اللغة العربية شأنها أن كل اللغات هي كائن حي، والكائن الحي يتعرض لمراحل الميلاد والتنشئة والقوة والفتوة ثم الشيخوخة والأمراض والضعف والعلاج لكي تزول هذه الأمراض التي تعوق الجسد عن تأدية واجباته أو تهمل فتكون النتيجة لا قدر الله الموت، واللغة العربية شأنها شأن كل اللغات معرضة لأن تموت لو لم يتلاف أهلها الأمراض التي جعلتها ضعيفة، وقد تنبأت منظمة اليونسكو بالفعل بأن هذا القرن قد يشهد في نهايته موت عدد من اللغات ومنها اللغة العربية، إذا لم يتدارك أهلها نقاط الضعف.
ونقاط الضعف ببساطة جدا هي الاستعمال، ومعناه أن تعود العربية إلى طبيعتها لغو للتعليم ولغة والتواصل والتأليف والمكاتبات الرسمية والعلمية، أي أن تعود اللغة العربية للتعليم بدأ من بدايات المراحل الأولى وألا تغالبها في تلك المرحلة أي لغات أجنبية، فالخبراء ينصحون بألا يدرس الطالب اللغات الأجنبية قبل التاسعة أو العاشرة من أعمارهم، على أن يتفرغ للغته فإذا ما رسخت في ذهنه استجاب للغات الأخرى، دون أن تعكر على لغته الأساسية.
فإذا تم التعليم خاصة الأٍساسي وفي كل المواد بما في ذلك المواد العلمية بالعربية، فسوف تعود الحياة للغة، وإذا ما تم التواص بين أبنائها بالمكاتبات الرسمية والاتصالات الاذاعية والتليفزيونية بالعربية المعقولة الميسورة ستعود اللغة إلى طبيعتها، وإذا تمت المكاتبات الدولية والكلمات التي يلقيها الرؤساء والسفراء على منابر الأمم المتحدة وغيرها منذ أن أصبحت اللغة العربية لغة رسمية منذ سنة 1973 فسوف تعود اللغة العربية إلى طبيعتها، لكن إذا ظلنا نهملها ونستخدم اللغات الأجنبية في الطعام والشراب والموضة والإذاعات والتليفزيونات غير ذلك من شئون الحياة فإنها ستنقرض.
العربية أمامنا ونستطيع أن ننقذها وأن نعيدها سيرتها الأولى خاصة أنها جربت هذه السيرة ونجحت في كونها لغة علمية ولعبت دورا مهما في تاريخ العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة