في سباق مع الزمن، وضعت وزارة الداخلية نصب أعينها التصدي الحاسم لآفة المخدرات التخليقية، التي تُعد إحدى أخطر تحديات الأمن المجتمعي، خاصة مع اقتراب احتفالات رأس السنة، وذلك من خلال حملات أمنية موسعة على تجار السموم البيضاء ومصنعى المواد القاتلة التي تهدد سلامة المجتمع.
المخدرات التخليقية، التي يُعد الشابو والأيس من أبرز أنواعها، يتم تصنيعها في شقق مفروشة تقع على أطراف المدن وفي أماكن نائية بعيدًا عن الأعين، هذه المواد، التي تُنتج بأدوات بسيطة ومكونات خطيرة، تُدر على تجارها أرباحًا بملايين الجنيهات، لكن الثمن الحقيقي يُدفع من أرواح الشباب ومستقبلهم.
وخلال الأسابيع الماضية، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط كميات ضخمة من هذه السموم بلغت قيمتها ملايين الجنيهات، في ضربة موجعة لعصابات المخدرات التي كانت تخطط لطرح كميات كبيرة منها في السوق قبل موسم الاحتفالات.
وجاءت هذه الضبطيات كرسالة واضحة بأن يد العدالة لن تتوقف عن ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.
خبراء الصحة النفسية والعقلية، يحذرون من خطورة هذه المخدرات التخليقية التي تُلحق أضرارًا جسيمة بالجهاز العصبي المركزي، فهي تزيد من الشعور الزائف بالعظمة وتدفع متعاطيها نحو سلوكيات عنيفة وغير متزنة، ما يجعلهم قنابل موقوتة قادرة على ارتكاب أبشع الجرائم.
ويُجمع الخبراء على أن التصدي لهذه السموم لا يقتصر على الجهود الأمنية فقط، بل يجب أن يشمل توعية مجتمعية شاملة، لاقتلاع جذورها من المجتمع.
وفي حديثه عن الحملات الأخيرة أكد اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ"اليوم السابع": أن وزارة الداخلية تسعى ليس فقط إلى ملاحقة تجار ومصنعي المخدرات، بل أيضًا إلى تجفيف منابعها، من خلال تعزيز الرقابة على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعها، وتكثيف التعاون مع المواطنين للإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة.
المشهد الذي ترسمه هذه الجهود الأمنية يعكس التزام الدولة بحماية أبنائها من براثن هذه الآفة، فعلى الرغم من تعقيد الظاهرة، يبقى الأمل كبيرًا في أن تثمر هذه الجهود عن بيئة أكثر أمانًا وصحة، وبينما تستعد البلاد للاحتفال بالكريسمس، تعمل وزارة الداخلية على ضمان أن يكون الاحتفال بعيدًا عن ظلال هذه السموم، ليبقى عيد الميلاد رمزًا للفرح والنقاء، بعيدًا عن شوائب الخطر والإدمان.
من ناحيته أكد اللواء خالد يحيى مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الحملات الأمنية المستمرة تظل عنوانًا بارزًا في صفحات مكافحة الجريمة، ويبقى الشارع المصري شاهدًا على حرب لا هوادة فيها ضد المخدرات التخليقية، حرب تُكتب فصولها بشجاعة رجال الداخلية الذين يقفون حائط صد أمام كل ما يُهدد أمن الوطن ومستقبل شبابه.