شهد العام 2024، مجموعة من الاحتيالات والسرقات الكبرى، ولكنها ذات طابع غرائبي وأحيانا طابع فكاهى، حيث تكشف كثير من هذه الاحتيالات وعمليات السرقة والخديعة، عن طريقة التفكير التى تسيطر على البعض من أجل تحقيق غايته، سواء المادية أو العاطفية.
وتتنوع هذه الحالات ما بين السرقات، ومحاولات الاحتيال، والسرقة، وانتحال الشخصيات، إلا أن جميع الاحتيالات تنتهى بالكشف عنها، حتى لو بعد فترة طويلة من الاحتيال، وخلال هذا التقرير نستعرض أبرز الاحتيالات التي سلطت الصحف العالمية الضوء عليها.
حاول قتلها ثم طالبها بتعويض
وجدت امرأة صينية نجت من دفع زوجها لها من على جرف فى تايلاند نفسها، نفسها عالقة فى معركة قانونية معه بعد محاولة القتل قبل 5 سنوات، حيث يطالب بـ 30 مليون يوان ما يعادل 4 ملايين دولار أمريكى للطلاق، إذ يسعى الزوج، يو شياودونج، 38 عاما، للحصول على تعويض عما وصفه بـ "خسارته العاطفية وشبابه"، فى حين أن سجنه فى تايلاند يعقد العملية القضائية الصينية، وقد حكمت محكمة تايلاندية على يو بالسجن لمدة 33 عاما وأربعة أشهر بعد جلسة استماع ثالثة للقضية فى يونيو من العام الماضى، حيث كانت وانج نان، 37 عاما، قد تعرضت لإصابات خطيرة عندما دفعها يو من جرف بارتفاع 34 مترا فى حديقة وطنية تايلاندية فى يونيو 2019.
أزواج
على الرغم من تجربتها المؤلمة، كشفت وانج مؤخرا أن زواجها من زوجها لا يزال سليما قانونيا، حيث واجهت العديد من التحديات فى تأمين الطلاق، وخلال بث مباشر، كشفت وانج أن يو يطالب بمبلغ 30 مليون يوان كتعويض عما يدعى أنه "خسارة عاطفية وشبابية".
أوهمها أنه "لورد"
في واقعة أخرى، اكتشفت شابة إنجليزية كانت تعتقد أنها ستتزوج من "لورد" أنه محتال رومانسى أثقل كاهلها بالفعل بعشرات الآلاف من الدولارات، حيث كانت ميجان كلارك البالغة من العمر 27 عاما تعمل مديرة فى إحدى الحانات فى جزيرة وايت عندما دخل اللورد بيرتى أندروود حياتها لأول مرة، إذ كان ساحرا ولطيفا ومدروسا وأوضح تماما أنه مهتم بها، ادعى أنه من نسل جون ت. أندروود، الذى كان يمتلك الشركة التى باعت آلة كاتبة أندروود فى أوائل القرن العشرين، وكان يبدو ويتصرف بالتأكيد مثل الأرستقراطيين المعاصرين.
علاقة حب
كان يرسل لها الزهور فى العمل، ويشترى لها هدايا باهظة الثمن من هارودز، ويقود سيارته بنتلى إلى لندن لمواعيد رومانسية، كان اللورد بيرتى أندروود حلما، لذا عندما طلب منها الانتقال إلى فيلته المطلة على البحر المكونة من 3 طوابق، لم يهم أنهما كانا على علاقة لمدة شهر واحد فقط، وبعد 5 أشهر من ذلك، طلب يدها للزواج وقبلت، بحسب oddity central.
بدافع الحب لخطيبها، تركت ميجان وظيفتها فى البار حيث التقيا، لأنه لم يكن يحب أن تكون محاطة بالعديد من الرجال الآخرين، وادعى أنه صانع ساعات ناجح وانضمت إلى عمله، ولكن مع مرور الوقت، بدأت الشابة تلاحظ أشياء غريبة.
بعد حوالى 18 شهرا من علاقتهما الرومانسية العاصفة، بدأت الرسائل الموجهة إلى أشخاص آخرين تصل إلى منزلهما، لكن اللورد أندروود أكد لها أن البريد يجب أن يكون مخصصا للمستأجرين السابقين، ولكن بعد ذلك دخلت مكتبه ذات يوم ووجدت محفظة مليئة ببطاقات الائتمان بأسماء أشخاص آخرين، مع تزايد الشكوك، قررت أن تبحث فى جوجل عن بعض تلك الأسماء، وصدمت عندما اكتشفت أنها كلها أسماء مستعارة لروبرت ماديجسكى، المحتال المدان الذى يشبه تماما اللورد بيرتى أندروود.
فجأة، أصبح طلبه بعدم نشر صور له على وسائل التواصل الاجتماعى أكثر منطقية، وكان هناك الكثير من الأشخاص يبحثون عنه، حيث كان كل شيء عن اللورد بيرتى أندروود مختلقا، فهو لم يكن من نسل مخترع مبدع، ولم يكن له أى علاقة بصناعة الساعات، وكان السيارة والمنزل الذى يملكهما مستأجرين لخلق وهم الثروة، والأسوأ من ذلك أنه كان قد جعلها بالفعل مدينا 40 ألف دولار من خلال الحصول على بطاقات ائتمان باسمها، حتى خاتم الخطوبة الماسى الذى حاولت بيعه لتغطية الدين تبين أنه مزيف.
عندما واجهت ميغان زوجها المستقبلى قبل أسبوعين فقط من زفافهما، ابتعد عنها، تاركا إياها محطمة القلب ولا خيار لها سوى إلغاء الزفاف وإيجاد طريقة لسداد الدين.
قالت ميجان: "أنا شخص أثق فى الناس حتى يمنحنى الناس سببا لعدم القيام بذلك، وكان جيدا فى ما فعله.. لم يخطئ أبدا.. كان يختلق أكاذيب صغيرة غير ذات صلة لدعم الأكاذيب الكبيرة.. على سبيل المثال، أخبرنى كيف وجد ألواح الأرضية الخاصة بنا فى استوديو فى لندن وقام بتثبيتها أثناء تجديد المنزل.. لم يكن يمتلك المنزل حتى، بل كان مستأجرا.. وقال إن جده الأكبر اخترع آلة كاتبة أندروود، وكان لديه صور للجهاز معروضة على الجدران... لقد كان ماهرا في كذبته".
بعد اكتشافها لأمر روبرت ماديجسكى، نشرت ميغان قصتها على وسائل التواصل الاجتماعى وسرعان ما اتصل بها العديد من الأشخاص الآخرين الذين تعرضوا للاحتيال من قبله، لكن ما فاجأها أكثر هو أنه بدا وكأنه لا يمتلك أسلوب عمل واضحا، قالت: "لا يوجد نمط على الإطلاق فى النوع أو الجنس أو العمر، مما يجعلنى أعتقد أنه لم تكن هناك مشاعر حقيقية على الإطلاق".
تم القبض على ماديجسكى لاحقا بتهم غير ذات صلة لكنه تمكن من الهروب من السجن فى منتصف عقوبته البالغة 5 سنوات، وبعد سنوات من علاقتهما لا تزال تشعر بالخوف من أنها قد تلتقى به يوما ما.
انتحال شخصية طبيب باسم الحب
كذلك اتهمت محكمة فى شنغهاى، رجلا صينيا بالاحتيال لسرقة 360 ألف دولار أمريكى من صديقته بعد أن تظاهر بأنه طبيب فى مستشفى من الدرجة الأولى، وحكم على الرجل، ولقبه تشانغ، بالسجن لمدة 11 عاما و6 أشهر، وغرامة قدرها 35 ألف دولار أمريكى، لارتكابه الجريمة.
وكشفت المحكمة عن القضية فى مايو الماضى، لكنها لم تحدد تاريخ ارتكاب الجريمة، فقد بدأ تشانغ، الذى كان يعمل بالفعل فى أحد الفنادق، عملية الاحتيال فى عام 2016 عندما تم تقديمه إلى هوانغ، التى كان تعمل فى مركز للتسوق، بحسب ما ذكر موقع scmp.
انتحال شخصية طبيب
طوال علاقتهما التى دامت 6 سنوات، ادعى تشانغ أنه طبيب توليد وأمراض النساء فى مستشفى من الدرجة الأولى فى شنغهاى، وقال أيضا إنه تخرج من كلية الطب فى الصين، وابتكر تشانغ شخصية مقنعة باعتباره محترفًا ناجحا، ولم تشك هوانغ أبدا فى قصته، فبدأوا المواعدة بعد حوالى 3 أشهر من التعارف الأول.
وكلما طلبت هوانغ زيارة صديقها فى العمل، كانت تشانغ يجد أعذارا لتأجيل اللقاء، مستشهدة بجدول أعمال مزدحم بالفحوصات السريرية أو العمليات الجراحية، وغالبًا ما كانوا يجتمعان فى الحديقة خارج المستشفى فى مواعيدهم، وفى نوفمبر 2016، مع تقدم علاقتهما، تطور إدمان تشانغ على القمار وتراكمت عليه ديون كبيرة.
اعترف تشانغ لاحقا: "فى البداية، كان الادعاء بأننى طبيب مجرد وسيلة للتلاعب مع هوانغ دون الكشف عن هويتى الحقيقية"، وقال إنه أدرك لاحقا أن "الهوية المزيفة جعلتها أكثر استعداداً للثقة والاعتماد علىّ، مما سهّل علىّ أن أطلب منها المال".
جاءت عملية الاحتيال الكبرى عندما أخبر تشانغ صديقته أنه يخطط لكسب ما يكفى من المال لشراء منزل عن طريق إيداع مبلغ كبير من المال فى صندوق للأوراق المالية يستثمر فى العقود الآجلة للأسهم، ولإقناع هوانغ، قام بتزوير وثائق مزورة تتعلق بصندوق الاستثمار.
خلال علاقتهما، حولت هوانغ أكثر من 2.6 مليون يوان إلى تشانغ، استخدمها كلها فى القمار وسداد ديونه، فبدأت عائلة هوانغ فى التعبير عن مخاوفها بشأن العلاقة عندما بدأ تشانغ فى تجنب إعادة الأموال.
وأخيرًا، سئمت هوانغ، ولجأت للمستشفى بشأن وظيفة تشانغ، لتكتشف أنه لا يعمل هناك، ووفقاً لوثائق المحكمة، قال المدعى العام أثناء المحاكمة: "بينما الحب جميل، يجب على المرء أيضاً أن يكون حذراً من هذه الفخاخ".
أسترالية تزيف وفاتها
ويبدو أن السرقات والاحتيالات ليست مقتصرة على الذكور فحسب، حيث اعترفت صاحبة صالة ألعاب رياضية والمتهمة بالاحتيال بأنها زيفت وفاتها للحصول على دفعة تأمين تزيد قيمتها عن 700 ألف دولار، فقد تم القبض على كارين سالكيلد فى مارس الماضى بعد أن قدمت مطالبة تأمينية باسم شريكها تدعى أنها قُتلت فى حادث سيارة فى بروم.
واستطاعت كارين صاحبة الـ 42 عاما تقديم وثائق مزورة بما فى ذلك شهادة الوفاة وخطاب مندوب محكمة الطب الشرعى فى غرب أستراليا وسجل التحقيق فى حالة وفاة فى فبراير من هذا العام، من خلال أحد الأشخاص.
المزيفة
وأمام ذلك، اضطرت شركة التأمين لدفع مبلغ 718 ألف دولار فى حساب مصرفى فتحته سالكيلد باسم شريكها فى صالة الألعاب الرياضية، لكن بعد تواصل البنك مع الشريك، أنكر معرفته بالموضوع، فجمد الحساب، وفقا لـ watoday.
حاولت كارين الحصول على الأموال بذهبت إلى مركز للشرطة حاملة معها عدة بطاقات هوية، وزعمت أنها ممثلة للشريك المطالب بالمال، وادعت على الشركة بسبب تجميد الحساب البنكى.
لكن حيلتها المحبكة لم تنجح، حيث رصد لها مراسل صحفى محلى قرب موقف مركز تسوّق، وطرح عليها أسئلة كشفتها، وبعد فيديو الدليل اعتقلتها الشرطة فى مارس 2024.
وخلال التحقيقات، أظهر التدقيق الجنائى أن جميع الوثائق التى قدمتها سالكيلد مزورة، مثل شهادة الوفاة، وخطاب مندوب محكمة الطب الشرعى فى غرب أستراليا، وسجل التحقيق فى الوفاة، ومن المقرر أن يصدر الحكم الشهر المقبل.
انتحلت شخصية أختها للعمل بدلا منها
وفى الصين، عاقبت محكمة امرأة انتحلت شخصية أختها الكبرى المتوفاة للعمل لسنوات عديدة باستخدام هويتها من أجل الحصول على معاش تقاعدها، وحُكم على المرأة بتهمة الاحتيال فى المعاشات التقاعدية بعد أن عملت لمدة 14 عامًا لجمع ما يقرب من 400 ألف يوان ما يعادل 55 ألف دولار أمريكى، من مدفوعات المعاشات التقاعدية.
وعلى الرغم من تجاوزاتها، فقد حظيت بالتعاطف على وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين، واستأنفت المرأة، ولقبها آن، من ووهاى فى منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمال الصين، سرا عمل أختها فى مصنع محلى بعد وفاتها فى حادث سيارة فى عام 1993، ومن غير المعروف ما إذا كانت المرأتان متشابهتين، بحسب scmp.
شقيقتان
ووفقا للمحكمة الشعبية لمنطقة هايبووان بمدينة ووهاى، عملت "آن" فى المصنع حتى تقاعدها فى عام 2007، وفى يناير 2008، انتحلت آن شخصية أختها المتوفاة، وعالجت تقاعدها وبدأت فى تلقى دفعات المعاش التقاعدى، واستمرت حتى أبريل 2023.
وخلال هذه الفترة، تلقت آن ما مجموعه 393 ألف يوانا من صناديق التقاعد، وبعد استدعائها من قبل الشرطة، واعترفت "آن" بارتكاب الجريمة وأقرت طوعا بالذنب وقامت بسداد الأموال.
وأدانت المحكمة الشعبية لمنطقة هايبووان فى مدينة ووهاى المتهمة بالاحتيال، ونتيجة لاعترافها وتعويضها، حكمت عليها المحكمة أخيراً بالسجن لمدة 3 سنوات مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى غرامة قدرها 25 ألف يوان ما يعادل 3500 دولار أمريكى.
ومع ذلك، كانت ردود الفعل على الإنترنت متعاطفة إلى حد كبير، حيث اعترف العديد من الأشخاص بأن "آن" عملت لمدة 14 عامًا، وأظهرت قدرتها على أداء الوظيفة وأوفت بواجباتها.
وقال أحد المراقبين على الإنترنت: "من سيعمل لمدة 14 عاما فقط للحصول على معاش تقاعدى؟ لقد تولت ببساطة وظيفة، العمل لمدة 14 عاما يثبت أنها قادرة على أداء ذلك".
وقال آخر: "لم تدفع أقل للضمان الاجتماعى، ولم تعمل أقل. لماذا لا تحصل على المعاش الآن بعد أن أصبحت كبيرة فى السن.. إنها أكثر صدقا بكثير من أولئك الذين يشغلون مناصب رسمية ويحصلون على راتب مرتفع دون عمل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة