدأ بثه يوم الأربعاء على Jolt ، ارتباطًا مباشرًا بين المشاكل القانونية لنتنياهو والحرب، من خلال العديد من المعلقين، يزعم أن القضايا الجنائية دفعت رئيس الوزراء إلى إطلاق حملة لإضعاف القضاء في البلاد، ما أدى بدوره إلى إشعال الاحتجاجات والانقسامات الجماعية التي خلقت صورة للضعف الوطني ودفعت حماس إلى الهجوم وهو ما ينفيه نتنياهو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة