تناولت الجلسة النقاشية بعنوان "المحتوى الصحفي المأمول بين الحرية والمسؤولية"، والمنعقدة في إطار فعاليات المؤتمر العام السادس للصحافة المصرية، التحدي المتمثل في تحقيق توازن بين حرية الصحافة والمسؤولية المهنية، بهدف تقديم محتوى يلبي تطلعات الجمهور ويحترم القيم الأخلاقية.
وناقش المتحدثون سبل تعزيز حرية التعبير في العمل الصحفي، مع الحفاظ على دور الصحافة في بناء وعي مجتمعي مستنير ومسؤول، كما سلطوا الضوء على معايير الجودة في إنتاج المحتوى الصحفي وأهمية التصدي للتضليل الإعلامي، مع الحفاظ على الحق في التعبير كركيزة أساسية للممارسة الصحفية.
وشارك في الجلسة الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، الصحفي أشرف مدبولي مدير مكتب BBC بالقاهرة، الكاتب الصحفي علاء الغطريفي، رئيس تحرير المصري اليوم، الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، والإعلامي سمير عمر وأدارها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق.
وقال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن صناعة الصحافة تواجه تحديات تؤثر في المحتوى، منوها بأن القواعد المهنية ثابتة لا تتغير، بل تتغير الوسائل، ولذلك تطبيقها ضرورة.
فيما يشير الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إلى أن مهنة الصحافة هي مهنة الحرية، لذلك تعد عنصر رئيسي في أداء رسالتها ودونها يحدث خلل، معتبرا أن المسئولية هي المسئولية القانونية، شرط أن يكون القانون منصفًا ولا يتضمن تقييد للحريات، خاصة وأننا على أعتاب عصر صحفي جديد، ومن ثم هناك أهمية للالتزام بأخلاقيات المهنة لتجنب نشر الشائعات.
وبدوره أكد الكاتب الصحفي، أشرف مدبولي مدير مكتب BBC بالقاهرة، أن المحتوى الصحفي، يحكمه احتياجات الجمهور وليس آلية العمل بغرفة الأخبار، لذلك لابد من اتخاذ معايير الإنصاف والحياد في مراعاة تناول المحتوى، موضحا أن هناك انحيازات تسيطر على تناول بعض الملفات ومنها على سبيل المثال الانحياز الدولي للملف الأوكراني على حساب روسيا، وأيضا التغطية الغربية لأحداث غزة.
واعتبر أن الرقابة الذاتية من العوامل التي تحكم المحتوى لذلك هناك ضرورة في إيجاد مساحات أوسع للصحفي في التغطية ولممارسة المهنة، حتى يتمكن من تقديم ما يحتاجه الجمهور، مشددا أن المسؤولية هي الأساس في التعامل مع المحتوى المناسب للجمهور.
وتناول مدبولي، تحديات التحول التكنولوجي من بينها انتشار الأخبار المزيفة وصعوبة التحقق من المصادر، لذلك هناك أهمية لتعزيز فرص التدريب والاستثمار في الصحفيين.
بينما توضح الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، أنه لا يوجد تطور للمهنة بدون حرية، وأي مقارنة مع الدول الكبرى في صناعة الصحافة تعد مغلوطة، فالإعلام ينشط ويزدهر بتلبية احتياجات الجمهور لذلك لابد وأن يكون هو معيار الاحتكام الرئيسي، كما أن الدولة عليها دعم الصحافة وتمكينها من تأدية مهمتها ورسالتها الإعلامية.
وطالبت " النقاش" بضرورة تغيير طرق اختيار رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية، والمعيار هنا هو الكفاءة وليس الولاء، وتحرير المؤسسات القومية بفصل الإدارة عن التحرير الصحفي.
وفي السياق ذاته، شدد "الغطريفي" أن التخطيط اليومي للتحرير يتطلب إعداد محتوى مناسب لكل منصة مختلفة للصحيفة الواحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن كل منصة تخاطب جمهورًا مختلفًا, مشيرا إلى أن مديري الصحف يركزون بشكل متزايد على اقتصاديات الربح، خصوصًا في ظل عمل الصحف لصالح جوجل والمنصات الكبرى المحتكرة للإعلانات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة