بعد 7 سنوات من التحقيق مع أول رئيسة لكوريا الجنوبية بتهمة الفساد والمشاركة فى عزلها، واجه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول نفس المصير وصوت البرلمان على عزله بعد فرضه الأحكام العرفية فى البلاد.
وتحت عنوان "كيف حسم رئيس كوريا الجنوبية أمر سقوطه"، ألقت صحيفة الجارديان البريطانية فى تحليل لها الضوء على اختيار الرئيس يون مسارا مثيرا للجدل فى أزمته الأخيرة انتهى بعزله، وقالت إن حزبه الحاكم عرض عليه فرصة الخروج بكرامة بالالتفاف حوله فى التصويت الأول لكنه تمسك بالدفاع عن فرض الأحكام العرفية.
واعتبرت الصحيفة فى تحليلها أن إعلان الأحكام العرفية الأسبوع الماضي لم يكن مجرد خطأ كارثي في التقدير - بل كان تتويجًا لرئاسة كانت مضطربة منذ البداية.
وعندما فاز بفارق ضئيل في الانتخابات في مارس 2022، كان يون بالفعل شخصية مثيرة للانقسام. صور المدعي العام السابق الذي تحول إلى سياسي نفسه كمحافظ متشدد، وحصل على دعم خاص من الناخبين الذكور الشباب من خلال الوعد بإلغاء وزارة المساواة بين الجنسين، مدعيًا أن النساء الكوريات الجنوبيات لا يواجهن تمييزًا منهجيًا.
لكن رئاسته سرعان ما أحاطت بها فضيحة، حيث كانت معدلات تأييده تحوم حول حوالي 35% خلال العامين الماضيين. وقد أثبتت زوجته كيم كيون هي أنها أكبر عائق سياسي له، حيث واجهت اتهامات بقبول هدايا غير قانونية بما في ذلك حقيبة ديور بقيمة 3 ملايين وون (1655 جنيهًا إسترلينيًا) من قس، واتهامات بالتلاعب بالأسهم.
ولعل الأكثر ضررًا كان تعامل إدارته مع حشد إيتايوان الذي قتل 159 شخصًا في أكتوبر 2022. واتهمت عائلات الضحايا السلطات بمحاولة تحويل اللوم من خلال الإشارة إلى تعاطي المخدرات بين الضحايا، في حين رفضت الدعوات إلى إجراء تحقيق مستقل.
وكانت الاحتجاجات الأخيرة التي أعقبت إعلانه الأحكام العرفية ملحوظة لطابعها الشبابي. فقد خرج الشباب الكوريون الجنوبيون، وخاصة النساء، بأعداد كبيرة، حاملين عصي الكيبوب المضيئة التي أصبحت رمزا غير محتمل للمقاومة. كثيرون هم جزء من جيل تشكلت لديه صدمات وطنية مثل كارثة العبارة سيول وحادث إيتايوان، بخيبة أمل وفقدت كل الأمل في دولة يديرها رجال أكبر سنا.
وقدمت قوات القوات الخاصة التي تحطم النوافذ لدخول البرلمان مشاهد درامية حفزت الغضب العام.
بالنسبة للجيل الأكبر سنا الذي عاش في ظل الدكتاتورية العسكرية، كانت كوابيس الماضي واضحة لا لبس فيها، وفي غضون لحظات، كانوا في الجمعية الوطنية يحتجون على هذه الخطوة.
ورغم أن الحزب الحاكم قوة الشعب الذى ينتمي له عرض عليه مخرجا كريما عندما فشل التصويت الأول على العزل في نهاية الأسبوع الماضي بسبب مقاطعتهم، إلا أن يون لم يغتنم الفرصة للاستقالة، بل ضاعف جهوده، ودافع عن الأحكام العرفية باعتبارها "عملا شرعيا من أعمال الحكم" في خطاب متحدي.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التعنت أثبت أنه حاسم. فمع نسبة تأييده التي بلغت 11% فقط، تحولت حتى وسائل الإعلام المحافظة ضده، وطالب الجميع برحيله. عندما صوت البرلمان مرة أخرى يوم السبت، انضم 12 عضوا من حزبه إلى المعارضة، مما أدى إلى تحقيق أغلبية الثلثين اللازمة للعزل.
في حين أن شخصيات المعارضة لديها خلافاتها الخاصة، بما في ذلك زعيم الحزب الديمقراطي، لي جاي ميونج، الذي يواجه مشاكل قانونية مستمرة، كانت تصرفات يون هي التي حسمت مصيره، وفقا لتحليل الصحيفة.
وأعطى مناورته للأحكام العرفية أخيرا للمعارضة الدليل القاطع الذي سعت إليه منذ فترة طويلة للعزل.
بالنسبة لمدع عام سابق ساعد في إسقاط الرئيسة السابقة بارك كون هيه من خلال العزل في عام 2017، فإن هذا يمثل انقلابا ملحوظا في الحظ.
ويواجه يون الآن نفس المصير الذي واجهته الزعيمة التى حقق معها ذات يوم، حيث كتبت ردوده القاسية وغير الديمقراطية على المعارضة السياسية سطر نهايته السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة