مدير مستشفى بالـ"نبطية" لليوم السابع: مازلنا نعيش أجواء الحرب والطيران يحلق فوقنا

السبت، 14 ديسمبر 2024 05:36 م
مدير مستشفى بالـ"نبطية" لليوم السابع: مازلنا نعيش أجواء الحرب والطيران يحلق فوقنا طاقم المستشفى
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال مناطق الجنوب اللبنانى تعانى أجواء الحرب ، تؤكد هذا الدكتورة منى أبو زيد مدير مستشفى النجدة الشعبية فى النبطية جنوب لبنان، واحدة من أكثر المناطق التى شهدت استهدافا كثيفا من جيش الاحتلال، لازلنا نعيش أجواء الحرب، لا نزال نستقبل شهداء، ولا تزال الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق رؤوسنا ، وبالرغم من ذلك نحاول عادة تأهيل المستشفى، الحياة لم تعود إلى الجنوب بع، ونضطر إلى الانتقال لمدن أخرى مثل"صيدا" لاستيفاء احتياجاتنا الأساسية.

تصف معاناتها أثناء الحرب، و تقول "لم أر ابنتى الوحيدة طيلة 66 يوما كانت الغارات على أشدها فى الجنوب، وعدد الجرحى هائل، ومحيط يتعرض للقصف بينما الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه منقطعة عن المستشفى" هكذا لخصت أبو زيد الأوضاع فى المستشفى الذى يعد واحدا من المستشفيات التى استقبلت العدد الأكبر من جرحى الجنوب.
مع اشتداد الغارات نزحت نجلة الدكتورة منى مع جدتها إلى الشمال وبقيت هى تواصل أداء واجبها المهنى والإنسانى.

عن تلك اللحظات تقول أبو زيد:" نحن بمنطقة شمال نهر الليطانى ، وهى من أكثر المناطق التى شهدت قصفا وحشيا ، وفى 23 من سبتمبر اشتد القصف على المنطقة، واضطررت لإرسال ابنتى ووالدتى إلى شمال لبنان، هذه كانت من أقسى الأوقات التى مررت بها ، فراق ابنتىى وأنا لا أعلم مصيرها وإذا كنت سأراها ثانية أم لا، شعرت وكأننى أرسلها للمجهول خاصة أن والدتى مسنة ومريضة وتحتاج رعاية، لكن كان عليا الاختيار بين واجبى المهنى وبقائى مع أسرتى، فاخترت البقاء فى المستشفى إلى جانب زملائى، أعضدهم وأشد من أزرهم خاصة أن بينهم كثيرين صغار السن والموقف له رهبة بالنسبة لهم .

إلى جانب المعاناة النفسية والقلق لفراق الأهل، كانت هناك معاناة أخرى فى الحياة داخل المستشفى طوال هذه المدة، خاصة مع عدم توفر المياه و الغذاء اللازم للطواقم الطبية ، وانقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمازوت اللازم لتشغيل الجينيرتور، وهذا من أكبر التحديات التى واجهناها، كما أن عدد الجرحى كان كبيرا والإصابات بالغة خاصة الحروق بمادة الفسفور، أيضا تم قصف المستشفى عدة مرات فتعرض لأضرار كبيرة، واضطررنا لإخلاء الطوابق العليا، حفاظا على حياة المرضى والمصابين، ومع الضغط الشديد، خاصة أن العدو الإسرائيلى أغلق المستشفيات جنوب الليطانى وهى 5 مستشفيات مما زاد الضغط علينا، اضطررنا إلى تصنيف الحالات ؛ فالحالات الحرجة لها الأولوية والحالات "الباردة" التى تتحمل الانتقال يتم نقلها بواسطة سيارات الصليب الأحمر إلى مستشفيات صيدا وبيروت .

وصفت اليوم الأول للقصف، فتقول : كنت بين أروقة المستشفى أمارس عملى مثل كل صباح فجأة شعرنا كأن زلزالا لم نر مثله من قبل، وحزام نارى طوق النبطية وحاروف وكفررومان وحبوشى ، وعلى الفور تحركنا بخطة طوارئ كانت قد وضعت تحسبنا منذ اندلاع الاشتباكات عقب طوفان الاقصى، وتم استدعاء جميع العاملين ، تم دعمنا بأدوات ومعدات طبية إضافية وكان هناك تنسيق مع منظمة الصحة العالمية التى قدمت لنا دعما بالمستلزمات الطبية وأيضا دعما فنيا من خلال التدريب للطواقم الصحي .

تقول "أبو زيد"، كان التحدى الأكبر أمامنا استيعاب أعداد الجرحى، و تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل أجهزة المستشفى، بعد انقطاع التيار الكهربائى، فكنا نحتاج 10 آلاف ليتر مازوت كل 10 أيام، ساعدنا فى ذلك "الصليب الأحمر" ، اضطررنا لتخفيض الاستهلاك من 4000 إلى 1000ليتر يوميا.

وعن سبب إصرارها على التواجد بين طواقم المستشفى طوال فترة الحرب تقول أو زيد:" شعار المستشفى معا من أجل الإنسانية، نرى فى فلسطين تقدم التضحيات الجليلة لإنقاذ أرواح الأبرياء، والأمهات تكتوى بنيران فقدان فلذات أكبادهم على مدار عام كامل، وهن صامدات داعمات لواجبهن نحو أرضهن ووطنهن ، هن قدوة للعالم، فكيف لى أن أتخلى عن واجبى تجاه أبناء وطنى؟!

وأكدت أن هذه الحرب هى ااكثر ضراورة مما شهده لبنان من قبل ، ففى اجتياح عام 1982وفى عام 1996 استمرت الغارات أسبوعين فقط وكان حجم الأضرار محدودا ، وفى حرب تموز 2006، كانت مدة الغارات 34 يوما فقط .

 

555555
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة