اليوم العالمي للمهاجرين..فيلم "إلى عالم مجهول"رحلة التيه للبحث عن الإنسانية

الأربعاء، 18 ديسمبر 2024 02:42 م
اليوم العالمي للمهاجرين..فيلم "إلى عالم مجهول"رحلة التيه للبحث عن الإنسانية إلى عالم مجهول
علي الكشوطي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إلى عالم مجهول، هو اسم الفيلم الفلسطيني للمخرج مهدي فليفل والذي عرض في مهرجان كان ومهرجان البحر الأحمر السينمائي وفي مهرجان قرطاج بدورته المقامة حاليا، وهو من بطولة محمود بكري "شاتيلا" وآرام صباح "رضا" ومحمد الصرافة ومعتز الشلتوح ومنذر رياحنة ومحمد غسان.

ربما يعتقد البعض أن العالم الغربي طريقه مفروشا بالورود وأن من لا يجد نفسه في بلده عليه أن يهاجر إلى أخرى ويبدأ حياته، يعيش الرفاهية، يتمتع بحقوق الإنسان، لكن في حقيقة الأمر وبمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين، فالحقيقة هي أن كل ما سبق ربما صورة في خيال البعض ليس بها شيء من الواقع إلا ما ندر.

يهرب الكثيرين إلى دول الغرب مهاجرين غير شرعيين أو حتى بصفة شرعية، ربما هربا من ضيق الرزق أو طلبا لمزيدا من الحرية، ولكن في الأغلب يهرب الإنسان خوفا من الدم، رعبا من حرب من جماعات إرهابية مسلحة ، أو غيرها من الأمور، وهو ما يتحقق في واقعة فيلم الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول"، "شاتيلا" و"رضا" يهربان من المخيم إلى أثينا ويخططان للسفر من أثينا إلى ألمانيا لهثا وراء الحريات والأمان والعمل والحياة الآدمية، طمعا في حياة أفضل، طموح مشروع يتمناه كل من فقد وطنه، لكن حقيقة الواقع غير.

يهرب شاتيلا ورضا من حرب، لحرب أخرى، حرب أكثر ضراوة، حرب على جميع المستوى، تحديات تفوق الخيال تواجه شخصين ليس لهما وجود رسمي، بلا مأوى بلا عمل بلا اعتراف بأدمتيهما وانسانيتهما، التي في بعض الأحيان يمحياها عن أنفسهما من أجل لقمة العيش يقدمان التضحيات التي ربما لو عاشا في بلادهما تحت القذف وداخل الحرب لم ولن يفكرا فيها أبدا.


اختار المخرج مهدي فليفل، أن يأخذ المشاهد لعالم وصفه بالمجهول، يواجه فيه رضا وشاتيلا مصير محتوم ومكتوب، فما هي الاختيارات الشرعية المتاحة لمهاجر بلا أوراق في بلد لا تعترف بحقك في العيش بإنسانية بل وتعتبرك ربما حشرة يجب التخلص منها أو مرض معدى لابد من علاجه والتخلص منه.

استطاع مهدي فليفل أن يخلق من قبح المكان والزمان والواقع جماليات قاتمة مقبضة تعبر عن أرض ضاقت على المهاجرين إليها برحبها، رغم البراح.

في الوقت الذي يبحث فيها شاتيلا وابن عمته رضا عن الإنسانية، ضغطت عليهما الحياة ليتخللا كل منهما عن إنسانيته غصبا عن أنفهما، ليس استسهالا وإنما قلة حيلة ليصبحا مثلهما مثل هذا العالم الذي عانا منه، وكأن البشر يمحو انسانيتهم حبة حبة لتصبح قسوة عالم تفوق القدرة على التحمل.

تحديات كثيرة رصدها مهدي فليفل، تحولات في شخصية شاتيلا والذي ربما دلالة اسمه لها علاقة بقسوة ما مر به مخيم شاتيلا تلك المذبحة الشهيرة، وشخصية رضا والذي له نصيب كبير من اسمه، في محاولاتهما للبحث عن عالم أفضل، محاولات ينهكها الفشل ويفتك بها قسوة الحياة، قسوة لا يتحملها أصحاب القلوب المحبة التي لا تأذي ألا نفسها تعبر عن تمردها على الواقع بالانخراط في جلد الذات كنوع من الهروب إلى أن يثبت فليفل أن هذا العالم لا مكان فيه للإنسانية ولا لأصحاب القلوب الرقيقة "الحنينة".
 

فيلم إلى عالم مجهول
فيلم إلى عالم مجهول

 

فيلم إلى عالم مجهول
فيلم إلى عالم مجهول

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة