فى شارع محمد على اشهر شوارع الاسماعيلية الشاهدة على العدوان الاسرائيلى والاحتلال البريطانى والفرنسى للمحافظة تجد تمثال الصمود يقف شامخا فى هذا الشارع الشهير الذى يشهد اكبر حركة مرورية فيه نظرا لانه لشارع الذى يصل زوار الاسماعيلية الى معدية نمرة 6 وكذلك الفنادق الشهيرة وحدائق نمرة 6 ومبنى هيئة قناة السويس ومبنى الارشاد الخاص بالهيئة وكذلك مستشفى هيئة قناة السويس واستاد هيئة قناة السويس والكثير والكثير من الاماكن الاخرى التى لاتستطيع الوصول اليها الا من خلال المرور فى شارع محمد على .
ونعود لتمثال الصمود الذى استطاع الفنان الفدائى عضو المقاومة الشعبية جلال عبده هاشم ان يصنعه من الشظايا المخلوطة بالدم والنار وتم وضعه فى شارع محمد على أمام مدخل نمرة 6 للتعريف بصمود أهل مدن القناة وفى مقدمتها مدينة الإسماعيلية والذى جاء تدشينه لأول مرة فى بداية عام 1968 بعد مرور أقل من عام على نكسة 1967.
وتمثال الصمود شاهدا على ماتعرضت له الإسماعيلية إبان الحروب خاصة حرب 1967.
وقال جلال عبده هاشم عضو المقاومة الشعبية بهيئة قناة السويس إبان حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم بالإسماعيلية اننى من أبناء الإسماعيلية وقد كان جميع أفراد عائلتى من المقاومة الشعبية فى الإسماعيلية ما بعد نكسة 67، ولدت فى 15 يناير 1941، وعشت أجمل انتصاراتها وأكثر انكساراتها وجعاً، عشت الاحتلال الإنجليزى ومقاومته وقصص فدائيى مدن القناة، ونكسة 76 وانكساراتها، وحرب الاستنزاف وبطولاتها، وانتصار أكتوبر 1973 وعظمة رجال مصر من القوات المسلحة والذين جاءوا فى حرب أكتوبر ليكملوا مسيرة الكفاح والنضال لأجل النصر وتحرير أرضنا. وأضاف شاركت فى المقاومة الشعبية وكنت اشاهد الدمار الذى أصاب المنازل من سقوط دانات العدو على الأسطح وفى الطرقات، وكم الخراب الذى تخلفه الحروب، وموت المدنيين الأبرياء فى المستشفيات وعلى قضبان السكك الحديدية، وكيف كان صمود أهالى مدينة الإسماعيلية ضد هذا الخراب والدمار.كل هذه الأحداث التى عشتها على أرض محافظة الإسماعيلية جعلتني افكر فى تخليد هذا الصمود بعمل تمثال من شظايا الحرب، لكن كانت الفكرة شبه مستحيلة التنفيذ، فلجأت إلى إعلان فى أحد الجرائد لمن لديه شظايا أو بقايا أسلحة من التى كانت تسقط على المنازل فى فترة حرب الاستنزاف، وقام بعض الأهالى بتسليم بعض القطع والشظايا، واستعنت بصديق لى كان لدية ورشة لحام بالمحطة الجديدة، وبدأنا فى تصنيع التمثال".
وأستطرد جلال عبده هاشم إلى أنه استعان بكوماندوز مصرى كموديل للتمثال، وبدأت فى التنفيذ، وانتهى التمثال وهو لشاب مصرى من أفراد المقاومة، يقف بقدمه على شظايا القنابل الإسرائيلية ويمسك بيده اليمنى سلاحا ويده اليسرى قنبلة إسرائيلية يعيد توجيهها إلى المحتل مرة أخرى، وأطلقنا عليه تمثال الصمود.
ويضيف هاشم "صعوبات كثيرة كانت تواجهنا فى تنفيذ التمثال كانت أولاها عدم الخبرة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى كان يعمل بها تحت القصف، والعمل فى ظلام دامس، حيث كان يعتمد على الإضاءة المغطاة بورق الكربون، تفادياً للقصف والغارات، إلا أن النتيجة النهائية للتمثال والحفاوة التى لاحقته كانت سبباً كفيلاً لتعويض تعبه ويتابع جلال عبده هاشم "بعد الانتهاء من تنفيذ التمثال تلقيت طلباً من الدكتور مفيد شهاب، كان وقتها أمين منظمة الشباب الاشتراكى، يخبرنى بأنه تم تخصيص سرايا رقم 3 لعرض التمثال فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى القاهرة، وبالفعل تم نقل التمثال من الإسماعيلية لعرضه فى معرض الكتاب فبراير 1972، وتم مد المعرض أسبوعاً إضافياً، بعد الإقبال الشديد على مشاهدة التمثال والذى يصل طوله إلى 275 سنتيمتراً، ووزنه 312 كيلوجراماً".
واصبح مكان التمثال الان فى شارع محمد على ياتى اليه زوار وابناء الاسماعيلية لالتقاط الصور التذكارية معه دليلا على صمود اهل الاسماعيلية ومحافظات القناة ضد الاحتلال الاسرائيلى.
النصب التذكارى لتمثال الصمود فى الإسماعيلية
تمثال الصمود فى الإسماعيلية
تمثال الصمود فى شارع محمد على
تمثال الصمود فى شارع محمد على بالإسماعيلية
تمثال الصمود من الجانب الايسر
تمثال صمود اهل الإسماعيلية والقناة
ثمثال الصمود من الأمام
جانب من تمثال الصمود فى الإسماعيلية
قاعدة تمثال الصمود فى الإسماعيلية