قال اللواء محمد إبراهيم الدويرى، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك ثلاثة متغيرات رئيسية ارتبطت بالأحداث التى شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، يمكن من خلالها استشراف المستقبل على المدى القريب فى ظل صعوبة التنبوء على المدى المتوسط أو البعيد.
المتغير الأول، بحسب الدويرى، يتمثل فى توالى الحروب تباعا ابتداء من حرب الإبادة التى مازالت تشنها إسرائيل على غزة، ثم الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان والدولة اللبنانية التى انتهت باتفاق وقف إطلاق النار فى 27 نوفمبر الماضى، وقد شهدنا مابين الحربين ضربات عسكرية متتالية ومتبادلة بين إسرائيل وإيران،وكذا ضربات موجهة من اليمن والعراق صوب إسرائيل.
وأضاف، فى مقاله المنشور على الموقع الرسمى للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن المتغير الثانى هو قيام إسرائيل بتدمير القدرات العسكرية السورية بشكل شبه كامل وذلك عقب نجاح فصائل المعارضة السورية فى إسقاط نظام بشار الأسد فى الثامن من ديسمبر الحالى، موضحا أنه لم تكتف إسرائيل بذلك بل قامت باحتلال بعض الأراضى السورية، وأسقطت اتفاق فض الاشتباك الموقع بين الجانبين فى 31 مايو 1974.
بينما يبقى المتغير الثالث، فى رؤية الدويرى، وهو نجاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى إنتخابات الرئاسة وعودته مجددا إلى البيت الأبيض ابتداء من 20 يناير 2025 وماسوف يترتب على ذلك من تأثيرات مهمة للغايةعلى الأوضاع الإقليمية والدولية.
وفى ضوء المتغيرات سالفة الذكر، اعتبر الدويرى أن المنطقة سوف تشهد فى المستقبل القريب استمرارا لمظاهر عدم الاستقرار وذلك ارتباطا بعاملين رئيسيين الأول مواصلة إسرائيل تنفيذ مشروعها الذى يتحرك بدون ضوابط فى كل المنطقة وقيامها بإعادة احتلال بعض المناطق العربية (غزة – سوريا – جنوب لبنان) ورفض أى حلول سياسية للقضية الفلسطينية، أما العامل الثانى فيتمثل فى تحرك بعض دول المنطقة بما يتعارض مع المصالح العربية، ومحاولة إعادة ثورات الربيع العربى بأشكال جديدة وهو ما سوف يؤدى إلى مزيد من التوتر وتعقيد فرص حل المشكلات المثارة.
وأوضح أن مسئولية ذات شقين رئيسيين الأول مسئولية تقع على الدول العربية التى يجب عليها أن تحدد الخطوط الحمراء للأمن القومى العربى ولاتسمح لأحد أن يتخطاها حيث أن هذه المخاطر أصبحت محدقة بالجميع بلا استثناء، أما الشق الثانى فهى مسئولية تقع على الإدارة الأمريكية الجديدة التى يجب أن تعلم علم اليقين أن مصالحها فى تلك المنطقة الإستراتيجية لن تتحقق مادامت تسمح لإسرائيل أن تعيث فى المنطقة فسادا وتفرض سياساتها بالقوة تحت ادعاءات الحفاظ على أمنها، ولعل أول نصيحة أود أن أقدمها لإدارة الرئيس ترامب أن تضع الحل العادل للقضية الفلسطينية على رأس أولوياتها فى إطار معالجة قضايا المنطقة وبدون ذلك ستظل الحروب هى العنوان الدائم للشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة