إن عودة اللغة العربية لمكانتها التى تليق بها تحتاج إلى تضافر جهود مؤسسات مختلفة ومتعددة، يأتى على رأسها مؤسسة التعليم ومراجعة وضع اللغة العربية في المدارس، ومراجعة شكل الأسئلة التي ترد في الامتحانات، أو بمعنى أدق عودة الأسئلة المقالية.
وجانب آخر مراجعة المناهج ذاتها وخصوصا النصوص المحتارة في دراسة اللغة العربية، بمعنى أنني تجربة ذاتية كنت أراجع منهج الثانوية العامة لمدة ثلاث سنوات مع ابنتي، وأقول إن هذا المنهج لا يشجع بأي صورة من الصور على حب اللغة العربية، أنا راجعت كل أبواب البلاغة وكيف تدرس والطريقة التي تدرس بها، وأقول هذه بلاغة القرون الوسطى، بلاغة الجملة الجزئية، بلاغة الشاهد والمثال، والألغاز والأحاجي والألاعيب وهي بلاغة توتر الطالب وتنفره من اللغة العربية وتجعله بالنسبة له مسألة صعبة.
إضافة إلى ذلك ضرورة استبعاد النصوص القديمة (الجاهلية) تحديدا من المدارس الثانوية، والاقتصار في المدارس الثانوية على النصوص المعاصرة فقط بدءا من أحمد شوقي وانتهاء بالنصوص التي تكتب اليوم، أما النصوص القديمة فتدرس في تراث اللغة العربية بكليات دار العلوم وكليات الآداب.
وعلى مستوى التعليم الجامعي أريد أن نتذكر كيف كانت كليات الحقوق قديما تحرص على اللغة العربية، وكيف كان الشيخ أمين الخولي يدرس مادة البلاغة في كليات الحقوق، أي أن تدخل اللغة العربية واحدة من المقررات الرئيسية في كليات الحقوق والسياسة والاقتصاد، في كل ما يتصل بالكتابة والكلام، وكل ما يشمل الصحافة والإعلام والسياسة، كل هذه المجالات يجب أن تكون اللغة العربية جزءا من تعاطيها الأساسي.
محمد عبد الباسط عيد
