قال الشيخ أنس ليفاكوفيتش، نائب رئيس العلماء والمفتى العام فى البوسنة والهرسك، فى كلمته أمام الندوة الدولية الأولى بمناسبة "اليوم العالمى للفتوى" التى تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" - إن الأمن الفكرى يشكل ضرورة ملحَّة فى عصر يواجه فيه المجتمع الإنسانى تحديات عديدة، أهمها التطرف.
وأكد الشيخ ليفاكوفيتش أن السلام والتسامح هما جوهر مبادئ الإسلام، مشيرًا إلى التجربة الفريدة للشعب البوسنى الذى تعرض للظلم والتطرف فى أعقاب الإبادة الجماعية، لكنه تمسك بقيم الإسلام فى دعوته للسلام والعدالة. وأشار إلى أهمية الالتزام بتعاليم الدين كخطوة ضرورية لمواجهة التحديات التى تواجه المجتمعات الإسلامية والعالم أجمع.
وفى حديثه عن التطرف الديني، أضاف الشيخ أن هذه الظاهرة تُعَدُّ من أكبر المشكلات التى تُواجه المجتمعات فى عصرنا الحالي. وأكد على ضرورة فهم جذور هذه الظاهرة وعدم إلقاء اللوم على الإسلام، مشددًا على أن الدين يدعو إلى التسامح والاعتدال. ولفت الانتباه إلى ضرورة وضع مكافحة التطرف ضمن الأولويات الوطنية والدولية، لأن التطرف بجميع أشكاله يُشكِّل تهديدًا للسلام المجتمعي.
وأكد على أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان، مستشهدًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تدعو إلى الرحمة والتفاهم، مشددًا على أن الإسلام يرفض التطرف بكل أشكاله. وخلص الشيخ إلى أن الأمن الفكرى يتحقق من خلال الفتوى التى تُرشد المسلمين نحو القيم السامية، وتساعدهم على مواجهة الفكر المتطرف.
وفى ختام كلمته، دعا نائب رئيس العلماء والمفتى العام فى البوسنة والهرسك إلى تكثيف الجهود الجماعية لتعزيز الأمن الفكري، مؤكدًا أن الفتوى ليست مجرد رد على الأسئلة الدينية، بل هى أداة فاعلة لتحقيق التعايش السلمى والتصدى للتحديات التى تواجه المجتمع الإسلامى والعالمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة