يبدو أن النفوذ السياسى لإيلون ماسك فى إدارة ترامب الوشيكة بات أمرا لا مفر منه، حيث أصبح تدخله فى القرارات السياسية الكبرى، وإن كان بشكل غير مباشرا، واضحا لا لبس فيه، حتى قبل عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض.
حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ، وبمساعدة إيلون ماسك، يحاول القضاء على الاتفاق المشترك بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى بشأن الميزانية الأمريكية.
وذكرت الوكالة أن ترامب وجه ضربة قاتلة محتملة للمفاوضات التى تجرى بين الحزبين فى الكونجرس، بعد أن رفض الإجراء باعتبار أنه يصب فى صالح الديمقراطيين، وذلك بعد أن صب حليفه الملياردير إيلون ماسك غضبه على مشروع القانون، واحتفى بالمشرعين الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له.
وتابعت الوكالة أن البيان المشترك من قبل ترامب ونائبه المنتخب جيه دى فانس، والذى أوقف مشروع القانون، قد أدى إلى توقف سيل من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل إيلون ماسك، والتى هاجم فيها التشريع لما وصفه بالإنفاق المفرط.
وكتب ماسك على منصته للسوشيال ميديا X يقول: "أوقفوا سرقة أموال ضرائبكم"، ملوحا بتحديات أولية تواجه أى شخص يصوت لصالح اتفاق الميزانية، وهو التهديد الذى ردده ترامب لاحقا فى منشوره الخاص.
ورأت أسوشيتدبرس أن هذا الأمر أبرز النفوذ السياسى المتزايد لماسك، الذى اختاره ترامب مع رجل الأعمال فيفيك راماسوامى لقيادة وزارة كفاءة الحكومة المنشأة حديثا، وهى فرقة عمل غير حكومية تم تشكيلها لإيجاد طرق لخفض العمالة الفيدرالية وخفض البرامج وتقليل اللوائح التنظيمية.
وفى بيانه المشترك مع فانس، قال ترامب إن الجمهوريين يجب أن يبدأوا من جديد فى المفاوضات حول التشريع، وقال إن أى شىء آخر هو خيانة لبلدنا. كما دعنا أيضا إلى إدراك مد سقف الدين خلال الفترة المتبقية لبايدن فى الحكم.
وقال ترامب: زيادة سقف الدين ليس أمرا عظيما، لكننا نفضل أن نفعله تحت مرأى بايدن. لو لم يتعاون الديمقراطيون فى مسألة رفع سقف الدين الآن، فما الذى يجعل أحدا يعتقد أنهم سيفعلون ذلك فى يونيو خلال إدارتنا؟ دعونا نجرى هذا النقاش حول سقف الديون الآن.
وعلقت أسوشيتدبرس قائلة إن معارضة ترامب للتشريع الذى يجب تمريره لتفادى الإغلاق الحكومى قد أعاد الشعور بالفوضى والوصول إلى الحافة السياسية فيما يعد تذكيرا بفترته الرئاسية الأولى.
كما أنها كانت تحولا دراميا للاحداث بالنسبة لرئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذى تفاوض على مشروع القانون وتم تقويضه من قبل ترامب فى الوقت الذى يسعى لإعادة انتخابه للمنصب بعد أسبوعين فقط. ويتمتع الجمهوريون بأغلبية بسيطة مما يثير احتمال تكرار خلافات القيادة التى أحدثت شللا لمجلس النواب قبل عام.
من جانبها، انتقدت إدارة بايدن احتمالية الإغلاق الحكومى، حال عدم إقرار الميزانية. وقالت متحدثة البيت الأبيض كارين جان بيير إن الجمهوريين يجب أن يتوقعوا على اللعب بالسياس فى هذا الاتفاق غير الحزبى، وإلا فإنهم سيلحقون الأذى بالامريكيين الكادحين ويخلقوا عدم استقرار عبر البلاد.
وأعرب جرفر نورك ويست، رئيس منظمة "أمريكيون من أجل إصلاح الضرائب" والمخضرم فى معارك الميزانية بواشنطن، عن قلقه بشأن غياب خطة واضحة لحل هذا النزاع، وقال إنه ينبغى أن يكون هناك جزء ثانيا من الاستراتيجية.
وكان نورك ويست متحمسا بشأن قدرة ماسك على جذب الانتباه العام للجهود الرامية إلى تقليل حجم الحكومة، لكنه يرى أن ليس الشخص الصحيح لقيادة نقاش حول الإنفاق فى الكونجرس، وقال أنه لا يعرف السياسة كما يعرف الفيزياء.
لكن آخرين كانوا سعداء بمشاركة ماسك، من بينهم النائب دان بيشوب، الذى كتب على السوشيال ميديا يقول إنه خلال خمس سنوات قضاها فى الكونجرس كان ينتظر تغييرا جوهريا فى الديناميكية، وها قد وصل.
وكان ماسك قد بدأ فى انتقاد الإجراء بمجرد إصداره مساء الثلاثاء، وكتب عنه بشكل مستمر يوم الأربعاء. وقال: أى عضو فى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ يصوت لصالح مشروع قانون الإنفاق الفاحش هذا يستحق التصويت ضده فى غضون عامين. ووصف التشريع أيضا بأنه أحد أسوأ مشاريع القوانين التى تمت كتابتها على الإطلاق.