تشتد حدة المعارك فى العاصمة السودانية الخرطوم، وهو ما أجبر سلطات العاصمة على إجلاء المدنيين، من بعض الأحياء التى تحولت لساحة اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية، وميلشيا الدعم السريع، إذ يواصل الجيش تحركاته لاستعادة السيطرة وبسط سيطرته على عدد من المواقع التى تتمركز فيها عناصر الدعم السريع.
ويحقق الجيش السودانى تقدما ملحوظا فى العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحرى، وأم درمان، ضمن عملية عسكرية شاكلة موسعة، بدأها 26 سبتمبر الماضى، لحصار عناصر الدعم السريع، واستعادة العاصمة من بين أيديهم.
وأكد الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقائد القوات المسلحة السودانية، تجهيز 30 قوة متحركة لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة من يد ميليشيا الدعم السريع.
وقال البرهان خلال مخاطبته مئات الجنود، الذين حشدهم قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل، :"لدينا أكثر من 30 قوة متحركة نحو الخرطوم وولاية الجزيرة، وما بقيفوا إلا الناس ديل ينتهوا أو يسلموا السلاح فى إشارة لقوات الدعم السريع"، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
والقائد أبو عاقلة كيكل، كان قد انشق عن الدعم السريع، وأعلن انحيازه للقوات المسلحة السودانية 21 أكتوبر المنصرم، والتحق منطقة جبال الغر بسهل البطانة.
وجدد البرهان رفضه للتفاوض أو الدخول فى هدنة مع الدعم السريع، قائلا :"لا عندنا هدنة ولا مفاوضات، وليس لنا خيار غير الناس دى تنتهى أو يستسلموا، ومعركتنا مستمرة"، مضيفا: "العدو فى أضعف حالاته ويترنح، وقاعدين ننظر لذلك صباحا ومساء، ونتلاقى قريباً فى مدني".
وبدأ الجيش السودانى، عملية عسكرية موسعة، نهاية سبتمبر الماضى، تمكن من خلالها استعادة مناطق فى العاصمة الخرطوم، واستعادة السيطرة على الجزء الأكبر من ولاية سنار، بما فى ذلك عاصمة الولاية مدينة سنجة، فيما يقود حاليا مواجهات عنيفة فى مناطق قريبة من عاصمة ولاية الجزيرة، مدينة ود مدنى.
واتهم البرهان المجتمع الدولى بتجاهل الأوضاع فى السودان، وقال :"العالم لو شغال بينا كان أوقف الهجوم على الفاشر ومنع تدفق السلاح لدارفور، هذه كلها قرارات صادرة من المجتمع الدولى ولا يوجد من يحفل بالقرارات".
وجدد البرهان دعوته للقادرين على حمل السلاح للانخراط فى الأجهزة العسكرية لقتال قوات الدعم السريع، متعهداً بتوفير الدعم والمساعدة إلى حين القضاء على التمرد، بحسب وصفه.
ونتيجة لاستمرار العمليات العسكرية، والاشتباكات فى العاصمة الخرطوم، أعلنت غرفة طوارئ الخرطوم بحرى، عن تنفيذ عمليات إجلاء لسكان بعض الأحياء، إلى منطقة شرق النيل، بسبب استمرار الاشتباكات.
ويحاول الجيش السودانى، المتمركز فى ضاحية الحلفايا، منذ سبتمبر الماضى، التقدم للوصول لمنطقة سلاح الإشارة، ومنها لمقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، ويقترب من كافورى، التى تضم معظم قادة الدعم السريع.
وكشف عضو فى غرفة طوارئ الخرطوم بحرى، أنه تم إجلاء 122 شخصا الخميس، إلى منطقة شرق النيل، التى وفرت مأوى لهم إلى جانب الاحتياجات الأساسية.
ومن جهة أخرى، لقى 36 شخصا مصرعهم، وأصيب العشرات فى هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، على مقهى للانترنت فى مدية الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتكثف الدعم السريع هجماتها على الفاشر باستخدام الطائرات المسيرة، ففى 12 ديسمبر الجارى، استهدفت طائرة مستشفى فى مدينة الفاشر بأربعة صواريخ وأودت بحياة 8 أشخاص وخلفت أكثر من 20 إصابة.
وكشف شهود عيان، أن طائرة مسيرة حلقت فى مساء الفاشر فجر الأحد، قبل أن تطبق صواريخ على حى أولاد الريف المكتظ بالسكان.
وقال أحد المتطوعين الذين شاركوا ف إنقاذ الضحايا، أنه الهجوم أدى لوفاة 36 شخصا، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
أكد مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدنى يرصد انتهاكات الدعم السريع، أن ميليشيا الدعم السريع، قامت بنهب 60% من الثروة الحيوانية بولاية الجزيرة، مشيرا إلى أن الولاية تعتبر غنية بالموارد والثروة الحيوانية.
واتهم مؤتمر الجزيرة، الدعم السريع فى تقرير، بتجريف، ونهب الثروة الحيوانية، وقال فى تقريره :"يستند هذا التقرير الذى نخصصه للثروة الحيوانية على أحدث البيانات التى استقاها مؤتمر الجزيرة، كما يعرض عملية النهب التى تمارسها المليشيا المجرمة لهذه الثروة الهائلة، فبجانب عمليات القتل والتهجير الممنهجين لسكان الولاية فإن المليشيا عملت وتعمل اليوم على نهب ثروته الحيوانية دون أن تغمض لها جفن".
وقدر التقرير، جملة الثروة الحيوانية بحوالى 11,000,000 " أحد عشر مليون رأس ماشية"، وقد فاقت تقديرات حجم التجريف الممنهج الذى طالها أكثر من 60%، مشيرا إلى أن خسائر الثروة الحيوانية، تقدر بـ3.4 مليار دولار، فيما تقدر قيمتها السوقية 5.8 مليار دولار، غير شاملة قطاع الدواجن.
وكشف مؤتمر الجزيرة، حجم النهب بالتفصيل، وأكد أنه فى محلية مدنى الكبرى تم نهب 10700من الأبقار، و85000 من الضأن، و43000 من الماعز، وفى محلية جنوب الجزيرة نهبت الميلشيا حوالى 80%، إذ قامت بنهب 399000 من الأبقار و217000 من الضأن، و42200 من الماعز.
وفى محلية الحصاحيصا تم نهب 545000 من الأبقار، و671000 من الضأن، و493000 من الماعز، وهى بنسبة 82%.، وفى محلية الكاملين تم نهب 205000من الأبقار و493000 من الضأن، و478000 من الماعز، وما تم حصره حتى الآن يتجاوز 50% وما زال الحصر جارى.
وفيما يخص محلية المناقل، تم نهب 442000 من الأبقار، و583000 من الضأن، و378000 من الماعز، و10000 من الابل، تم نهب 10% منها، ومحلية القرشى، تم نهب 987000 من الابقار، و880000 من الضأن، و378000 من الماعز، و2000 من الابل، ونسبة النهب وصلت 15%.
وتم نهب 207000 من الأبقار، و159000 من الضأن، و207000 من الماعز، و13000 من الإبل، تم حصر 70% من المنهوبات، فى محلية شرق الجزيرة.
والوضع لم يختلف كثيرا فى محلية أم القرى إذ تم نهب 578000 من الأبقار، و556000 من الضأن، و280000 من الماعز، و28000 من الإبل، وما تم حصره من نهب 45%.
وكشف التقرير أن مزارع الدواجن تم تجريفها، ونهبها بالكامل بنسبة 100%، وشملت المزارع الكبيرة : ميكو، قرطبة، بحرى الجزيرة، مشروع أسعد نان للدواجن، وسعة هذه المزارع 320 ألف فرخة فى الدورة الواحدة، والمزارع المتوسطة، وعددها 32 مزرعة، بسعة 100 ألف فرخة للدورة الواحدة، وتم نهب مزارع صغيرة، وعددها 340 مزرعة، ومتوسط إنتاجها للدورة الواحدة يتراوح بين (10 ألف _ 50 ألف) فرخة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة