مع مرور نحو 10 أيام على الإطاحة المباغتة بالرئيس السورى بشار الأسد من الحكم، بات دور تركيا في يحدث فى سوريا محل تركيز كبير، خاصة فى ظل التقارير التي تتحدث عن عملية عسكرية برية وشيكة من قبل أنقرة داخل الشمال السورى.
حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن عدد من كبار المسئولين الأمريكيين، قولهم إن تركيا وجماعات مسلحة حليفة لها يعززون القوات على طول الحدود السورية، فى إشارة مقلقة بشأن استعداد أنقرة لتوغل واسع المدى فى الأراضى التي يسيطر عليها الأكراد السوريون المتحالفون مع الولايات المتحدة.
وأشار المسئولون إلى أن هذه القوات تشمل مقاتلون وأفراد كوماندوز بالزى العسكرى التركى، ومدفعية بأعداد كبيرة تتمركز فى مدينة كوبانى ذات الأغلبية الكردية على الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
وذكرت وول ستريت أن نشر القوات، الذى بدا بعد سقوط نظام بشار الأسد، يشبه التحركات العسكرية لتركيا قبل غزو شمال شرق سوريا فى عام 2019. وقال مسئول أمريكى: نحن نركز على هذا ونصر على ضبط النفس.
وكانت إلهام أحمد، ممثلة الإدارة المدنية الكردية السورية، قد أخبر الرئيس ترامب أن العملية العسكرية التركية تبدو مرجحة، وحثته على الضغط على أردوغان على عدم إرسال قوات عبر الحدود.
وذكرت وول ستريت أن أحمد كتبت خطابا إلى ترامب، أطلعت عليه الصحيفة، قال فيه إن هدف تركيا هو تأسيس سيطرة فعلية على أرضنا قبل أن تتولى المنصب، بما يجبرك على التواصل معهم كحكام لأرضنا. وتابعت: لو واصلت تركيا غزوها، فإن العواقب ستكون كارثية.
وأشارت وول ستريت إلى أن التهديد القادم من تركيا قد وضع القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الاكراد فى موقف ضعف قبل أسابيع من مغادرة إدارة بايدن. وفى الأسبوع الماضى، زار وزير الخارجية الأمريكة أنتونى بلينكن تركيا لمناقشة مستقبل سوريا مع أردوغان، وحصل على تطمينات من أنقره أنها ستهدئ من عملياتها ضد المسلحين الاكراد.
من ناحية أخرى، تحدث الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب، فى أول مؤتمر صحفى كبير له منذ فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، عن دور تركيا فى الأحداث الجارية فى سوريا، وقال إنها تسيطر على المسلحين الذين أطاحوا بالرئيس السورى المعزول بشار الأسد.
وأضاف ترامب: "هؤلاء الناس الذين دخلوا يتم التحكم بهم من قبل تركيا، وهذا أمر لا بأس به، وطريقة أخرى للقتال".
وردا على سؤال يتعلق بمصير 900 من القوات الأمريكية الموجودة حاليا فى سوريا، بدأ ترامب بالحديث عن قراره سحب الجنود الأمريكيين من البلاد خلال رئاسته الأولى قبل أن يتحدث عن تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب إن تركيا قوى رئسية بالمناسبة، وأردوغان شخص أتفق معه بشكل كبير. لكن لديه قوة عسكرية كبيرة، ولم تستنفذ قوته بسبب الحرب، لقد بنى جيشا قويا للغاية.
وعاد ترامب للرد على سؤال القوات، وإعادتهم فى فترته الأولى مع تبقى بضعة مئات فقط. وتابع: الآن لدينا 900 من القوات، ولو كنا نتحدث عن جانبين، تم القضاء بشكل أساسى على أحدهما، لكن لا يعرف أحد الجانب الآخر، لكنى أعرف، هو تركيا. فتركيا هم من يقفون وراء ذلك، إنه رجل ذكى للغاية، وطالما أرادوا ذلك لآلاف السنين، وقد حصل عليه.
وعندما سئل عما إذا قلقا بشأن حدوث مزيد من الاضطراب، أجاب ترامب قائلا: لا أحد يعلم ماذا ستكون النتيجة النهائية فى المنطقة. لا أحد يعرف من سيحكم فى النهاية. أعتقد أنها تركيا، فتركيا ذكية جدا، وهو رجل ذكى جدا وقوى جدا. لقد قامت تركيا باستيلاء غير ودى دون إزهاق كثير من الأرواح.