بعد السقوط السريع والمفاجئ للنظام السورى الأسبوع الماضى، سارعت وسائل الإعلام الغربية، كعادتها، لنشر التقارير التى تتحدث عن ثروة الرئيس السورى المعزول بشار الأسد وعائلته، بعد أن ترك البلاد وتوجه إلى سوريا.
من بين تلك التقارير، ما نشرته شبكة سى إن إن فى نسختها العربية، والذى أشارت فيه، نقلا عن مصادر متعددة إلى أن أحدث التقديرات عن ثروة بشار الأسد وعدد من أفراد عائلته تتقدمهم زوجته أسماء وماهر الأسد ورامي مخلوف وغيرهم تكشف عن ثروات ضخمة وأعمال وعقارات خارج سوريا.
واستعرض التقرير بعض هذه الثروت، وفقا لما ورد بتقرير لوزارة الخارجية الأمريكية ونشر على موقعها الرسمي في العام المالي 2022.
بشار وأسماء الأسد
تقول سى إن إن إن التقديرات المستندة إلى معلومات مفتوحة المصدر تشير إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد يتراوح بين 1 إلى 2 مليار دولار، لكن تقرير الخارجية الأمريكية قال إنه لا يمكن التأكيد على صحة هذه التقديرات، مشيرا إلى صعوبة التقدير الدقيق لصافي ثروة الأسد وأفراد عائلته الممتدة ترجع إلى الأصول العائلية التي يُعتقد أنها منتشرة ومخفية في العديد من الحسابات والمحافظ العقارية والشركات والملاذات الضريبية الخارجية، ومن المحتمل أن تكون أي أصول موجودة خارج سوريا ولم يتم الاستيلاء عليها أو حظرها مملوكة بأسماء مستعارة أو من قبل أفراد آخرين، لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات.
وذكرت سى إن إن، إنه وفقًا لما ورد فى تقارير المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام، كانت عائلة الأسد تدير "نظام رعاية" معقدًا، بما في ذلك الشركات الوهمية وواجهات الشركات التي تعمل كأداة للنظام للوصول إلى الموارد المالية عبر هياكل الشركات التي تبدو شرعية والكيانات غير الربحية، وغسل الأموال المكتسبة، من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة بما في ذلك التهريب وتجارة الأسلحة، والاتجار بالمخدرات والحماية والابتزاز.
وذهب تقرير سى إن إن إلى القول بأن عائلة الأسد أبقت على علاقات رعاية وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، حيث تستخدم شركاتهم لغسل الأموال من الأنشطة غير المشروعة وتحويل الأموال إلى النظام، وتخترق هذه الشبكات كافة قطاعات الاقتصاد السوري.
قامت أسماء الأسد بتنمية شبكة تمارس نفوذاً متزايداً على الاقتصاد السوري. وهي تمارس تأثيراً كبيراً على اللجنة الاقتصادية التي كانت تدير الأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا، وتتخذ هذه اللجنة قرارات بشأن قضايا دعم الغذاء والوقود والتجارة والعملة، ووسعت أسماء نفوذها في القطاعات غير الربحية والاتصالات في السنوات الأخيرة. وبحسب ما ورد، فقد واصلت أسماء ممارسة نفوذها على الأمانة السورية للتنمية، التي أسستها عام 2001، وتوجه التمويل للمبادرات الخيرية والإنسانية في مناطق النظام في سوريا.
كما أدار مهند الدباغ، ابن عم أسماء الأسد، وشقيقه فراس الأخرس، شركة تكامل، التي كانت تدير برنامج البطاقة الذكية الإلكترونية المستخدمة لتوزيع المواد الغذائية المدعومة في سوريا، وفقاً لتقارير مفتوحة المصدر.
ثروة ماهر الأسد:
قالت سى إن إن إن ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد كان رئيسا لشبكة رعاية استفادت من الشركات في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والطاقة والسياحة، وزعمت تقارير أنه متورط في عمليات تهريب المخدرات السورية، بما في ذلك تهريب الأمفيتامين كبتاجون بالإضافة إلى مواد أخرى غير مشروعة.
وتمتع ماهر الأسد بعلاقة تجارية وثيقة مع محمد صابر حمشو، الذي كان يدير أعمالاً في قطاعات البناء والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والسياحة، وحمشو هو أحد كبار رجال الأعمال في سوريا وله مصالح في كل قطاعات الاقتصاد السوري تقريبًا، لقد عمل كواجهة لماهر الأسد وعدد من شركاته.
كما امتلك ماهر الأسد استثمارات في قطاعات المقاولات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات من خلال مجموعة تيلسا الاستثمارية، وتشمل العلاقات الوثيقة الأخرى عائلة قاطرجي، التي تدير شركاتها وميليشياتها آبار النفط في مناطق النظام، وسهلت في الماضي تجارة الوقود بين النظام وداعش، وخضر علي طاهر، الذي ينظم الحماية ويجمع الإتاوات من الأنشطة التجارية كوسيط محلي بارز. ومقاول الفرقة الرابعة مدرع.. كما تم اختيار طاهر لتوجيه تحصيل الرسوم على الحواجز والمعابر الداخلية بين مناطق النظام والمعارضة، وكذلك المعابر مع لبنان.
ثروة رفعت الأسد:
رفعت الأسد هو عم بشار الأسد، الذي غادر سوريا بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة في عام 1984. واحتفظ بمحفظة أعمال كبيرة في سوريا حتى عام 1999، عندما تم طرده رسميًا من سوريا بعد اشتباكات عنيفة في اللاذقية بين أنصاره ومسلحين مناصرين لأخيه حافظ، وفي عام 2017، صادرت الحكومة الإسبانية أصول رفعت الإسبانية بعد أن ورد اسمه في تحقيق أوروبي في غسيل الأموال. وفي يونيو 2020، حكمت محكمة فرنسية على رفعت بالسجن أربع سنوات بتهمة غسيل الأموال المنظم والاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال سورية، وصادرت ممتلكاته وحساباته في باريس ولندن، وقبل الاستيلاء، كان إجمالي محفظة رفعت العقارية يقدر بنحو 850 مليون دولار، وعاد رفعت إلى سوريا في أكتوبر 2021 لتجنب السجن.
ثروة رامي مخلوف:
فيما يتعلق برامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، قالت سى إن إن إنه يعتبر أحد أغنى وأقوى الرجال في سوريا، وكان يسيطر في وقت ما على حصة كبيرة من الاقتصاد السوري، وذكت تقارير أنه تم وضعه تحت الإقامة الجبرية في اللاذقية. وبعد ذلك، ورد أن السلطات السورية وضعت العديد من مصالحه التجارية تحت حراسة الدولة، وتتراوح التقديرات مفتوحة المصدر لثروة مخلوف بين 5 و10 مليارات دولار.
ثروة بشرى الأسد:
بشرى الأسد هي الأخت الكبرى لبشار وماهر الأسد، وأرملة آصف شوكت، نائب رئيس أركان القوات المسلحة السورية والرئيس السابق للمخابرات العسكرية السورية.
وأشارت التقارير إلى أنها تعيش مع أبنائها في دبي منذ عام 2012، بعد خلاف مع بشار حول طريقة تعامله مع ما يحدث فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة