الحيوانات دائما ما تُدهشنا بتصرفاتها الفريدة، سواء كانت تعبر عن ذكاء استثنائي أو حتى لحظات غريبة ومضحكة، عام 2024 لم يكن استثناء؛ بل كان مليئا بمواقف وطرائف أبطالها الحيوانات، بين التظاهر بالموت، وسرقة الملابس، وحوادث الزفاف غير المتوقعة، ومواقف الصيادين، إليك أبرز القصص التي شغلت العالم هذا العام.
"اعمل نفسك ميت".. مستعمرة النمل المبدعة
في جزيرة الكنغر بأستراليا، اكتشف الباحثون ظاهرة استثنائية تتعلق بمستعمرة نمل من نوع Polyrhachis femorata. هذه المستعمرة لا تستخدم أساليب القتال التقليدية أو الهرب عند الشعور بالخطر، بل تتظاهر بالموت بطريقة جماعية مذهلة.
مستعمرة النمل
عندما فتح العلماء صندوقا يحتوي على أعشاش النمل، وجدوا ما بدا وكأنه مستعمرة ميتة تمامًا. ولكن فجأة، تحرك أحد أفرادها قليلاً، لتنكشف الخدعة، هذه الإستراتيجية الدفاعية تعرف علميا بـ"داء ثاناتوس"، وهي آلية دفاعية تهدف لتجنب الحيوانات المفترسة.
قال الأستاذ المساعد إس. توبا بيتي: "كانت المحاكاة مثالية.. جميع أفراد المستعمرة تقمصوا أدوارهم باحترافية وكأنهم نجوم سينما".
وعلى الرغم من أن التظاهر بالموت قد يكون شائعا في بعض أنواع الحيوانات، إلا أن رؤية مستعمرة كاملة تنفذ هذا السلوك معا كانت ظاهرة جديدة، وربما تكمن الفائدة في تضليل المفترسات، حيث أن خطأً بسيطا من أحد الأفراد قد يكشف الخطة بأكملها.
بومة تفسد حفل زفاف بطيرانها بخواتم العروسين
في مشهد كوميدي ولكنه مزعج، تسبب طائر بومة في إفساد حفل زفاف بإنجلترا عندما قرر الطيران بخواتم العروسين، كان من المفترض أن تكون البومة جزءا من العرض، حيث تحمل الخواتم إلى العروسين بطريقة مميزة، ولكنها قررت أن تغير السيناريو، واستقرت على حافة نافذة في أعلى الدير، رافضة العودة لمدة 7 ساعات.
البومة
المدرب حاول بكل وسيلة إقناعها بالعودة باستخدام قطع الدجاج، لكن الطائر كان عنيدا، استمرت مراسم الزفاف بشكل جزئي بينما البومة تستمتع بموقعها المرتفع، أخيرا، عادت الطائر عند الساعة الثامنة مساء، بعد أن حبست أنفاس الجميع.
مارفن.. القط اللص الذي سرق قلوب الجيران وملابسهم
ليس البشر وحدهم من يرتكبون السرقات، فالقط "مارفن" أثبت أن الحيوانات أيضا يمكن أن تكون لصوصا محترفة، في مدينة أنجليسي بويلز، اكتشفت راشيل وارد أن قطها الأسود الصغير يجلب إلى المنزل كل ليلة مجموعة من "الغنائم" المسروقة من الجيران.
ملابس أطفال ضمن مسروقات القط
بدأ الأمر بجوربين، لكن مارفن لم يتوقف عند هذا الحد، سرعان ما أصبحت مجموعته تشمل مناشف الشاي، ملابس الأطفال، الشماعات، وحتى النعال، تقول راشيل: "عندما أعود إلى المنزل من العمل، أجد أشياء جديدة على الأرض"، وأضافت مازحة: "مارفن يبدو راضيًا عن نفسه".
الخبراء يشيرون إلى أن هذا السلوك قد يكون ناتجا عن التوتر أو الملل، أو ببساطة بدافع غريزة الصيد الطبيعية للقطط، ومع ذلك، فإن مارفن نجح في تحويل حياته اليومية إلى مغامرة صغيرة مشوقة.
عندما يصبح الصياد فريسة
في مشهد مروع لكنه يحمل درسا عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، تحول صياد إلى فريسة عندما هاجمه أيل جريح، الحادثة التي وثقتها الكاميرات أظهرت الصيادين وهما يقتربان من الأيل بعد إصابته، لكن الحيوان شن هجومًا مضادا وهاجم أحد الصيادين بعنف باستخدام قرونه وحوافره.
الصياد الآخر، الذي كان شاهدا على الهجوم، تردد في التدخل خوفا من أن يتحول الأيل إليه، وبدلا من ذلك، بقي يراقب المشهد، هذه الواقعة تعيد تسليط الضوء على أهمية احترام الحياة البرية وخطورة الاقتراب من الحيوانات المصابة.
عام 2024 قدم لنا دروسا كثيرة من خلال هذه المواقف الطريفة والمثيرة للحيوانات. سواء كانت تلك القصص تعكس ذكاءً حادا، أو عنادًا لا يقاوم، أو حتى غرائز الدفاع عن النفس، فإنها تذكرنا بأننا نعيش في عالم مليء بالأسرار والطرائف التي لا تنتهي، الحيوانات ليست فقط كائنات تعيش بجوارنا، بل هي أيضا شركاء في قصص يومية قد تفوق خيالنا.