بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية التى تعد لغة العلم العالمية لعدة قرون خلال العصر الذهبى للحضارة الإسلامية، فى الفترة ما بين القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر الميلادى، وكان للغة العربية دور بارز نتيجة عدة عوامل علمية وثقافية وتاريخية، فخلال السطور التالية سوف نستعرض أهم المخطوطات من دار الكتب والوثاثق القومية التى كتبت باللغة العربية لأبرز العلماء العرب فى مجالات كثيرة كالطب والفلك.
مخطوطة "فى مائية الأثر الذى فى وجه القمر" لـ ابن الهيثم
يقول الحسن بن الهيثم فى هذه المخطوطة: اختلف أهل النظر فى ماهية الأثر الذى يظهر فى وجه القمر، وهذا الأثر إذا تؤمل واعتبر وجد دائما على وصفة واحدة لا يتغير لا فى شكله ولا فى وضعه ولا فى مقداره ولا فى كيفيه سواده، وقد تصرفت ظنون الناس فيه وتشتت آراؤهم، فرأى قوم أنه فى نفس جرم القمر، ورأى قوم أنه خارج عن جرم القمر ومتوسط بين جرم القمر وبين إبصار الناظرين إليه، ورأى قوم أنه صورة تظهر بالانعكاس، لأن سطح القمر صقيل فإذا نظر إليه الناظر انعكس شعاع بصره عن سطح القمر إلى الأرض، كما ينعكس عن سطوح المرايا، فيظهر له صورة الأرض أو بعضها، وقال قوم إنه صورة البحار التى فى الأرض ترى بالانعكاس وقال قوم إنه صورة الجبال التى فى الأرض، وقال قوم إنه صورة قطعة من الأرض التى يقع عليها الشعاع المنعكس، وقيل إن الأثر هو الشىء المتوسط بين البصر وبين جرم القمر، فيعتقد أن القمر يجتذب من الأرض بحارا، أما خاصية فيه فيرتقى البحار وينعقد ويكون أبداً تحت القمر ويكون أبداً على صفة واحدة، فلذلك لا يتغير شكله ولا مقداره ولا وضعه من القمر، فأما من قال إنه فى نفس جرم القمر فإنهم اختلفوا، فقالت طائفة منهم: إنه شفيف يسير فى جسم القمر فإذا نظر الناظر إليه رأى ما وراءه، فيمتزج صورة الضوء الذى فى موضع الشفيف بصورة السماء التى من وراء القمر فيظهر مخالفا للون الذى فى بقيه جرم القمر، وقال قوم هو خشونة فى الموضع، وجرم القمر صقيل فإذا أشرق عليه الضوء الشمس لم يقبله الصقيل، ويمكن أن يقال أم موضع الأثر خشونة بارزة وأجزائها شاخصة، وإذا أشرقت عليها شموس صارت وأجزائها لأجزاء خشونة أظلال إلى ما يليها من سطح القمر فيظلم موضع الظل، والأثر الذى فى القمر ظلال أشخاص الخشونة عليه ضوء الشمس صار لمحيط التقعير ظل على باطن.
مخطوطة فى مائية الاثر الذى فى وجه القمر
وفقا لما ذكره "كتاب التفكير العلمى عند ابن الهيثم من خلال مقالته ماهية الأثر الذى فى وجه القمر" إعداد الدكتور زينى بن طلال بن حامد الحازمى، أستاذ بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى السعودية، فهو يخلص إلى أن الأثر ناتج عن اختلاف تضاريس المساحة التى يشغلها ذلك الأثر عن بقية سطح القمر، وذلك بسبب الخواص الفيزيائية لتلك التضاريس التى يسميها ابن الهيثم بالكثافة.
مخطوطة "كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف" لأبو القاسم خلف بن عباس الزهراوى "المتوفى بعد سنة 400 هـ/1013 م"
وهو طبيب عربى مسلم عاش فى الأندلس، ويضم الكتاب 30 جزءا، وقد ترجم مبكراً إلى اللاتينية والعبرية واللغة البروفنسية «لغة جنوب فرنسا»، ونال شهرة واسعة فى البلاد الغربية.
لم ينشر هذا الكتاب بأكمله، فأول جزء ظهر منه هو الجزء الخاص بالعقاقير وقد نقل إلى اللاتينية بالبندقية سنة 1471، ثم جزء جراحى أسند إلى جى دى شولياك ثم الجزء الباطنى وجزء أمراض النساء.
الكتاب تضم الأجزاء الثلاثين من كتاب «التصريف» وتوضح أنه موسوعة طبية حول طرق تحضير الأدوية بالتقطير والتسامى وأهم جزء منه هو الجزء الجراحى الذى يقع فى ثلاث أجزاء.
فى الجزء الذى يحمل رقم 137 طب تيمور، ضمن الزهراوى فصولا من الأمزجة والأغذية وتركيب الأدوية وعيونا من التشريح، وما أشبه ذلك جعلها مدخلا للكتاب، وفى المقالة الأولى بهذا الجزء، قال الزهراوى، حفظ الصحة على الأصحاء، وردها على المرضى بقدر طاقة الإنسان، ومن مقولاته أيضا لا تشرع بعمل أى شىء إلا إذا كنت واثقا أنه سيعود على المريض بنتيجة طيبة.
شكل المخطوطة التصريف لمن عجز عن التأليف
وأوضح الزهراوى فى المخطوطة، أن الطب ينقسم إلى علم وعمل، والعلم ينقسم ثلاثة أقسام: علم بالأمور الطبيعية، وعلم بالأسباب، وعلم بالدلائل، وأخد كل علم على حدة حيث قال: إن الأمور الطبيعية تنقسم إلى سبعة أقسام، الأركان والأمزجة، والأخلاط، والقوى، والأعضاء، والأفعال، والأرواح.
الفرق بين الدواء والغذاء
تضم المخطوطة فصلا فى الفارق بين الدواء والغذاء، حيث قال الزهراوى: اعلم أن فعل الغذاء فى الأبدان بخلاف فعل الدواء؛ لأن الغذاء يستحيل إلى المغتذى ويتشبع به ويلبث معه وينمو من أجله، والدواء بخلاف ذلك لا يغتذى به البدن، فلا ينمو بل ينقصه، والغذاء أيضا يمر من باطن البدن إلى ظاهره وجميع أقطاره، والدواء يجذب الأخلاط من جميع أقطار البدن إلى باطنه.
مخطوطة الطب
أمراض المقعدة
أمراض المقعدة اثنا عشر مرضا، يحددها الزهراوى، وهى: استرخاؤها، وخروجها، والبواسير والنواصير، خروج الدم، خروج القيح، الوجع، الشقاق، القروح، والحكة، والديدان الصغار، والداء الخفى، وخروج البراز عند الجماع.
أمراض أرحام النساء
انتقلنا من الجزء الذى يحمل عنوان "طب تيمور" إلى جزء "3059" ليبدأ هذا المخطوط بـ"أمراض أرحام النساء"، وهى ستة وأربعون مرضًا: سوء المزاج، والورم الحار، وحشا الرحم، والورم المتحجر، والسرطان، ونتوء الرحم، وانقلابها، وميلانها، والنفح، والقروح، والدبيلة، والأكلة، والبواسير.. والثآليل، وسيلان الرطوبة، والرائحة الكريهة، والاسترخاء.. إلخ.
القيمة العلمية للكتاب
أهم ما فى كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" رسومات تمثل أشكال آلات الجراحية، وقد نال الكتاب منزلة رفيعة عند الغرب فى القرون الوسطى.
شكل المخطوطة
مخطوطة التصريف لمن عجز عن التأليف
مخطوطة دار الكتب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة