فى انتصار قانونى للرئيس الأمريكي المنتخب قبل أسابيع قليلة من عودته إلى البيت الأبيض، وافقت شبكة ABC News الأمريكية على دفع 15 مليون دولار لتسوية قضية تشهير أقامها ضدها دونالد ترامب.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاتفاق كان تنازلا كبيرا من المؤسسة الإعلامية الكبرى، وانتصارا نادرا لسياسى معادى للإعلام، والذى انتهت محاولاته السابقة لمقاضاة وسائل الإعلام بالهزيمة عادة.
وبموجب شروط التسوية التي تم الكشف عنها أمس، السبت، فإن الشبكة الإخبارية ستتبرع بـ 15 مليون دولار لمؤسسة ترامب الرئاسية المستقبلية ومتحفه. وستدفع إيه بى سى نيوز، التي تملكها شركة والت ديزنى، مليون دولار إضافية لترامب مقابل الرسوم القانونية.
ونشرت الشبكة ومذيعها البارز جورج ستيفانوبولس بيانا قالا فيها إنهما يأسفان على التعليقات التي صدرت من المذيع ترامب، والتي جاءت خلال مقابلة تلفزيونية فى مارس الماضى.
وكان ستيفانوبولوس قد زعم فى برنامجه The week أنه تبين أن ترامب قد أدين بالمسئولية المدنية عن اغتصاب الكاتبة جين كارول.
وقالت إيه بى سى فى تصريحات لصحيفة واشنطن بوست: نحن سعداء أن كلا الجانبين توصلا لاتفاق لإنهاء الدعوى القضائية وفقا للشروط الواردة فى أوراق المحكمة.
وجاءت التسوية بعد يوم من حكم قاضٍ فيدرالي بأن ترامب وستيفانوبولوس يجب أن يحضرا جلسة استماع في وقت ما من الأسبوع المقبل. وبعد التسوية، يمكن للرئيس المنتخب تجنب الإدلاء بشهادته تحت القسم، وهو كان سيترتب عليه مخاطر قانونية محتملة بينما يستعد للعودة إلى البيت الأبيض.
وقام ترامب بمقاضاة المذيع والشبكة فى 18 مارس بعد أن قال ستيفانوبولوس فى مقابلته مع النائبة الجمهورية نانسى مايس إن ترامب قد أدين بالمسئولية عن الاغتصاب، والذى كان تصريحا خاطئا عن الأحكام الصادرة فى قضية الكاتبة كارول ضد ترامب.
فى العام الماضى، وجدت هيئة محلفين فى مانهاتن بنويويورك أن ترامب اعتدى جنسيا على كارول وشهّر بها، لكنها لم تصل إلى حد القول أنه ارتكب جريمة الاغتصاب، والتي كانت الكاتبة لتتهم ترامب بها فى منتصف التسعينات.
والأمر اللافت هنا، أن قاضيا أوضح فى وقت لاحقا أن هيئة المحلفين فى قضية كارول قد حددوا أن اعتداء ترامب ضدها كان اغتصابا، وهو مصطلح يتم تعريفه بشكل أضيق بكثير بموجب قانوني نيويورك التي كانت المحاكمة تتم فيها.
وكتب القاضي لويس إيه كابلان يقول إن نتيجة أن كارول فشلت فى إثبات أنها تم اغتصابها بموجب تعريف قانون نيويورك الجزائى لا يعنى أنها فشلت فى إثبات أن ترامب قد اغتصبها بالمعنى الذى يفهمه الكثيرون لكلمة "اغتصاب".
وقالت نيويورك تايمز إن النتيجة تعد انتصارا غير معتاد لترامب، الذى قام بمقاضاة وسائل الإعلام مرارا بتهمة التشهير، لكنه خسر مرارا أيضا، بما فى ذلك دعوته ضد شبكة "سى إن إن" ونيويورك تايمز وواشنطن بوست.
ونقلت نيويورك تايمز عن العديد من الخبراء فى قانون الإعلام اعتقادهم أنه كان بإمكان شبكة ABC News أن تواصل المعركة، نظرا للمعايير الكبيرة التي تتطلبها المحاكم من قبل الشخصيات العامة مثل ترامب لإثبات التشهير. فيجب على المدعى أن يثبت ليس فقط أن الوسيلة الإعلامية نشرت معلومات كاذبة، ولكنها فعلت ذلك وهى تعلم أن المعلومات كاذبة أو بشكوك كبيرة بشأن دقتها.
وقال رونيل أندرسون جونز، أستاذ القانون فى جامعة يوتاه، إن وسائل الإعلام الكبرى طالما كانت متشككة بشأن التسويات فى قضايا التشويه التي برفعها المسئولون والشخصيات العامة، لأنهم يخشون نمطا خطيرا بتكرار القيام بذلك، وأيضا لانهم يتمتعون بثقل كبير بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.
وتأتى تسوية قضية ABC News فى نهاية عام شهد الكثير من القضايا الخاصة بترامب. ففي يناير، أدين بالمسئولية فى قضية تشهير أخرى ضد الكاتبة كارول، وتمت مطالبته بدفع 83 مليون دولار لها. وواجه ترامب أيضا قضايا جنائية فى فلوريدا وجورجيا وواشنطن، وادين بارتكاب 34 تهمة من قبل هيئة محلفى مانهاتن فى مايو الماضى لتزوير سجلات تجارية لإخفاء أموال تم دفعها للمثلة إباحية نظير التزامها الصمت عن علاقة جمعت بينهما فى عام 2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة