تربية طفل مريض تتطلب مزيجًا من الصبر، والفهم، لضمان حصوله على حياة طبيعية مليئة بالسعادة والنشاط، دون المساس بحالته الصحية، كما أن التعامل معه يحمل العديد من التحديات تكمن فى تحقيق توازن بين احتياجاته الخاصة وحالة إخوته، وقد ألقت الحلقة الخامسة من مسلسل ساعته وتاريخه، والتى كانت بعنوان "رجل العائلة"، الضوء أمس خلال أحداث الحلقة على ابن بطل المسلسل، الطفل الصغير المصاب بمشكلة فى القلب، ويمنعه والده من ممارسة الرياضة لهذا السبب، في السطور التالية نتعرف على أساليب التعامل مع هذا الوضع بحكمة دون الإضرار بنفسية الطفل، كما أشارت إليه الدكتورة هبة علي الاستشارى النفسى والتربوى.
طفل مريض
اللعب الآمن أساس الترفيه والتطور
اللعب هو حق أساسي لكل طفل، هكذ بدأت الاستشارى النفسي والتربوى حديثها لـ"اليوم السابع" وأكملت: فهو ليس مجرد تسلية بل وسيلة لتطوير المهارات الحركية والاجتماعية والعقلية، ومع ذلك عند التعامل مع طفل مريض، يجب أن نختار الأنشطة التي تناسب حالته الصحية. على سبيل المثال الألعاب البسيطة والمريحة، يمكن للطفل الاستمتاع بألعاب التركيب، الرسم، والتلوين. فهذه الأنشطة لا تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، لكنها تعزز الإبداع والتركيز، كما أن هناك أنشطة حركية معدّلة، إذا كانت حالته الصحية تسمح، يمكن تشجيعه على المشاركة في أنشطة خفيفة مثل نفخ الفقاعات، أو التمرينات البسيطة تحت إشراف مسئول عنه، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية التعليمية التى تتيح له فرصة التعلم والترفيه دون إجهاد بدني.
إفرأ أيضًا .. الحلقة الخامسة من مسلسل ساعته وتاريخه.. 7 علامات دالة على متلازمة الجشع
دور الأسرة فى تعزيز التوازن
التعامل مع طفل مريض يتطلب من الأسرة التكاتف والوعي، بحيث يكون هناك حوار مستمر بين الوالدين والأطفال الآخرين لفهم الاختلافات بين احتياجات كل فرد. يمكن تحقيق ذلك من خلال..
1. تخصيص وقت متساوٍ لكل طفل فمن المهم أن يشعر جميع الأطفال بأنهم يحظون بالإهتمام، دون أن يشعر أحدهم بالتجاهل بسبب حالة الآخر.
2. تشجيع الإخوة على التعاون من خلال توجيههم للمشاركة في رعاية أخيهم المريض بطرق بسيطة، مثل مساعدته في اللعب أو قراءة القصص له.
3. إشراك الطفل المريض في الأنشطة الجماعية إذا كانت حالته تسمح، يومكن تنظيم أنشطة عائلية تشمل الجميع مع مراعاة قدراته.
طفلة مريض مع والدتها
التواصل مع الطفل المريض وإخوته
وأكدت استشارى الصحة النفسية والتربوية أن الحوار المفتوح أحد أهم الوسائل لتحقيق التفاهم داخل الأسرة؛ يمكن التحدث مع الطفل المريض عن حالته بطريقة بسيطة تتناسب مع عمره، مع التركيز على نقاط قوته وتشجيعه على الاستمتاع بحياته، أما بالنسبة للإخوة، يجب توضيح أن اختلاف احتياجات أخيهم ليس تفضيلًا له، بل ضرورة بسبب ظروفه الصحية، ولتحقيق ذلك يمكن أن يكون من خلال الأنشطة التوعوية مثل قراءة قصص عن أطفال يواجهون تحديات صحية وتوضيح أن هذا ليس عائقًا أمام النجاح والسعادة، اللعب الجماعي كتنظيم ألعاب تتيح للجميع المشاركة، مثل الألعاب اللوحية أو المسابقات التي تعتمد على الذكاء بدلاً من القوة البدنية، وإبراز الأشياء التي يمكن للجميع الاستمتاع بها معًا، مثل مشاهدة الأفلام أو الطهي البسيط.
طرق الحفاظ على الحالة النفسية للطفل المريض:
من المهم دعم الطفل نفسيًا وهذا يحدث من خلال التشجيع المستمر كإبراز إنجازاته مهما كانت بسيطة وتعزيز ثقته بنفسه.
توفير أصدقاء أو شركاء لعب وبذلك يمكن تشجيعه على تكوين صداقات مع أطفال يشاركونه نفس الاهتمامات أو التحديات.
ومن المهم للغاية التحدث مع طبيبه الخاص أو معالج نفسي إذا ظهرت علامات الاكتئاب أو الإحباط، يجب الحصول على دعم من متخصص.
واختتمت الدكتورة هبة حديثها قائلة: "التعامل مع طفل مريض داخل الأسرة يتطلب تحقيق التوازن بين تلبية احتياجاته والاهتمام بباقي أفراده، من خلال التخطيط الجيد والتواصل، والإبداع في الأنشطة، يمكن أن يعيش الطفل المريض حياة مليئة بالسعادة دون أن يشعر بالاختلاف، مع تعزيز روح التعاون والمحبة بين الإخوة".
طفلتان مريضتان يلعبان