عندما تقترب الإنسانية من ساحات العمل، وتتحول المواقف الطارئة إلى قصص أمل، تظهر جهود الحماية المدنية كأبطال خلف الكواليس، يسطرون يومًا بعد يوم معاني العطاء والتضحية.
في أروقة المنوفية وميادين الجيزة وشوارع القاهرة، كانت قوات الحماية المدنية تواصل الليل بالنهار لتلبية نداءات الحالات الإنسانية، ليس فقط كواجب وظيفي، بل كرسالة نبيلة تؤمن بها.
في المنوفية، وصل نداء استغاثة من سيدة مقيمة بدائرة مركز شرطة قويسنا، تعاني من عجز عن الحركة وتحتاج إلى تدخل فوري لنقلها إلى المستشفى. دون تأخير، انطلقت فرق الحماية المدنية إلى موقع البلاغ، مسطرة ملحمة إنسانية جديدة.
لم تكن مهمتهم مجرد نقل مريضة، بل زرعوا بذور الطمأنينة في قلبها وقدموا لها الرعاية اللازمة حتى وصلت بأمان لتلقي العلاج.
وفي الجيزة، أعادت قوات الحماية المدنية تعريف مفهوم الجيرة الطيبة، حيث تلقوا بلاغًا عن سيدة مريضة مقيمة بمفردها في دائرة قسم شرطة العجوزة، كانت قد سقطت أرضًا وكُسرت يدها، عاجزة عن فتح باب شقتها المغلق.
وهنا، تدخلت السواعد المخلصة، فتحت الباب وكأنها تفتح نافذة أمل، وحملتها إلى المستشفى حيث تلقت العلاج وسط كلمات امتنان لا تتوقف.
أما في القاهرة، فقد استجابت قوات الحماية المدنية لاستغاثة مواطنة أخرى، هذه المرة بدائرة قسم شرطة الشرابية، حيث كانت السيدة بحاجة ماسة للانتقال إلى المستشفى بسبب حالتها الصحية الحرجة.
لبّى رجال الشرطة النداء سريعًا، ونقلوها بأمان لتلقي العلاج، في مشهد جسّد شعار وزارة الداخلية: الأمن في خدمة الشعب.
الإنسانية ركيزة العمل الأمني
هذه المواقف ليست مجرد حوادث متفرقة، بل هي انعكاس لرؤية شاملة تتبناها وزارة الداخلية، والتي تؤكد على تفعيل الدور المجتمعي لكافة القطاعات الأمنية.
في كل استجابة لنداء، كانت هناك رسالة واضحة: الأمن لا يقتصر على مواجهة الجريمة، بل يمتد ليشمل كل ما يمس حياة المواطنين وكرامتهم.
تقدمت السيدات الثلاث بالشكر والتقدير لرجال الشرطة الذين لبّوا النداء دون تردد، في كلماتهن، وجدنا انعكاسًا لرضا المواطنين وثقتهم في قوات الحماية المدنية، التي لم تخذلهم يومًا في أصعب الأوقات.
حكايات تتحدث عن نفسها
وراء كل استجابة استغاثة، هناك قصة تُروى. قصة تروي بطولة رجال لا يبحثون عن الثناء، بل يعملون بصمت ليضيئوا دروبًا كانت معتمة، سواء كانت سيدة عاجزة عن الحركة في منوفية، أو أخرى وحيدة في جيزة، أو مريضة في قلب القاهرة، كانت الحماية المدنية دائمًا هناك.
رجال الحماية المدنية هم نبض الإنسانية وسواعدها القوية، يجسدون كل يوم التلاقي الحقيقي بين الأمن والمجتمع، أعمالهم ليست مجرد أرقام في تقارير، بل صفحات مشرقة في كتاب الوطن، تُروى للأجيال لتتعلم أن الأمن هو أكثر من حماية... إنه إنقاذ، واحتواء، وإيمان بأن الإنسانية أولًا وأخيرًا.