قدمت "شريهان"، إحدى ضحايا حادث ميكروباص ديروط في أسيوط، درسًا عظيمًا في التضحية والأمومة، حيث ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتيها، أثناء غرق الميكروباص في الترعة الإبراهيمية، فتحت شريهان باب السيارة وألقت بطفلتيها خارجه، ليتمكن أحد السائقين من إنقاذهما، بينما واجهت هي الموت بشجاعة.
شيّع أهالي مركز ديروط، اليوم الأربعاء، جثمان الراحلة شريهان إلى مثواها الأخير، وسط حالة من الحزن العميق، وتم العثور على جثمانها، أمس الثلاثاء، على يد أحد الصيادين بالقرب من قرية سرقنا ببحر يوسف في مركز ديروط، وذلك بعد 10 أيام من البحث المستمر منذ وقوع الحادث.
شارك الأهالي في صلاة الجنازة على الفقيدة بمسجد قريتها، قبل أن تُنقل إلى مقابر العائلة لدفنها، وقد أثارت شجاعتها وتعاطف الجميع، حيث أصبحت رمزًا للتضحية في سبيل الأمومة.
الحادث وقع عندما انزلقت سيارة ميكروباص محملة بالركاب في مياه الترعة الإبراهيمية بجوار موقف الركاب بمركز ديروط. وعلى الفور، انتقل اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إلى موقع الحادث، حيث تم الدفع بـ25 غطاسًا من قوات الإنقاذ النهري بمساعدة فرق إنقاذ من أربع محافظات. واستمرت عمليات البحث عن الجثث لعدة أيام.
تمكنت فرق الإنقاذ من استخراج عدد من الجثامين، بينهم جثة إحدى المعيدات من مركز سمالوط بمحافظة المنيا، في حين عُثر على جثمان شريهان طافيًا أعلى سطح الماء، لتنتهي قصة بطولتها وتُخلّد ذكراها في قلوب أهل قريتها وأبنائها الذين نجوا بفضل تضحيتها.