باحثون مصريون وعرب يناقشون مفهوم المسرح الصحراوي "التجربة والوعي"

السبت، 14 ديسمبر 2024 05:58 م
باحثون مصريون وعرب يناقشون مفهوم المسرح الصحراوي "التجربة والوعي" مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي
الشارقة: شيماء منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت منذ قليل الندوة الفكرية خلال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، والتي تحمل عنوان "المسرح الصحراوي.. التجربة والوعي" وشارك بالندوة الدكتورة داليا همام من مصر، والدكتور نزار السعيدي من تونس، والفنان محمد الضمور من الأردن. 

واستهلت الدكتورة داليا همام حديثها قائلة: النسيان أداة فعالة دائمًا لطمس ذاكرة الشعوب، فتبدو أزمة الذاكرة جلية، بين ما نحن عليه وما كان سابقا، وفى عصر التكنولوجيا طمس الذاكرة هو الهدف الأساسي لتغييب الوعى، بينما يقاوم المبدع النسيان من خلال إبداعه الفني الذى يسعى دائمًا إلى الحفاظ على الذاكرة ومواجهة الزيف الإعلامي والثقافي المنتشر.  
                                                             
وتابعت: ولأن ذكرياتنا جزء من ذاكرة عظيمة واحدة، هي ذاكرة الطبيعة ذاتها فإن خيال المبدع دائمًا لديه قُدرة الحفاظ على تلك الذاكرة عبر إبداعه، وعلى ذلك تريد الجماعة الإنسانية في المجتمعات المختلفة المحافظة على ثقافتها، وتراثها وذكرياتها وقيمها وفرادتها عبر الزمن، وتحاول الحفاظ على الاستمرارية بين الأجيال بالاعتماد على القوة الخلاقة للتراث، ويتجلى فعل المحافظة على التراث من قبل الجماعة عبر مبدعيها، وقد يبدو الإبداع من وجهة  النظر هذه فعل للمقاومة، بما يعنى مقاومة النسيان ومحاولات طمس الهوية عبر الزمن.

مهرجان الشارقة للمصرح
مهرجان الشارقة للمسرح
 
مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوى
مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوى

ومن جانبه قال الدكتور نزار السعيدي من تونس، وحمل بحثه عنوان "المسرح الصحراوي بين التماثل والاختلاف": يثير مصطلح "المسرح الصحراوي" العديد من التساؤلات حول معناه وإمكاناته وأهميته، كمفهوم دلالي، ويشير إلى ممارسات مسرحية تجري خارج الفضاءات التقليدية المتعارف عليها، متحديًا بذلك الحدود المألوفة للأداء.

وعلى عكس المسارح التقليدية ذات المنصات الثابتة والمقاعد المحكمة، تقدم الصحراء فضاء مفتوحًا وديناميكيًا وغير متوقع لا يتجلى كبديل للعلبة الايطالية بل كأفق مختلف يفتح للأداء المسرحي مجالا لرسم هوية جديدة داخل سياق مجال المسرح تحمل الفرادة والخصوصية. إذ حمل هذا الانزياح في جوهره الدعوة لاستكشاف أثر البيئات المختلفة على الهوية المسرحية، والتأسيس لبنية فرجوية تغير ديناميكية التلقي إدراكا وتفاعلا من خلال خصائصها المكثفة للدلالة عبر تضاريسها، وإضاءتها، وحضورها الصوتي والعوامل الطبيعية الحافة بزمن الفرجة.

تهدف هذه المقالة إلى استكشاف الصحراء ليس فقط كمساحة مادية ولكن كعنصر فاعل في العملية المسرحية. ما الذي يجعل المسرح الصحراوي مميزًا عن غيره من الممارسات المسرحية المرتبطة بالموقع؟ وكيف يشكل اتساع وجمالية الصحراء الطبيعية أساليب الأداء وتفاعل الجمهور؟ تتطلب هذه التساؤلات تحقيقا متعدد التخصصات يتناول التداعيات الدراماتورجية والثقافية والجمالية لتقديم المسرح في مثل هذه الفضاءات غير التقليدية وضمن هذه المنطلقات تتحرّك أسئلتنا استنادا الى مدونة مهرجان في دوراته السابقة.

يذكر أن فكرة المهرجان ترتكز على احتفاء وإيمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التى لطالما ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرّسامين، بفضائها الواسع، وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم  في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.  

ويسعى مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوى إلى استكشاف الصلات بين أشكال التعبير الأدائى والسردى التى تعمر الصحراء وفن المسرح، مسترشداً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، نحو مضاعفة الجهود لجعل تجربة المسرح في البلاد العربية فاعلة ومؤثرة ومتجددة، وذلك بمواكبة كل ما تشهده حياتنا من شواغل وأسئلة وتطلعات، أو من خلال اقتراح سبل وحلول إبداعيّة جديدة، تقرأ الحاضر وتستشرف المستقبل.   







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة