قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، اننا نعيش في عصرٍ يشهد تطورًا تكنولوجيًّا هائلًا؛ حيث أصبحت المعلومات والمعرفة في متناول الجميع بسهولة. هذا التطور يفتح آفاقًا جديدة أمام الأطفال، لكنه يطرح تحديات كبيرة، مثل: الإدمان على الأجهزة الذكية، والتعرض لمحتوى غير مناسب، وصعوبة التركيز على الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات السريعة في المجتمع والعالم تؤثر على قيم الأطفال وسلوكياتهم؛ لذلك فإن تربية الأطفال في عصرنا الحالي تتطلب من الأهل والمربين تطوير مهارات جديدة؛ لمساعدتهم على مواجهة هذه التحديات، وبناء شخصيات متوازنة.
واضاف في تقرير له بعنوان " تربية الاطفال في عصر السماوات المفتوحة تحديات وتوصية"، تناول خلاله أهم التحديات التي تواجه الآباء في تربية أطفالهم في هذا العصر، مع تقديم روشتة لبعض العلاجات والتوصيات التي ثبتت فاعليتها وكفاءتها
التحديات الرئيسة:
أولًا- التكنولوجيا والإنترنت:
الإدمان على الأجهزة: يواجه الأطفال صعوبة في فصل أنفسهم عن الأجهزة الذكية؛ مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، وعلاقاتهم الاجتماعية.
المحتوى الضار: يتعرض الأطفال لمحتوى غير لائق أو عنيف على الإنترنت؛ مما قد يؤثر على سلوكهم وقيمهم.
الخصوصية والأمان: يواجه الآباء تحدي حماية أطفالهم من المخاطر الموجودة على الإنترنت، مثل: التحرش الإلكتروني، والاحتيال.
ويمكن معالجة ذلك أو الحدُّ من آثاره، من خلال: وضع قواعد واضحة: تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة، ومراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال.
التعليم الرقمي: تعليم الأطفال كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومسئول.
التفاعل الأسري: تشجيع الأنشطة العائلية التي لا تتضمن الأجهزة، مثل: القراءة، واللعب، والأنشطة الخارجية.
ثانيًا- التسارع في نمط الحياة:
ضيق الوقت: يواجه الآباء صعوبة في تخصيص وقت كافٍ لأطفالهم؛ بسبب ضغوط العمل، والحياة اليومية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بعض المجتمعات.
التغيرات السريعة: تتطلب مواكبة التغيرات السريعة في العالم من الآباء بذل جهد كبير في تربية أطفالهم.
ويمكن معالجة ذلك أو الحدُّ من آثاره، من خلال: التخطيط: تنظيم الوقت، وتحديد أوقات محددة للتفاعل مع الأطفال.
الاستفادة من الوقت: استغلال الأوقات القصيرة للتفاعل مع الأطفال، مثل: أثناء القيادة، أو أثناء إعداد الطعام.
البحث عن الدعم: طلب المساعدة من أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو المختصين عند الحاجة.
ثالثًا- التنوع الثقافي والاجتماعي
التعددية الثقافية: يعيش الأطفال في مجتمعات متنوعة ثقافيًّا، واجتماعيًّا؛ مما يجعل عملية التربية أكثر تعقيدًا.
التأثيرات الخارجية: يتأثر سلوك الأطفال بتأثيرات الأصدقاء والمجتمع المحيط بهم. ويمكن معالجة ذلك أو الحدُّ من آثاره، من خلال: الحوار المفتوح: تشجيع الحوار مع الأطفال حول القيم والمبادئ المختلفة.
القدوة الحسنة: أن يكون الآباء قدوة حسنة لأطفالهم في التعامل مع الآخرين واحترام الاختلافات.
البحث عن الدعم: الانضمام إلى مجموعات دعم الأهل، أو المشاركة في برامج توعية.
رابعًا- التغيرات النفسية والفسيولوجية:
المراهقة: تمر المراهقة بفترة من التغيرات الجسدية والنفسية السريعة؛ مما يجعل التعامل معها صعبًا.
الضغوط الدراسية: يواجه الأطفال ضغوطًا دراسية كبيرة؛ مما يؤثر على صحتهم النفسية. ويمكن معالجة ذلك أو الحدُّ من آثاره، من خلال: الفهم والتقبُّل: محاولة فهم التغيرات التي يمر بها المراهقون، وتقبُّلهم، وإذكاء روح الحوار والنقاش معهم، وتقديم الدعم النفسي والروحي لهم.
الدعم المستمر: تقديم الدعم العاطفي للأطفال، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم.
تطوير مهارات حل المشكلات: تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات، ومواجهة المشكلات وطرق حلها، ونقل الخبرات الحياتية لهم.
بعض التوصيات العامة التي تساعد بشكل كبير في التربية الفاعلة للأطفال، مثل:
التواصل الفعال: بناء علاقة قوية مبنية على الثقة والاحترام مع الأطفال.
القدوة الحسنة: أن يكون الآباء قدوة حسنة لأطفالهم في كل شيء.
التعليم المستمر: مواكبة التطورات التربوية والتعليمية.
البحث عن الدعم: طلب المساعدة من المختصين، أو المجموعات الداعمة.
التخطيط والتنظيم: تنظيم الوقت والأنشطة العائلية.
التوازن بين الانضباط والحب: فرض قواعد واضحة مع الحفاظ على جو من الحب والدعم.
إن عصر السماوات المفتوحة يُمثل تحديًا كبيرًا للآباء والأمهات وللمجتمع بشكل عام، ولكنه في الوقت نفسه يفتح آفاقًا جديدة للأجيال القادمة. فمن خلال التوعية والتوجيه المناسبَيْن، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على الاستفادة من هذا العصر وتجنب مخاطره.
كما يجب أن نعمل معًا لبناء جيل جديد قادر على التعامل مع التحديات والتغيرات التي يشهدها العالم، من خلال تبني إستراتيجية علمية وعملية متكاملة الأركان على المستوى العلمي، والديني، والاجتماعي، والثقافي.