فى شوارع المدن والطرقات السريعة، حيث يفترض أن تسود القوانين وينضبط السير، باتت مواكب الزفاف بالسيارات مشهدًا يعكس جانبًا من الفرح الممزوج بالاستهتار.
تتزين السيارات بالأضواء، تُطلق أبواقها بلا هوادة، ويتحول الطريق إلى مسرح لعروض خطرة، تُعرض حياة الجميع للخطر، من ركاب المواكب إلى مستخدمى الطريق الأبرياء.
فى مشاهد أثارت غضب الرأى العام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع فيديو تظهر استعراضات خطرة خلال مواكب الزفاف، كان أبرزها ما وقع على طريق الإسماعيلية الصحراوي.
أظهر المقطع سيارات تسير برعونة وتؤدى حركات استعراضية، فى تحدٍ صارخ للقانون واستهانة بالأرواح، وبالتحريات، تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من تحديد وضبط أربع سيارات وقائديها، الذين اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المذكور.
وفى واقعة مشابهة بمحافظة الشرقية، ظهر موكب زفاف على طريق "فاقوس – أبو كبير"، حيث قاد ثلاثة سائقين سياراتهم برعونة شديدة، بما فى ذلك سيارة من دون لوحات معدنية وأخرى قادها شخص بلا رخصة.
واستجابت أجهزة الأمن بسرعة، وحددت السيارات وقائديها، لم يقتصر الأمر على اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، بل شملت أيضًا اتخاذ تدابير إدارية صارمة للحد من تكرار هذه الحوادث.
أما فى طريق السويس بالقاهرة، فقد انتشر مقطع فيديو يظهر سيارة تسير برعونة ضمن موكب زفاف، لتكشف التحقيقات لاحقًا أن السيارة كانت منتهية التراخيص وقائدها طالب، لم يتوانَ رجال الشرطة عن ضبط السيارة وسائقها، وتطبيق الإجراءات اللازمة.
تتنوع هذه الحوادث وتتشابه تفاصيلها، لكن القاسم المشترك بينها هو التهور الذى يحول الأفراح إلى مشاهد فوضى على الطرق.
هذه المواكب لا تهدد فقط حياة المشاركين فيها، بل تعرض حياة المارة والسائقين الآخرين لمخاطر لا تُغتفر.
وزارة الداخلية لم تقف مكتوفة الأيدى أمام هذه الحوادث، فقد وضعت خطة صارمة لمكافحة مثل هذه التجاوزات، تضمنت استجابة سريعة لبلاغات المواطنين، ورصد المخالفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتدخل الفورى لضبط المخالفين، واتخاذ إجراءات قانونية وإدارية ضدهم.
وبينما تسعى الدولة للحفاظ على أمن الطرق، يبقى السؤال: إلى متى تستمر هذه الممارسات؟ ألا يمكن للفرح أن يبقى فرحًا دون أن يتحول إلى تهديد للآخرين؟ الفرحة الحقيقية تكمن فى السلامة، والاحتفال الحقيقى هو الذى ينتهى بابتسامة لا دموع أو ندم.
على الجميع أن يدرك أن القانون وُضع ليحمي، وأن الطرق ليست مسارح للعروض الطائشة، ويبقى الأمل فى وعى مجتمعى يضع الحدود للفرح، ويجعل من الطرق مساحة أمان للجميع، لا ساحة للفوضى.