حصلت صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، على دفعة كبيرة بدعم مجلس الوزراء المصرى على مدار الشهور الماضية، وذلك ضمن خطط ومشروعات تنمية المقاصد السياحية والأثرية حول مصر، حيث تم العمل في ذلك المشروع بأيدي مصرية خالصة لإظهار الألوان والنقوش وترميمات شاملة لـ134 عموداً في الصالة الفرعونية الأضخم في معابد مصر.
وتم العمل في مشروع تجديد وترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذي أطلق شارة البدء داخله وتابع خطوات العمل أولاً بأول، حيث أن المشروع يعتبر من أهم مشروعات الترميم التي تمت في مصر العليا وخاصة معابد الكرنك، لمواجهة مظاهر التلف التي كانت متواجدة بها، وأهم العوامل التي تأثر عليها، وكذلك عمليات العلاج والترميم، حيث تضمن المشروع توثيق مظاهر التلف وتنظيف طبقة الطلاء، وإعادة لصق الأجزاء المنفصلة من الحجر وحقن الشروخ، وتدعيم الأجزاء الضعيفة من الحجر والبلاستر، وأخيراً تثبيت طبقة اللون.
وتحتوى صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك على 134 عموداً في 16 صفاً؛ الصفان الأوسطان أعلى من الصفين الآخرين ويبلغ ارتفاعهم حوالي 20 متر، وتأخذ تيجانها شكل زهرة البردي المفتوحة وتمثل الصحن الرئيسي للصالة، أما عن باقي الأعمدة فيبلغ ارتفاعهم حوالي 14 متر، وتأخذ تيجانها شكل نبات البردي، وزينت جدران القاعة والأعمدة بنقوش بارزة وعلى الجانب الخارجي للجدار الجنوبي نقش عليه معركة قادش.
وشملت مظاهر التلف في صالة الأعمدة، حسبما كشف الطيب الغريب المدير بمعابد الكرنك، إنه قبل العمل كانت هناك العديد من مظاهر التلف الظاهرة في الأعمدة، ومن أهمها تمت تغطية النقش وطبقة الطلاء بطبقة من الغبار، مما يجعل النقش مخفياً وغير مرئي للزوار، وظهور تأثير الرطوبة واضحاً جداً على الأعمدة والجدران ويتمثل في تزهر الأملاح على الأسطح السفلية للأعمدة ونزيف للحجر الرملي والتفكك الحبيبي الناتج عن فقد المادة الرابطة للحبيبات، وهناك بعض أجزاء الحجر انفصلت ولا تزال في مكانها الأصلي بسبب ضغط حمولة الحجر وتحتاج إلى إعادة لصقها، وهناك أجزاء من طبقة البلاستر منفصلة بالإضافة إلى أن بعض المناطق بها تفكك حبيبي للبلاستر، ومن مظاهر التلف الهامة أيضا الأضرار البيولوجية التي تصيب السطح مثل فضلات الطيور ودماء الخفافيش، والأعشاش الطينية لبعض أنواع الحشرات، ومونة الترميم السابقة المكونة من الأسمنت الأسود التي استخدمت سابقا في استكمال الأماكن الناقصة من الأعمدة، والتي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح بالإضافة إلى صلابتها التي تؤثر على الحجر الرملي.
وأكد الطيب غريب، لـ"اليوم السابع"، إنه بدأ العمل منذ سنوات بتوثيق جميع الأعمدة من خلال تصوير كافة الأعمدة قبل الترميم، وعمل نسخة ثلاثية الأبعاد لكل عمود قبل وبعد أعمال الترميم، كما تم أيضاً عمل خريطة التلف التي لحقت بكل عمود وخريطة لأعمال الترميم والمعالجة التي تمت، وبعد ذلك تم تدعيم الطبقات المنفصلة مسبقاً وتقويتها تقوية أولية بإستخدام الورق الياباني بمادة C.M.C ثم حقنها بمادة الأكريل AC33، وتقوية المناطق الضعيفة في الاجزاء المنفصلة من الحجر وازالة مونة الترميم القديم المكون من الأسمنت الأسود واستبداله بمونة جيرية مناسبة، ثم تمت أعمال التنظيف الميكانيكي للنقوش بإستخدام الفرش المختلفة، وإزالة أعشاش الدبابير بالفرر والمشارط بعناية فائقة، وتمت إعادة لصق الاجزاء المنفصل من الأحجار بمادة الأرالدايت، وتمت أعمال التنظيف الكيميائي بإستخدام الكمادات ثم التنظيف بالماء المقطر لإزالة تأثير المواد الكيميائية، وبعد الإنتهاء من أعمال الترميم والمعالجة تم تقوية وتثبيت طبقة الألوان، وتم ملئ الفواصل وإستكمال الأجزاء المفقودة بمونة الجير المناسبة للحجر الرملي.
ومن الجدير بالذكر إنه استمر العمل على مدار السنوات الماضية العمل في مشروع ترميمات صالة الأعمدة الكبرى، حيث تم تكليف المرممين المصريين بإعادة صالة الأعمدة لرونقها، وتم الإنتهاء إظهار الألوان والنقوش والألوان الأحمر والأصفر والأزرق والتى اختفت منذ مئات السنوات، والمشروع تم بأيدي مصرية خالصة والمشاركين فى أعمال الترميم من الفتيات كانوا يعملون على ارتفاع أكثر من 20 متراً، حيث إن صالة الأعمدة بمعبد الكرنك تضم 134 عمودا، يتم العمل فى 124 عمودا بشكل نبات البردي و12 عمودا بنظام شكل نبات البردى المفتوح.
وتعتبر صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك أو بهو الأعمدة العظيم أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، حيث أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته الممرين الرئيسيين وبهما 12 عمودا، أكمل الملك سيتي الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عمودا فى 14 صفا وفي كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عمودا فى صالة الأعمدة، وجاءت أعمدة الملك سيتي الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث أن العمود جاء بطول 15 مترا فى عهد سيتي الأول، وجميعها تتخذ شكر براعم البردي وفي البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسرب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى وقام بنقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين والآثاريين على مر العصور.
إظهار ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم من جديد
الألوان والنقوش البديعة فى صالة الأعمدة الكبرى
الألوان والنقوش تظهر فى مشروع صالة الأعمدة الكبرى
المشروع حقق نجاح باهر وأظهر ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم
النقوش التى ظهرت فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك
النقوش والألوان فى قلب صالة الأعمدة بالكرنك
ألوان ونقوش بديعة تظهر للجمهور
ترميمات وتجميل صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك أضخم مشروع قومى
جانب من العمل فى ترميم صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك
جانب من ظهور النقوش والألوان على صالة الأعمدة
خراطيش مميزة على جدران أعمدة الصالة
سحر الألوان فى صالة الأعمدة يجذب السياح
ظهور ألوان الفراعنة فى أعمدة صالة الكرنك
عمليات الترميمات فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك
مشروع بأيادى مصرية خالصة فى صالة الأعمدة الكبرى بقلب معابد الكرنك
نتائج ترميمات صالة الأعمدة بالكرنك
نجاح باهر وإظهار ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم من جديد
نجاح كبير بأيادى مصرية خالصة فى صالة الأعمدة الكبرى
نقوش وألوان الفراعنة تظهر للسياح بصالة الأعمدة
نقوش وألوان بديعة فى صالة الأعمدة الكبرى