أتصور أن وضع خطة للعمل على عودة اللغة العربية إلى مكانتها تستدعى التفكير فى عدد من النقاط وعدد من المجالات، تتكامل وتتضافر معا.
من هذه النقاط ما يرتبط بـ"التعليم"، وفيه يجب إعادة النظر في بعض المقررات التي لا تحبّب الطلاب في اللغة العربية، وتيسير مادة النحو وطرق تدريسها (ويمكن هنا الرجوع إلى اجتهادات مهمة مضت في هذه الوجهة، لطه حسين وشوقي ضيف وغيرهما)، وكذلك الحرص على وضع مقررات، في مراحل التعليم المتعددة، تصل المواد الأدبية المختارة بالحياة المعاصرة، بحيث يجد الطلاب أنفسهم وعالمهم وعصرهم في هذه المواد، بطريقة أو بأخرى.
ومن هذه النقاط ما يتصل بأجهزة الإعلام المتنوعة، ويمكن خلالها بث الوعي بأهمية اللغة العربية، وتنظيم برامج متعددة في هذا الاتجاه، والحرص على التدريبات اللغوية والمراجعة والنطق السليم، والعمل على تشجيع استخدام اللغة العربية بكل الطرق الممكنة.
ومن هذه النقاط ما يتعلق بتسهيل الوصول إلى مستويات لغوية مناسبة أو متقدمة، خلال توفير وسائل ووسائط سمعية وبصرية استخدمت فيها اللغة العربية استخداما سليما وجميلا (تسجيلات وفيديوهات لنصوص أدبية ومحاضرات وأفلام ومسلسلات.. إلخ).
ومن هذه النقاط ما ينصرف إلى خطوات عملية تشجع على استخدام اللغة العربية استخداما صحيحا، ومن ذاك تنظيم مسابقات لتقدير المتفوقين في هذه اللغة، والعمل على إعادة الاعتبار لها، واشتراط المعرفة بها في بعض المؤسسات، بعيدا عن التصورات الخادعة التي سادت في بعض الفترات، حول أن بعض اللغات الأجنبية أعلى مكانة من اللغة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة