تعتبر محافظة سوهاج من أبرز المحافظات المصرية، التى تضم العديد من الآثار الإسلامية التى تشهد على تاريخ طويل من العمارة والفن الإسلامى من مساجد ومأذن وحمامات أثرية، تتميز سوهاج بموقعها التاريخى والثقافى، حيث تضم بين أروقتها العديد من المعالم التى تعكس الروح المعمارية الفريدة للعصور الإسلامية ونسلط الضوء فى هذا التقرير على أبرز المعالم الإسلامية فى سوهاج التى تستحق الإبقاء عليها وصيانتها لتكون شاهدًا على عراقة المدينة وحضارتها.
مسجد الفرشوطى من أقدم المساجد الأثرية بسوهاج، ويقع هذا المسجد بميدان الفرشوطى بالقيسارية فى قلب مدينة سوهاج، ويعرف باسم مسجد الفرشوطى ويرجع تاريخه إلى عصر الخليفة الحافظ لدين الله الفاطمى، ويرجع تاريخ المسجد إلى العصر الفاطمى 527هـ، وتعرض المسجد لأعمال الهدم والبناء، حتى تم تشييده مرة أخرى، مما أفقده شكله التراثى والمعمارى الأصيل.
مسجد الفرشوطى الكائن وسط قيسارية مدينة سوهاج العتيقة التى تشتهر بكونها ملتقى للتجار من مختلف الأرجاء وشهرة هذه المنطقة كانت سببا رئيسيا فى شهرة المسجد وذيوع صيته وهو واحد من أقدم المساجد ليس فى سوهاج فحسب بل الصعيد بأكمله يرجع عصره إلى قنصوه الغورى ويعرفه الأهالى بسوهاج أنه واحدا من أقدم المساجد وأشهرها فى المحافظة وترجع تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الجليل عبد المنعم بن إبراهيم الفرشوطى ولد بفرشوط وهى بلد من محافظة قنا سنة 1203وقدم منها واستقر به المقام فى هذا المسجد عام 1223 هجرية وتوفى عام 1275 هجرية وقام بالرسالة من بعده أبناؤه العلماء الشيخ بكرى الفرشوطى والشيخ إبراهيم الفرشوطى والشيخ محمد إبراهيم الفرشوطى والشيخ أبو المجد محمد الفرشوطى والشيخ سعد محمد الفرشوطي.
والمسجد تم ضمه إلى وزارة الأوقاف سنة 1382 هجرية وأمدته الوزارة بعلمائها وأئمتها من الأزهر الشريف إلى الآن وتصدع المسجد وفلشت كل محاولات الترميم مما جعل وزارة الأوقاف تقوم بإزالته والوقوف على النصوص التأسيسية والمراسيم السلطانية المكتوبة على لوحتين كانتا مثبتتين على جدران المسجد كشاهد على أصالة وعراقة المسجد قديما.
ويتكون المسجد من الداخل من 6 أعمدة بالإضافة إلى قبة مركزية ضوئية منقوش أسفلها سورة من القرآن وتم طلاء قواعد الجدران باللونين الأصفر والأبيض مع شرائط خضراء ويقع محراب الصلاة بجوار المنبر الخشبى فى الجانب الجنوبى الشرقى بالإضافة إلى الحجارة ذات النقوشات التاريخية التى تزين أركان المسجد وأهم ما يميز المسجد المئذنة التى يبلغ ارتفاعها 53 مترا ويضم المسجد مكتبة علمية ومكتب لتحفيظ القران الكريم يتردد عليه الكثير من أبناء القرى والمدن المجاورة.
وتوجد داخل المسجد لوحتين، مكتوب على أحدهما رسم بأمر مولانا المقام الشريف السلطان الملك الأشرف أبوالنصر قانصوه الغورى حفظ الله ملكة وثبت قواعد دولته يمنع من يتعرض للجزارين والصنايعه والقراوين والإسكافية بناحية سوهاج فى وقف الشهيد الأشرف: قايتباى سقى الله عهده المشمول بنظر المقر الأتابك قيت أتابك العساكر المنصورة أعز الله أنصاره وأن المغرم عليهم مقطوعة لوالد لولد، إكراما للنبى صلى الله عليه وسلم وإستجلابا لدعاء المجاورين بالجامع النبوى فى الصحائف الشريفة شرفها الله تعالى بتارخ 911، حققه وكتبه بخطه الفقير إلى ربه الشيخ سعد محمد الفرشوطى من علماء الأزهر الشريف 1410 ه 1990 ميلادية.
ومن مسجد الفرشوطى إلى مسجد جرجا أحد أبرز المعالم الإسلامية فى المدينة، حيث يقع فى موقع استراتيجى فى مدينة جرجا يتميز المسجد بواجهتين شمالية وغربية، تطلان على شارع سيدى جلال وشارع قيسارية أبى هريدى تم تأسيس المسجد عام 1189هـ، وقد شُيدت جدرانه بالطوب مع طبقة بيضاء، فى حين أن المدخل الرئيسى للمسجد تم بناؤه من الحجر يعتبر هذا المسجد واحدًا من أروع الأمثلة على الهندسة المعمارية الإسلامية التى تتسم بالبساطة والروعة فى أن واحد.
أما مئذنة المتولى بجرجا شاهدة على الحقبة العثمانية، وتعتبر مئذنة الجامع المتولى بجرجا من أبرز المعالم الإسلامية التى لا تزال قائمة حتى اليوم. رغم أن المسجد نفسه تهدم فى عام 1947م وتم استبداله بمعهد جرجا الدينى، فإن المئذنة ظلت شامخة بارتفاعها البالغ. المئذنة، التى يُقال أن على بك الفقارى هو من أمر ببنائها، تُعد منارة معمارية تم بناء قسمها العلوى من الحجر، بينما تم بناء باقى الأجزاء بالطوب المحروق. وتستمر المئذنة فى جذب الأنظار بفضل هندستها الفريدة وتاريخها العريق.
ويبقى حمام على بك بجرجا من التراث الشعبى يقع حمام على بك بجرجا فى شارع القيسارية، ويتميز بمدخلين، أحدهما غربى على الشارع الرئيسى، والآخر شرقى على شارع المتولى، رغم أن الحمام يحمل اسم على بك الفقارى، إلا أن المؤسس الحقيقى لهذا الحمام هو الأمير محمد بن عمر بن عبد العزيز، أحد أمراء الهوارة، وقد تم تجديد الحمام على يد على بك الفقارى، ليصبح واحدًا من أهم المعالم المعمارية فى المنطقة.
وفى مدينة طهطا يوجد مسجد الشيخ جلال الدين أبو القاسم تحفة معمارية تعكس عراقة المدينة، ويمثل مسجد الشيخ جلال الدين أبو القاسم بمدينة طهطا تحفة معمارية وفنية فريدة من نوعها، تم تأسيس هذا المسجد فى القرن السابع الهجرى على يد الشيخ جلال الدين أبو القاسم التلمسانى، ويُرجح أن تاريخ إنشائه يعود إلى هذا العصر. كما تم تجديده فى عام 1273 هـ، يتميز المسجد بتصميمه الفريد الذى يجمع بين البساطة والجمال، ما يجعله من أبرز المعالم الإسلامية فى سوهاج.
اللوحة الأثرية الثانية بمسجد الفرشوطى
حمام على بك بجرجا
حمام على بك من الداخل
طرقة داخل الحمام
مسجد الفرشوطى من الخارج_1
مسجد الفرشوطى من الداخل