صدر حديثا كتاب بعنوان "الكون واحد ولا يتوسع" للدكتور بسام سمير مخيمر، مدرس المنطق وفلسفة العلوم بالكويت.
فى هذا الكتاب يحاول المؤلف تقديم طرح جديد حول موضوع تعدد الأكوان، وكذلك موضوع توسع الكون، وفيه يقدم المؤلف عددا من الأدلة الشرعية وكذلك الأدلة الفيزيائية التى تؤكد تلك الرؤية الخاصة به، قيؤكد أن الكون واحد وأيضا لا يتوسع ولا يتمدد على الإطلاق.
يقول الدكتور باسم سمير فى كتابه
سعة هذا الكون وعظمته وعدم إدراكنا لحافته أو نهايته جعلت بعض العلماء يعتقدون أنه يتوسع ويتوسع باستمرار لكن في الحقيقة من الواضح أن الكون لما نشأ من عملية الانفجار الأولى كأنما خرج من حالة الجنينية إلى حالة الولادة من وجوده في رحم السماوات والأرض إلى انفصال السماء عن الأرض واتساع المسافة بينهما إلى مسافات لا يعلمها إلا الله واتساع هذا الكون جعل البعض يعتقد أن الكون يتمدد وكأن هذا الكون بكل سعته وضخامته غير كافٍ لحركة النجوم والمجرات الهائلة فيه وتوسعه يؤكده تباعد النجوم كما قال " إدوين هابل " بل إن الناظر بعمق إلى هذا الكون الواسع الذي يسميه الله السموات والأرض يجد بكل وضوح أن الكون ليس في حاجة إلى التوسع بل إنه سوف تأتي عليه لحظة يعود فيها إلى حالة الانكماش والانهدام على ذاته لينتهي، وليبدأ كون آخر قال عنه الله "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْض ِوَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ" سورة إبراهيم، آيه 48 .
ومعنى أن الكون يتمدد باستمرار وأن الفضاء الكوني يتسع فهذا يعني أن هناك فضاء آخر خارج الفضاء الكوني لكي يتمدد فيه وإلا لا يمكنه التمدد على الإطلاق.
لابد من وجود فضاء خارج الفضاء الكوني وإذا افترضنا وجود فضاء خارج الفضاء الكوني فالسؤال هنا ما الحد الفاصل بين الفضاء الكوني والفضاء الموجود خارج الكون ولماذا نفصل بينهم إذاً ؟ هذا هو التساؤل الأساسي فأعتقد أن موضوع تمدد الكون ليس دقيقاً لأنه يستدعي ويتطلب تمدد في فضاء آخر وفراغ خارج الفرغ .
ولو فرضنا أن هناك فضاء آخر يتمدد فيه أيضاً هذا الفضاء الكوني الأساسي فهل هذا الفضاء الكوني الخارجي يتمدد إلى ما لانهاية أم أنه يصل إلى مرحلة معينة ويقف .
وبالتالي سوف يتوقف التمدد في لحظة ما. أيضاً هناك إشكال آخر إذا قلنا أن الكون يتمدد فهل يتمدد الفضاء فقط دون الأجسام أم يتمدد الفضاء بأجسامه فإذا قلنا أن الفضاء يتمدد بأجسامه فهذا معناه أن كتلة الشمس تزيد باستمرار في حالة استمرارية تمدد الكون وكتلة الأرض وكتلة سائر النجوم ستزيد بالتمدد مع الكون وهذا لم يثبت علمياً، بل بالعكس كتلة الشمس ثابتة وكذلك كتلة الأرض ثابتة وغيرها من النجوم .
ولو قلنا أن الفضاء يتمدد فقط دون الأجسام فهذا معناه اختلال في النظام الكوني، لأن الشمس مثلاً سوف تأتي عليها لحظة بسبب التمدد الرهيب للكون من حولها تصبح معدومة الفائدة، أو لا يصل ضوئها إلى الأرض مثلاً، وكذلك تنعدم جاذبية الأرض وهكذا فإنه إذا أحضرنا المصباح يستطيع هذا المصباح أن يضئ مثلاً (50 متراً ) في جميع الاتجاهات بقدر معين ثم إذا أتسعت هذه المساحة إلى الضعف تنخفض إضاءة المصباح أيضاً إلى الضعف وهكذا إلى أن ينعدم تماماً أهمية المصباح في المكان بسبب تباعد واتساع وتمدد المكان الذي يضيء فيه المصباح هكذا تماماً بالنسبة للأرض أو للشمس إذا كانت الأجسام لا تتمدد بتمدد الكون وبالتالي في الحالتين هناك إشكال وهنا ينبغي التوقف عن القول بالتمدد.
أيضاً إذا كان الكون يتمدد فهذا معناه أن النجوم تتباعد، وكلما تمدد الكون كلما زادت المسافات بين النجوم واتسعت ولو أخذنا مثالاً للشمس كنجم يبتعد عن الأرض بقدر معين من المسافة، هذه المسافة ثابتة منذ ملايين السنين وهذا يعني أن الشمس لم تبتعد أبداً عن الدوران في فلكها أو في مكانها بالنسبة للأرض ومعنى ثبات موقع الشمس هذا يعني أن النجوم لا تتباعد بتمدد الكون ولو فرضنا أن الكون تمدد فهذا يعني ان إثباته ( ليس هو تباعد النجوم) لأن النجوم بالفعل لا تتباعد والدليل أن الشمس ثابتة مكانها بالنسبة للأرض، فضوء الشمس يصل إلى الأرض كما هو مثبت علمياً خلال الثماني دقائق وبالتالي فالشمس تبتعد عن الارض بمسافة ثابته تبلغ 149.6مليون كم وهذه المسافة ثابتة لم تتغير.
إذن النجوم والكواكب لا تتباعد بسبب التمدد وإنما ربما أن هذه النجوم يختفي ضوئها شيئاً فشيئاً ويخبو شيئاً فشيئاً وذلك بسبب موتها أو انتهائها فقط وليس ابتعادها عنا باستمرار كما اعتقد هابل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة