"تيتانيك"، السفينة الشهيرة التي حملت معها حلم الرفاهية وتاريخ الكارثة، لا تزال تثير دهشة العالم حتى بعد أكثر من قرن على غرقها، خلال عام 2024، سجلت مقتنيات السفينة أرقاما قياسية فى مزادات عالمية، مما يعكس شغف الناس بقصتها المؤثرة وتفاصيلها الدقيقة.
ساعة الجيب الذهبية: هدية امتنان تحطم الأرقام القياسية
بداية العام شهدت بيع ساعة جيب ذهبية من طراز "تيفاني آند كو" بمبلغ قياسي بلغ 1.56 مليون جنيه إسترليني (1.97 مليون دولار)، الساعة، التى أهديت للقبطان آرثر روسترون تكريمًا لشجاعته في إنقاذ 700 ناجٍ من الكارثة، تحكى قصة امتنان مؤثرة، حملت الساعة نقشًا باسم 3 أرامل فقدن أزواجهن في الحادثة، وهم السيدة جون بي. ثاير، والسيدة جون جاكوب أستور، والسيدة جورج دي. ويدنر.
الساعة
ما يميز هذه الساعة أنها كانت هدية قدمت خلال حفل تكريمي أقيم في نيويورك بعد أسابيع قليلة من الكارثة، المدير التنفيذي لدار المزادات "هنري ألدريدج آند صن" صرح بأن الطلب على مقتنيات تيتانيك يتزايد بشكل لافت، حيث حطمت الساعة الرقم القياسي الذي سجلته ساعة أخرى لنفس السفينة قبلها.
البطاقة البريدية النادرة: رسالة من الماضي
من بين المقتنيات التي أثارت الاهتمام أيضًا، بطاقة بريدية كتبها أحد ركاب الدرجة الأولى، ريتشارد ويليام سميث، قبل 3 أيام فقط من الكارثة، بيعت البطاقة بمبلغ 20 ألف جنيه إسترليني، متجاوزة التوقعات الأولية التي تراوحت بين 6 إلى 10 آلاف جنيه.
الرسالة البريدية المباعة فى المزاد العلني ضمن مقتنيات تيتانيك
البطاقة البريدية، التي أرسلت لصديقة العائلة إيميلي نيكولز، تحمل ختمًا بريديًا نادرًا من مدينة كوينزتاون، حيث كانت السفينة في آخر محطاتها قبل الإبحار عبر الأطلسي، وتعكس البطاقة لمحة عن أجواء السفينة وأحلام الركاب قبل المأساة.
فحم تيتانيك: إرث تحت الماء
ومن أعماق المحيط إلى منصات المزادات، عرضت شظايا من الفحم المستخرج من السفينة في مزاد بريطاني، الفحم الذي استخرج في عام 1994 قُسم إلى قطع صغيرة، وتقدر قيمته بين 500 و800 دولار لكل قطعة، هذه الشظايا تمثل بقايا طاقة السفينة التي دفعتها إلى الأمام حتى لحظة اصطدامها بالجبل الجليدي.
سفينة تيتانيك
منيو الغداء: ذاكرة اليوم الأخير
في إحدى مفاجآت عام 2024، بيع منيو غداء الدرجة الأولى في يوم الاصطدام بمبلغ 340 ألف دولار، وهو رقم قياسي جديد لهذه الفئة من المقتنيات، القائمة تعكس جانبا من رفاهية السفينة التي وصفت بأنها "غير قابلة للغرق"، ما يجعلها تذكيرًا بمفارقة القدر.
منيو سفينة تيتانيك
تستمر قصة تيتانيك في سحر عشاق التاريخ وجامعي المقتنيات، مع كل قطعة تباع تأتي محملة بذكريات وأحداث تاريخية. مقتنياتها ليست مجرد قطع أثرية، بل نافذة على حياة أناس عاشوا تجربة مأساوية خلدها الزمن. وفي ظل الأرقام القياسية التي تحطمها هذه المقتنيات، يبقى إرث "تيتانيك" حاضرًا، محركًا للخيال والحنين، وشاهدا على إحدى أعظم الكوارث في التاريخ الحديث، والتى ربما لم تبح عن كافة أسرارها حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة