راسبوتين.. هل كان "ظاهرة" صنعها الإعلام والخيال الشعبي؟

الإثنين، 16 ديسمبر 2024 12:42 م
راسبوتين.. هل كان "ظاهرة" صنعها الإعلام والخيال الشعبي؟ غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد راسبوتين (1869- 1916) أحد أشهر الشخصيات في العصر الحديث، ليس في روسيا فقط، لكن في العالم كله، لكن اختلط في سيرته الحقيقي والخيالي.. فما الذي يقوله كتاب "جريجوري راسبوتين" لـ تيلتسين.

يقول الكتاب:

لم تعرف روسيا على امتداد تاريخها الطويل شخصية شدت إليها انتباهاً حاداً عميقاً ونهماً، كما فعل جريجوري يقيموفيتش راسبوتين، ولأن حياته كان يلفها غموض عميق، بل حتى اسمه كان في وقت ما اسماً يحرم النطق به، فقد أثار الرجل فضولاً شبه مرضي تجاه شخصيته.

ومع مرور الوقت نشأت حول راسبوتين أسطورة وانتشرت على صفحات الكتب وأعمدة الصحف في العاصمة والمناطق آراء في راسبوتين كانت سلبية على وجه العموم، ولكن من غير أن تدعم بوقائع محددة، فعرفت محاولات قول الحقيقة عنه في طوفان هائج متصاعد وحاولت وسائل النشر الراديكالية أن تثير ضد راسبوتين كراهية المجتمع.

لقد كان راسبوتين أسطورة فريدة صنعها خصوم آل رومانوف في آخر عهد هذه السلالة، فلم يؤد هو نفسه أي دور سياسي مستقل، بل ليس ثمة ما يشهد على أنه حاول أن يؤدي مثل هذا الدور.

ففي العام 1914 كتبت صحيفة أنباء موسكو تقول: «إننا نعتقد بأننا لا نجانب الحقيقة إذا قلنا، إن راسبوتين الخرافة الصحفية، وراسبوتين الحقيقي الذي من لحم ودم، لا يشبه أحدهما الآخر إلا قليلاً. إن إعلامنا هو الذي خلق راسبوتين، فضخموا شأنه وأعلوه إلى حد لا يبدو فيه للمشاهد عن بعد أنه شخصية غير عادية. لقد بات راسبوتين شبحاً عملاقاً يلقي بظله على كل شيء».

وفي 3 تموز من العام 1914، اعترفت صحيفة "صباح روسيا" بكل صراحة وتجرد بأنها «خجلة عن روسيا، عن البلاد العظيمة التي يتأتى لها مع فجر القرن العشرين أن تكون شاهدة على عبادة شائنة خلقها في الأوساط العليا من المجتمع صنم في صورة قذرة لنقل سياسي، ومتهتك قبيح.

وكتبت صحيفة "الكشوف الروسية" في كانون الأول من العام 1916 تقول: لا شك في أنه ينبغي ألا تبالغ في الدور الذي أداه المقتول في دراما دولتنا المعقدة. فهو لم يكن سبب الحالة التي نشأت بقدر ما كان عرضاً من أعراضها..
وكتب الصحفي المعروف میخائیل میخایلیتش بريشفين يقول: يجتمع خلق النظام والقانون مع الشعب عبر مختاريه الذين انتخبهم. وكان هذا المنتخب عندنا هو القيصر، مسيح الرب، وفق التكريس الديني لفعل ولادة القانون الشعبي إن القيصر نيقولاي، هو نفسه قبل أي شخص آخر، لم يعد يؤمن بأنه مسيح الرب فاستعار الإيمان الذي ينقصه عن راسبوتين، واتحد السوط، رمز تفسح الكنيسة والقيصر نيقولاي رمز انهيار الدولة في شخص واحد للقضاء على النظام القديم.

الغلاف
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة