تفاقمت الأوضاع السياسية في كوريا الجنوبية سريعا، منذ أن بدأت بإعلان الأحكام العرفية بصورة مفاجئة من قبل الرئيس يون سيوك يول في 3 ديسمبر الجاري، لكنه تراجع عنها بعد 6 ساعات فقط تحت ضغط البرلمان والاحتجاجات الشعبية.
وقدم اعتذاره للشعب عن القرار قائلا: "أعتذر مرة أخرى وأؤكد ولائي المطلق للشعب"، لكنه شدد على تحمله "كل التبعات القانونية والسياسية لهذا القرار".
وأعلن رئيس كوريا الجنوبية عزمه على "القتال حتى اللحظة الأخيرة" دفاعا عن نفسه، وقال يون، في خطاب متلفز، "سأواجه كل شيء بثبات"، متهما المعارضة بالتسبب في "أزمة وطنية".
وعلى إثر الأزمات السياسية والاحتجاجات التي اندلعت على تلك الأحكام العرفية في شوارع العاصمة "سول"، صوتت الجمعية الوطنية في كرويا الجنوبية، السبت، لصالح عزل الرئيس يون سيوك يول بسبب محاولته الفاشلة في فرض الأحكام العرفية.
ومن المقرر أن يتم تعليق "يون" عن مهامه بمجرد تسليم قرار العزل إلى مكتبه، بينما سيتولى رئيس الوزراء هان دوك-سو منصب القائم بأعمال الرئيس.
وبحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية، فإنه "تم تمرير مقترح عزل "يون" بأغلبية 204 أصوات مقابل 85 صوتا، مع امتناع 3 أعضاء عن التصويت. وكانت هناك 8 أصوات باطلة".
وقرر حزب سلطة الشعب الحاكم الذي يتنمي إليه "يون" قبل وقت قصير من التصويت، المشاركة في التصويت ولكن معارضة العزل، وأظهرت نتيجة التصويت أن 12 نائبا من الحزب الحاكم انحرفوا عن خط الحزب لصالح العزل.
ويتطلب تمرير مقترح العزل موافقة أغلبية الثلثين، حيث تمثل كتلة المعارضة 192 عضوا من أصل 300 عضو في البرلمان.
وقد فشلت المحاولة الأولى لعزل يون يوم السبت الموافق 7 ديسمبر الجاري، بعد أن قاطع جميع نواب حزب سلطة الشعب تقريبا جلسة التصويت.
وقُدم اقتراح ثانٍ لعزل "يون" يوم 12 ديسمبر من قبل الحزب الديمقراطي، المعارض الرئيسي، و5 أحزاب معارضة صغيرة أخرى؛ متهمين إياه بانتهاك الدستور والقوانين الأخرى بإعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبرن وقد تم رفع المرسوم بعد 6 ساعات بعد أن صوتت الجمعية على إلغائه.
وتم تعديل مقترح العزل الثاني لإزالة بعض التهم الموجهة ضد يون وإضافة تهم أخرى، بما في ذلك مزاعم أمر يون القوات والشرطة باعتقال المشرعين أثناء سريان الأحكام العرفية.
وسيتم إرسال المقترح إلى المحكمة الدستورية التي ستقرر ما إذا كانت ستعيد يون إلى منصبه أو تعزله، وإذا تم تأييد العزل، سيصبح "يون" ثاني رئيس يتم عزله بعد الرئيسة السابقة "بارك كون-هيه" في عام 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة