يستمر تغير المناخ في إثارة حالة من الرعب والقلق لدى سكان العالم، خاصة وأن الجفاف أصبح يمثل لعنة تصيب العالم وتعصف بالمحاصيل الزراعية واقتصاد الدول، كما أنه يهدد التجارة العالمية.
تهديد للتجارة العالمية بسبب جفاف بنما
وفى بنما، تهدد موجة الجفاف التجارة العالمية، حيث أنه يتسبب في خفض عدد مرور السفن خلال تلك القناة حيث أنخفض عدد عمليات العبور اليومية تدريجيًا في نوفمبر، في ظل الظروف العادية، يمكن للقناة التعامل مع ما يصل إلى رحلة واحدة ذهابًا وإيابًا يوميًا، حيث أدى الجفاف الذى بدأ في منتصف عام 2023 إلى الضغط على عمليات القناة مما أدى إلى تعطيل التدفق الطبيعى للتجارة العالمية وسلاسل التوريد.
وتستخدم القناة، التي يبلغ طولها حوالي 82 كيلومترًا، نظامًا معقدًا من الأهوسة لرفع السفن الكبيرة من أحد طرفيها، وإرسالها عبر برزخ بنما، وإنزالها من الطرف الآخر. ولكي يعمل النظام، تحتاج الأقفال إلى ضخ ملايين الجالونات من المياه من البحيرات القريبة من القناة. بعد أن شهدت واحدة من أسوأ حالات الجفاف في التاريخ الحديث، انخفض منسوب المياه بشكل خطير في بحيرة جاتون، حيث يصب المصدر الرئيسي للمياه في القناة.
وأدت القيود إلى فترات انتظار أطول للمرور عبر القناة، خاصة بالنسبة لناقلات النفط والسفن التي تحمل المنتجات البترولية وغيرها من المنتجات السائلة. وقد أدى هذا إلى تغيير طرق الشحن العالمية. وقد بدأ أصحاب السفن في تجنب القناة، واختيار بدائل خطيرة وطويلة الأجل.
وتعد قناة السويس في مصر، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، الطريق البديل الرئيسي لناقلات الغاز الطبيعي المسال اعتبارًا من 11 نوفمبر.
أثارت معضلة الجفاف في قناة بنما والقيود الناتجة عن الشحن تساؤلات حول جدوى الممر المائي على المدى الطويل كقناة للتجارة العالمية. ويجري حاليا حساب الحلول لتقليل تأثير حالات الجفاف في المستقبل.
أما في المكسيك، فقد فقدت عدة ولايات إنتاجها من الأسماك، وخاصة ولاية هيدالجو، التي فقدت 40% من إنتاجها من الأسماك بسبب الجفاف، وقال رايموندو أليكس سرفانتس رييس، مدير تربية الأحياء المائية والمصايد بوزارة الزراعة في هيدالجو، أن ولاية هيدالجو فقدت 40 % من إنتاج الأسماك في وحدات الإنتاج و90 %في السدود أو الخزانات
وبسبب الجفاف الذي حدث عامي 2023 و2024، انخفض الإنتاج بأكثر من 2900 طن في الإنتاج في الخزانات، بينما في وحدات إنتاج الأحياء المائية كانت الخسارة أكثر من 1900 طن، بحسب البيانات الرسمية .
420 الف طفل مهددون بالمجاعة فى الأمازون
أما في الأمازون ، فإن الجفاف يترك حوالى 420 ألف طفل بدون طعام وماء، حيث تعتبر منطقة الأمازون ، التي يطلق عليها رئة الأرض، من أكثر المناطق المهددة بالجفاف ، الذى ترك أنهار حوض الأمازون في أدنى مستوياته، وتعتمد الأسر على بعض التدفقات لنقل والحصول على الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية الأساسية، والجفاف يترك حوالى 420 ألف طفل بدون طعام وماء.
وتؤدي الاضطرابات المناخية في البرازيل وكولومبيا وبيرو إلى حرمان الأطفال من التعليم والغذاء والخدمات الحيوية الأخرى، في حين تصل الأنهار إلى مستويات مدمرة.
في حين ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه قبل شهرين تقريبًا من نهاية العام، فإن عام 2024 يسير على الطريق الصحيح ليصبح العام الأكثر دفئًا في التاريخ، وقد سلطت اليونيسف الضوء على أحد آثار هذا الاحترار: الجفاف في ثلاثة بلدان في منطقة الأمازون ويترك 420 ألف طفل بدون طعام وماء وتعليم.
ويزيد نقص الغذاء الناجم عن تغير المناخ والجفاف من خطر سوء التغذية والتقزم والهزال والوفاة بين الأطفال، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، في حين أن ندرة المياه، التي تتفاقم بسبب الجفاف، يمكن أن تؤدي إلى زيادة عدم استقرار الوصول إلى مياه الشرب. وزيادة في الأمراض المعدية.
ووجدت الأبحاث أيضًا أن النساء الحوامل اللاتي يعانين من الجفاف أكثر عرضة لإنجاب أطفال بوزن أقل عند الولادة، تعد غابات الأمازون أكبر الغابات المطيرة وأكثرها تنوعًا على وجه الأرض، وتمتد على تسعة بلدان في أمريكا الجنوبية. وفي منطقة الأمازون بالبرازيل وحدها، أُغلقت أكثر من 1700 مدرسة وأكثر من 760 مركزاً صحياً أو تعذر الوصول إليها بسبب انخفاض مستويات المياه.
ووفقاً لآخر تقييم ميداني أجرته اليونيسف في 14 مجتمعاً محلياً في منطقة الأمازون بجنوب البرازيل، تقول نصف الأسر إن أطفالها لن يذهبوا إلى المدرسة نتيجة للجفاف.
ويحتاج العالم إلى مليار دولار يوميًا لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف بين عامي 2025 و2030،ووفقا لتقرير نشرته صحيفة انفوباى الأرجنتينية في تقرير لها إن هناك حاجة لاستثمار 2.6 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2030 لاستعادة أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة وزيادة القدرة على التكيف مع الجفاف.
وأشار التقرير إلى أنه 40% من أراضي العالم تعانى من التدهور، مما يؤثر على أكثر من 3.2 مليار شخص، وتقع أعلى التكاليف على عاتق أولئك الذين لا يستطيعون تحملها: مجتمعات السكان الأصليين، والأسر الريفية، وصغار المزارعين، وخاصة الشباب والنساء، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
مجاعة فى بيرو
وحذر مزارعو سان مارتين في بيرو من احتمال حدوث مجاعة ، حيث أن الجفاف وحرائق الغابات أصبحت تدمر القطاع الزراعى ، ويخشى ويخشى منتجو الكاكاو والموز ومحاصيل أخرى من أن يؤدي الوضع إلى أزمة غذائية خطيرة نهاية العام، بسبب موجة الحر والجفاف السريع للجداول وينابيع المياه.
ووفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية فإن الرياح القوية خلال شهر أغسطس دمرت بالفعل مزارع الموز، بالإضافة إلى ذلك، تجف نباتات الحمضيات والكاكاو بمعدل ينذر بالخطر.
ويقولون إن ذلك يرجع إلى موجة الحر والجفاف السريع للجداول والينابيع، وهي ينابيع صغيرة ضرورية لري المحاصيل وإمداد المناطق الريفية بالمياه.