"يجلس بوجهه البشوش وجلبابه البلدى، على أحد أركان المنزل وعلى حجره تمساحه الصغير الذى يعتنى به حتى يكبر ويصبح مثل أقرانه الكبار الذين يعيشون معه فى نفس المنزل المطل على النيل بألوانه الزاهية، فقد اعتاد على ذلك الأمر منذ لأكثر من 25 سنة".
هذا هو حال عم ناصر، الرجل النوبى الذى يعد من أوائل أهالى النوبة فى تربية التماسيح وجلبها لقرية غرب سهيل بمحافظة أسوان، ليستمتع برؤيتها السائحون الأجانب وزوار القرية النوبية، كنوع من أبرز الفلكلور النوبى الحديث خلال الفترة الأخيرة.
تحدث نصر الدين عبد الستار، أو "العم ناصر" كما هو مشتهر بين الناس، لـ"اليوم السابع"، عن تربية التماسيح فى بيته والذى مدون عليه اسمه "بيت عم ناصر" فى قرية غرب سهيل، قائلاً: مكثتُ أكثر من 25 سنة فى تربية التماسيح لأنها تجذب أنظار السائحين وزوار القرية النوبية ويسألون عنها ويندهشون من تعامل أبناء النوبة مع هذا الحيوان المفترس.
بداية الفكرة
وتابع العم ناصر، أن الفكرة بدأت خلال سنة 1997عندما جاء لزيارته وفد أجنبى يتعرف على تراث وتقاليد أهل النوبة، وأخذ يشرح لهم تاريخ النوبة وعراقة أهلها وتطرق للحديث عن عاداتهم وتقاليدهم والتى ذكر منها معايشة أهل النوبة للتماسيح النيلية وكيف أنها كانت جزء من حياتهم اليومية فى البيئة القديمة التى كانوا يعيشون فيها قبل بناء السد العالى، حيث كانت المنازل مطلة على النيل وكانت السيدات ينزلن إلى النيل لملأ المياه غسيل الأوانى وكان أحدهم يرافق السيدات ويضرب فى الماء ويصدر صوتا مزعجاً حتى يهرب التماسيح القريبة ولا تعود لمهاجمة النساء.
حياة النوبى القديم
وقال، إن النوبى القديم كان يدرك التعامل مع التمساح ورغم الحوادث التى كانت تحدث لبعض الأشخاص الذين وقعوا فريسة للتماسيح إلا أن أهل النوبة كانوا يصطادون التماسيح ويستخدمون جلودها ويعلمون كيف يروضونها جيداً، مشيراً إلى أن أهل النوبة عندما انتقلوا للعيش شمال السد العالى، احتفظوا بكثير من جوانب التراث والطابع النوبى القديم، وأخذوا يتناقلون أخبار التعامل مع التماسيح النيلية.
عم ناصر أول من جاء بالتماسيح للقرية النوبية
وأوضح العم ناصر، أنه أول من جاء بالتمساح لقرية غرب سهيل بعدما سمع بنصيحة المرشد السياحى الذى دله على فكرة جلب تمساح صغير وحبسه فى المنزل حتى يشرح للسائحين المترددين على القرية النوبية ما كان يفعله النوبى القديم، فجاء بتمساح صغير خلال عام 1997 وجهز له حوض كبير داخل المنزل، مبنى بالأسمنت وسقفه شبك حديدى، يطعمه من فتحات الحديد، حتى أعجب السائحون بالفكرة وأخذوا فى التقاط الصور التذكارية مع التمساح وأصبحت عادة منتشرة فى جميع بيوت القرية السياحية.
توقف الرجل النوبى عن الكلام، والتقط أحد التماسيح من القفص بعد أن أمسك برقبته ومؤخرة بطنه مؤكداً أن هذه هى الطريقة الأفضل للإمساك بالتمساح الصغير حتى لا يلتف ويمسك بفكه القوى، اليد الممتدة إليه، ثم أخذ ينفخ بفمه بالقرب من التمساح الكبير "كنوع من الاستفزاز" حتى التف فجأة واصدر صوتاً كزئير الأسد.
طعام التمساح فى البيوت
وأشار العم ناصر، إلى أن التمساح يأكل خلال فترة الصيف ومع درجات الحرارة المرتفعة ويأكل عادة كل يوم أو يومين ويطعمه فى الغالب سمكاً، أما فى الشتاء ومع برودة الطقس فإن التمساح يدخل فى بيات شتوى ويسترخى ولا يأكل نهائياً، لافتاً إلى أنه عندما يكبر حجمه يتم إطلاق سراحه فى بحيرة ناصر خلف السد العالى، وأما الصغار فإنها تقع فى شبك الصيادين البحيرة ويبيعونها لأهالى قرية غرب سهيل كنوع من الترويج السياحى.
يشار إلى أن قرية غرب سهيل تقع جنوب شرق النيل بمدينة أسوان، وحازت القرية مؤخراً على لقب أفضل قرية ريفية لعام 2024 وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وتعد القرية مزار سياحى بيئى مهم لدى الزائرون لمحافظة أسوان سواء القادمين من شتى دول العالم بمختلف جنسياتهم الدولية أو من السياحة الداخلية للرحلات الشتوية التى تأتى إلى أسوان خاصة خلال أجازة نصف العام.
وتربية التماسيح فى البيوت النوبية رغم خطورتها، إلا أنها أصبحت من أساسيات التراث النوبى الذى يسأل عنه الزائرون لقرية غرب سهيل، ويسألون أيضاً عن تفاصيل إطعام التماسيح وتربيتها داخل المنازل كنوع من الأمور غير المألوفة لدى المجتمعات داخل مصر وخارجها.
أثناء-التقاط-التمساح
الزوار-يلتقطون-الصور-
تماسيح-البيوت-النوبية
تماسيح-النوبة
تمساح
تمساح-النيل
جانب-من-الزيارات
ذيل-التمساح
صور-مع-التمساح
عم-ناصر
عم-ناصر-مع-التمساح-الكبير
عيون-التمساح
محاولة-التقاط-صور-تذكارية
يلعب-مع-التمساح-الكبير
يمسك-بالتمساح-الصغير