بعد انتهاء سباق انتخابات 2024، بهزيمة مريرة سواء على مستوى الرئاسة أو الكونجرس، بات السؤال المطروح يتعلق بمستقبل الحزب ومن سيقوده خلال السنوات المقبلة، خاصة وأن نائبة الرئيس كامالا هاريس لم تحسم موقفها بعد، وما إذا كانت ستخوض الانتخابات مرة أخرى أم لا.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن هناك سباقا صامتا بدأ منذ أشهر بين الديمقراطيين الصاعدين، الذين يجوبون البلاد ويبنون علاقات يمكن أن تعززهم فى المعركة الخاصة بمستقبل الحزب الديمقراطى، بعد هزيمته فى انتخابات أمريكا 2024.
وذكرت الصحيفة أن حاكمة ولاية ميتشجان كرتشين ويتمر، أثناء زيارتها لولاية تكساس فى موسم الانتخابات الأخيرة، تحدثت عن نجاح الحزب فى ولايتها. وفى ولاية جورجيا، تحدث حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو فى كنيسة بأتلانتا، التى وعظ فيها من قبل مارتن لوثر كينج جونيور، وقدم نفسه بالشخص المؤمن.
ومع بدء التصويت المبكر فى ولاية نيفادا، كان حاكم واية إيلنوى جيه بى برتزكر فى الولاية يحشد العمال لدعم حقوق الإجهاض.
وتقول نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن الديمقراطيين لم يشهدوا سباقا تمهيديا تنافسيا فى هذا العام، وهو النوع من السباق الذى يدفع قادة الولايات إلى البروز على الصعيد الوطنى، ويثير نقاشا قويا حول اتجاه الحزب.
لكن فى الوقت الذى كان فيه الديمقراطيون الصاعدون يجوبون البلاد، يحشدون الدعم لكامالا هاريس فى انتخابات الرئاسة، ويدعمون مرشحين آخرين، ويعملون مع جهود جمع التبرعات وقنوات الكابل، أن الكثير منهم استطاع أن يطور بهدوء منصات أكبر، وشبكات أوسع، ويحصد معجبين جدد عبر الولايات الأكثر أهمية من الناحية السياسية.
ومثل هذه المزايا ستحدد من سيكون له النفوذ الأكبر فى النقاش حول مستقبل الحزب الديمقراطى المحاصر، ومن سيستطيع أن يحشد الاهتمام الأكبر فى المراحل المبكرة للغاية من السباق الرئاسى القادم.
وقال رايموند باكلى، رئيس الحزب الديمقراطى فى ولاية نيوهامبشير، الذى استضافت ولايته العديد من الديمقراطيين الطموحين خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، أن بيل كلينتون وجو بايدن والعديد من المرشحين جاءوا إلى نيوهامبشير لسنوات قبل أن يترشحوا فعليا. وأضاف أن هذا الأمر يمنحهم فرصة للنمو وإعطائهم مساحة أكبر.
وتقول نيويورك تايمز أن الوقت لا يزال مبكرا للغاية على سباق انتخابات 2028، ومن المستحيل التنبؤ بالكيفية التى ستشكل بها إدارة ترامب الثانية هذا السباق أو كيف سيكون الميدان الديمقراطى..فنائبة الرئيس كامالا هاريس وحاكم منيسوتا تيم والز لم يقولا ماذا سيفعلان فى المرحلة القادمة، كما أن الكثير من الديمقراطيين المطلوبين هذا العام يصرون حتى الآن على أنهم يركزون على أدوراهم فى حكم الولايات.
إلا أن دونا برازيليا، الرئيسة المؤقتة للجنة الوطنية الديمقراطية، قالت إنها تتوقع أن يحاول جيل جيد الصراع على السيطرة على هذا الحزب ومستقبله.
وسلطت نيويورك تايمز الضوء على الأماكن البارزة التى زارها الديمقراطيون الصاعدون هذا العام والعلاقات التى شكلوها والانطباعات عنهم. وقالت أن السياسيين الذين يأملون مساعدة حزبهم وبناء علاقات مفيدة لهم فى المستقبل، فإن القيام بجولات إلى نيوهامبشير ونورث كارولينا تمثل خيارات فعالة.
فهاتان الولايتان التنافسيتان شهدتا انتخابات على منصب الحاكم هذا الخريف، وتتمتعان بأهمية تقليدية فى السباق التمهيدى للانتخابات الرئاسية. ورغم أن المرشح الديمقراطى لمنصب الحاكم فى نيوهامبشير خسر الانتخابات، لكن فى نورث كارولينا فاز المدعى العام للولاية على جمهورى متطرف فى سباق الحاكم، على الرغم من أن كامالا هاريس خسرت الولاية أيضا فى سباق الرئاسة.
وقالت النائبة الديمقراطية عن نورث كارولينا كاثى ماننج، أن شابيرو كان خيارها الأول للانضمام إى جهود جمع التبرعات مع شتاين، وقالت إنه كان مشاركا قويا وعمل بحيوية كبيرة.
لكنها أشارت إلى أن الكثير من القادة الواعدين قد مروا عبر الولاية، أبرزهم الحاكم المنتهية ولايته روى كوبر. والذى كان ضمن أبرز المرشحين لاختباره لمنصب نائب الرئيس قبل أن يستبعد نفسه. ويقول الديمقراطيون فى نورث كارولينا أنه مندوب قوى لحزبه.