قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة حقوقية أمريكية مؤخرًا أن نحو نصف الطلاب المسلمين الملتحقين بجامعات ولاية كاليفورنيا الأمريكية وكلياتها تعرضوا لحالات تمييز ومضايقات داخل أروقة الجامعات خلال العام الدراسي الماضي، بعد مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
وكشفت الدراسة التي شارك فيها مئات الطلاب المسلمين الملتحقين بنحو 87 جامعة عامة وخاصة في كاليفورنيا أن 49% من الطلاب تقريبًا، أو ما يعادل 352 طالبًا من إجمالي 720 شاركوا في الدراسة، كشفوا عن تعرضهم لمضايقات على أيدي زملائهم الطلاب أو أعضاء هيئات التدريس أو الإداريين بالجامعات.
كما أوضحت الدراسة أن سبب الارتفاع في مُعدَّل المضايقات التي طالت الطلاب المسلمين يعود إلى تكرار الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، والتي أسفرت عن مئات من حالات الاعتقال، فضلًا عن رفع عدة دعاوى قضائية ضد الجامعات التي يأتي في مقدمتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة جنوب كاليفورنيا، وذلك بسبب الاتهامات التي طالتهم بشأن استخدام الشرطة للقوة غير المُبرَّرة وانتهاك حرية التعبير.
وتعقيبًا على ما كشفته الدراسة فإن مرصد الأزهر يؤكد أن القمع والتمييز ضد أي فئة من فئات المجتمع، لا سيما الطلاب، يتناقض مع المبادئ الأساسية للعدالة والمساواة التي نصت عليها جميع المواثيق الدولية ويؤدي هذا إلى زيادة الاحتقان، مشيرًا إلى أن هذه الحالات قد تؤدي إلى نشر خطاب الكراهية والعنف في أروقة الجامعات، وهي بيئة أكاديمية يُفترض أن تكون حاضنة لثقافة السلام والتسامح. علاوة على أن حرية التعبير مكفولة للجميع طالما التزم الشخص بالمبادئ العامة للقانون ولم يخرج عن الإطار القانوني، ولا يمكن أن يعاقب مثل هؤلاء الطلاب بالتمييز والقمع.
ونوِّه المرصد إلى خطورة من هذه التصرفات لأنها تكون ذريعة لاستغلال الجماعات المتطرفة لهؤلاء الطلاب والسعي لتوظيف تلك الأزمات لصالحها بزعم أنهم مضطهدون في مجتمعاتهم. ولهذا، يدعو المرصد جامعات ولاية كاليفورنيا إلى إجراء تحقيق في جميع الادعاءات التي تتعلق بالتمييز أو التهديدات ضد الطلاب المسلمين، فضلًا عن ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان تحقيق العدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة