بحث قائد هيئة تحرير الشام في دمشق أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسن، ضرورة مراجعة القرار الأممي 2254، مؤكداً أن التطورات السياسية الأخيرة تفرض الحاجة إلى تحديث القرار ليواكب الواقع الجديد.
وأشار الشرع خلال اللقاء إلى أهمية التعاون السريع والفعّال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا، وإعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية، مشددا على ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعّال، مع أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك.
ولفت إلى ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية، دون عجلة، وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن.
ووصل المبعوث الأممي إلى سوريا، بيدرسن، أمس الأحد إلى دمشق في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد.
وقال بيدرسن إن العملية السياسية في سوريا يجب أن تكون شاملة، مضيفاً: "نحن على تواصل مع كافة أطياف الشعب السوري، ولا نريد أي عمليات انتقامية في سوريا".
ميدانيا، عثر أهالي ريف درعا على مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع تعود إلى أكثر من 10 سنوات. وتقع في منطقة كانت تخضع لسيطرة ميليشيا تابعة لفرع الأمن العسكري التابع للسلطات السورية.
وأكدت وسائل إعلام سورية أن المقبرة اكتُشفت في مزرعة تُعرف باسم "الكويتي"، التي كانت سابقاً تحت سيطرة تلك الميليشيا. وحتى الآن، تم انتشال أكثر من 20 جثة، بينما تستمر الجهود لاستخراج المزيد.
وأوضحت الجهات المسؤولة في سوريا عن عمليات استخراج الجثث أن التعرف إلى هوية الضحايا أمر بالغ الصعوبة، نظراً لمرور وقت طويل على دفنهم، مع غياب أي تقديرات دقيقة بشأن العدد الإجمالي للجثث.
على جانب آخر، أطلق ما يسمى "الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، الاثنين، مبادرة من 10 نقاط لبدء حوار وطني سوري شامل، ودعت إلى عقد اجتماع في دمشق بمشاركة القوى السياسية لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية.
وقالت الهيئة، في بيان: "سياسة الإقصاء والتهميش يجب أن تنتهي، ويجب أن تشارك جميع القوى السياسية في بناء سوريا الجديدة بما في ذلك الفترة الانتقالية".
والجمعة، قالت الإدارة إنه يجري حالياً الإعداد لمرحلة لقاءات، وحوار مع الفصائل المسلحة في العاصمة دمشق "بهدف توحيد الآليات والجهود خدمة لسوريا وشعبها".
ونفى متحدث باسم الإدارة في بيان مقتضب على منصة "إكس" كل ما تم تداوله حول "مسودة أو تفاهم" مع الفصائل التي تقودها "هيئة تحرير الشام" في دمشق. وتقضي المبادرة بالحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية وحمايتها من الهجمات التي تشنها تركيا والفصائل الموالية لها، ووقف العمليات العسكرية في البلاد للبدء في حوار وطني شامل.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك مخاوف من اندلاع صراع جديد فى سوريا، فى ظل تنافس القوى الأجنبية على السيطرة على البلاد.
وأشارت إلى أن الأيام التى أعقبت انهيار نظام بشار الأسد شهدت قيام كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا بقصف أهداف متعددة فى البلاد، حيث أطلق فراغ السيطرة العنان لمعركة للسيطرة على قلب الشرق الأوسط.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن انهيار نظام الأسد قد أطلق سباقا للسيطرة على قلب الشرق الأوسط، فى منافسة يمكن أن ترجأ إلى أجل غير مسمى السلام والاستقرار الذى يطمح إليه السوريون، وربما تنتشر هذه المنافسة فى المنطقة التى تعصف بها الحرب بالفعل.
وفى أول أسبوع بدون الأسد، قامت ثلاث قوى أجنبية بقصف أهداف فى البلاد لتحقيق أهداف إستراتيجية لها. فوجهت الولايات المتحدة ضربات ضد بقايا داعش فى الشرق، وتركيا ضد القوات الكردية فى شمال شرق البلاد، وإسرائيل ضد أصول الجيش السورى فى مواقع عديدة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن هذا النشاط هو مقياس للأهمية الاستراتيجية الحيوية لسوريا باعتبارها ملتقى للأدديان والإيديولوجيات والتضاريس التى تحد خمس دول أخرى فى الشرق الأوسط. كما أنه يسلط الضوء على إمكانية حدوث اضطرابات مع تحول التحالفات السياسية والعسكرية وتولى الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام السيطرة على دمشق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة