على الرغم من الزخم الذي تحظى به العديد من دول المنطقة إثر المستجدات المتلاحقة، وأحدثها في سوريا، منذ سقوط نظام بشار الأسد، تزداد الأمور سخونة في قطاع غزة، جراء القصف المتواتر والانتهاكات المتلاحقة التي تشهدها العديد من مناطق القطاع المحاصر، في ظل ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، بينما تسوء الأوضاع بصورة كبيرة في الضفة الغربية، مع استمرار الاعتقالات والاشتباكات بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جانب، والفلسطينيين من جانب آخر.
ففي غزة، سقط أكثر من 15 شهيدا ومصابون إثر اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة خليل عويضة في عزبة بيت حانون شمال القطاع، بينما استشهد فلسطينيين اثنين، وأصيب آخرون، جراء قصف استهدف حي الأمل غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما سقط 11 شهيدا إثر استهداف مخيم النصيرات من قبل قوات الاحتلال، كما سقط عشرات الشهداء والمصابين حينما استهدفت طائرات الاحتلال مدرستين غربي غزة.
ومن جانبها، قالت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني للقاهرة الإخبارية، إن الاحتلال يمنع وصول الفرق الطبية إلى مناطق شمال القطاع، موضحة أن الوضع يزداد تدهورا بسبب استمرار القصف الإسرائيلي وسط أوامر إخلاء وتهجير قسري يصدرها الاحتلال بشكل يومي في قطاع غزة.
وعلى الصعيد السياسي، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن الوسطاء يضغطون للتوصل لصفقة شاملة توقف الحرب في قطاع غزة وتعيد المخطوفين والحكومة ترفضها، موضحة أن ثمن الوقت الذي يمر سيكون حياة المخطوفين وكلما مر أكثر تتعرض حياتهم للخطر
وطالبت الهيئة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصناع القرار بإظهار روح القيادة واتخاذ القرار الأخلاقي لإعادة المخطوفين.
حديث هيئة الأسرى الإسرائيليين تزامن مع تصريحات مدوية أطلقها مسؤولون حكوميون سابقون، منهم رئيس الوزراء الأسبق أفيجدور ليبرمان، والذي اعتبر أن نتنياهو يضحي بإسرائيل من أجل الحفاظ على ائتلافه الحكومي
الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو ربما تجبره على اتخاذ منحى آخر، يقوم على إبرام صفقة من شأنها استعادة الرهائن الإسرائيليين، لاسترضاء الداخل، الذي بات متأججا إثر الغضب الشعبي جراء فشل الحكومة في اتخاذ أية خطوات فيما يتعلق بهذا الملف.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أصبح أكثر تصميما من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، حيث أن الخلافات الرئيسية تتعلق بعدد المحتجزين الذين سيطلق سراحهم ضمن الصفقة، موضحة أن المسئولين الإسرائيليون يتعاملون مع مفاوضات صفقة التبادل بحذر ويدركون أنها قد تنهار في أي لحظة.
وبحسب التقارير التي تناولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هناك تقدم ملحوظ في مباحثات صفقة تبادل المحتجزين في غزة، وإسرائيل تقدر أنه من الممكن التوصل إلى صفقة بشأن المحتجزين في غزة خلال الشهر المقبل.
وفي الضفة الغربية، قام مستوطنون إسرائيليون بإضرام النيران في أراضي مواطنين فلسطينيين في خربة جبل قرطيس بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، كما اعتدوا على أراضي فلسطينية في منطقة مرج عرزل في قرية سنجل شمال رام الله، كما اعتقلت قوات الاحتلال 7 مواطنين فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة