قالت شبكة ان بي سي الامريكية إن انفجار هائل هز مدينة طرطوس الساحلية السورية خلال الليل في أعقاب غارة جوية إسرائيلية مفترضة، مما أثار تدقيقًا جديدًا بشأن تصرفات إسرائيل في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد.
ظهرت لقطات الانفجار في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن خطط لمضاعفة سكانها في مرتفعات الجولان المحتلة، مستشهدة بتهديدات من سوريا، وهي الخطوة التي اثارت ادانات دولية وجاءت بعد ان قال أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشأم التي أطاحت بنظام الأسد انه ليس لديه مصلحة في الانخراط في صراعات جديدة.
وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مراقبة حرب مقرها لندن، الصور القادمة من طرطوس بأنها تمثل "أعنف الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في منطقة طرطوس الشرقية"، وتمكنت الشبكة الامريكية من تحديد موقع اللقطات على أنها تم تصويرها من منطقة ميناء طرطوس مشيرة إلى الجبال الواقعة شمال شرق المدينة، حيث اكتشفت أقمار ناسا الصناعية حرائق في المنطقة التي تبعد أكثر من 9 أميال عن الميناء.
يأتي ذلك بعد أيام من ظهور صور الأقمار الصناعية التي أظهرت قوات روسية تحزم وتفكك المعدات العسكرية في قاعدة طرطوس البحرية الروسية وقاعدة حميميم الجوية، وكلاهما يقعان جنوب اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تصرفات إسرائيل في سوريا، والتي جاءت في الوقت الذي تواصل فيه قصف الجيب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل مكثف، كانت تهدف إلى ضمان سلامة البلاد، وأضاف في بيان بوقت متأخر يوم الاحد بعد أن وافقت حكومته بالإجماع على خطته لتوسيع السكان الإسرائيليين في المنطقة: "إن تعزيز الجولان يعني تعزيز دولة إسرائيل، وهذا مهم بشكل خاص في هذا الوقت".
وقال أبو محمد الجولاني يوم السبت إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير الهجمات على البلاد، لكنه قال إن جماعة هيئة تحرير الشام ليس لديها أي مصلحة في الانخراط في صراعات جديدة حيث تتطلع إلى إعادة البناء بعد نهاية حكم الأسد.
بحلول يوم الاثنين، بدأت خطة توسيع السكان الإسرائيليين في مرتفعات الجولان، فضلاً عن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع، في إثارة ردود فعل دولية عنيفة، حيث أدانت وزارة الخارجية التركية ما وصفته بأنه "مرحلة جديدة في هدف إسرائيل المتمثل في توسيع حدودها من خلال الاحتلال" وقالت في بيان يوم الاثنين: "إن تصرفات إسرائيل المستمرة تقوض بشكل خطير الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في سوريا وتزيد من التوترات في المنطقة".
كما أدانت وزارة الخارجية الروسية ضم إسرائيل لأراض في مرتفعات الجولان المحتلة، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوفإن "روسيا حذرت المتسرعين في إسرائيل من اغتنام الفرص في ظل تطور الوضع في سوريا، وأكدت أن ضم مرتفعات الجولان أمر غير مقبول على الإطلاق"، وأشار ريابكوف إلى تورط جهات خارجية "خلف الكواليس" في الأزمة السورية، وقال "الولايات المتحدة موجودة هناك بلا أدنى شك".
وأضاف المسؤول الروسي: "لا شك أن إسرائيل هي المستفيد الأول من التطورات الأخيرة، وأود أن أحذر بعض المتسرعين هناك من المبالغة في تقدير نفوذهم، وأود أيضا أن أذكرهم بأن ضم مرتفعات الجولان لا يزال غير مقبول تماما، ويجب على إسرائيل أن تعود إلى الامتثال الكامل للاتفاقية المعروفة لعام 1974 مع سوريا".
يأتي ذلك بعد أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي إسرائيل إلى وقف هجماتها الجوية والتقدم إلى الأراضي السورية بعد الإطاحة بالأسد، حيث وصف "الانتهاكات الأخيرة والواسعة النطاق" لسيادة سوريا بأنها "مقلقة للغاية".