تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيث كثفت العمليات العسكرية في البلدات الحدودية بجنوب لبنان، مع استمرار التفجيرات على مدار الساعات الماضية، كما يواصل الاحتلال تحذيراته للسكان من الاقتراب من تلك المناطق، ويستمر في عملياته العسكرية والتفجيرات.
وفى سياق الانتهاكات، تجرف جرافات الاحتلال الطريق المحاذى لموقع الجيش اللبناني عند دوار بلدة الناقورة جنوبا .
كما استحدث الجيش الإسرائيلي ساتراً ترابياً عند مدخل الناقورة الغربي باتجاه وسط البلدة قبالة مقر قيادة اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع حركة مكثفة لجرف المنازل والبساتين في مختلف أرجائها.
وقصف الاحتلال الإسرائيلي عددا من البلدات، وحاول دخول مناطق في بلدة بني حيان، حيث نفذ عدة عمليات عسكرية وتفجيرات، قبل أن ينسحب منها، مؤكدًا استمراره في انتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
بطء الانسحاب
هناك بطء واضح في إجراءات انسحاب جيش الاحتلال الأسرائيلي من البلدات الحدودية، رغم أنه جزء من الاتفاقية الموقعة.
من جانبه، قال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، إن استمرار "الخروقات" الإسرائيلية يقوض الجهود الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار وإرساء التهدئة على الحدود.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فولكنر، والمفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حجة لحبيب، ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، دوبرافكا سويكا.
ومن جانبها، أكدت "سويكا" أهمية انتخاب رئيس الجمهورية، وإجراء إصلاحات اقتصادية في لبنان، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ليتمكن الاتحاد الأوروبي من تقديم المزيد من الدعم له.
وحث بو حبيب على "الاستثمار الأوروبي والغربي في إعادة إعمار سوريا كي يتمكن الشعب السوري من إعادة بناء وطنه، والنازحون السوريون من العودة إليه".
رد فعل حزب الله
من جهته، أشار عضو كتلة حزب الله النيابية علي فياض إلى أن المقاومة لا تنجر إلى مواجهة الخروقات والتعديات الإسرائيلية عسكرياً؛ لأن أولويتها الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا دون إعطائه أي ذرائع لتجاوز مهلة الستين يوماً، ولأننا نراعي وضع أهلنا الذين يحتاجون إلى إيواء وإعادة إعمار ولملمة آثار الحرب، ولأننا نريد أن تأخذ الحكومة والجيش اللبناني دورهما في حماية الأرض وصون السيادة، بالاستناد إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قائلاً: نحن فعلاً نريد لهما أن ينجحا في ذلك، وهذه تجربة جديرة بالاختبار وطنياً كي نقيم نتائجها، كما كان يطالب كثير من القوى السياسية؛ لأن ما يهمنا هو حماية السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً، لأننا ما زلنا نؤمن بأن أدوات حماية السيادة هي الشعب والجيش والمقاومة، وما يهمنا هو النتيجة، وهذا ما ستظهره الفترة المقبلة، لأن لبنان ليس لقمة سائغة ولا أرضاً سائبة، وإن كل عدوان يتعرض له يجب أن يواجه بكل الوسائل الكفيلة بحمايته من دولته وكل مكوناته.
أضاف فياض: هذه المرحلة تستدعي الترقب، وإنا لمترقبون، لافتاً إلى أن جوهر القرار 1701 هو حماية السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة، وإن جوهر ورقة الإجراءات التنفيذية هو الانسحاب الإسرائيلي، واحترام سيادة الدولة اللبنانية، وفي المرحلة الماضية لم يلتزم العدو القرار 1701، ولغاية اللحظة لم يلتزم العدو ورقة الإجراءات التنفيذية، وهذا الأمر يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهي مسؤوليات جسيمة لا تحتمل التهاون.
النظام الصحى
ومن جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في لبنان أمام طريق صعب للغاية وينتظره مستقبل مجهول والنظام الصحي في لبنان يعاني من آثار الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن آلاف المدنيين فى لبنان يحتاجون إلى الجراحات الترميمية وإعادة التأهيل البدني، وبدأت جميع المستشفيات، باستثناء مستشفى واحد، في إعادة فتح أبوابها تدريجيًا، في حين لا تعمل مستشفيات أخرى بكامل طاقتها.
وأضافت، لقد دخل وقف إطلاق النار والأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، وهو ما وفر استراحة مؤقتة لملايين المدنيين المحاصرين في النزاع في لبنان. لكن لا تزال معاناة لبنان مستمرة في ظل الاحتياجات الصحية المذهلة، فالنظام الصحي في لبنان المجاور لسوريا وإسرائيل يعاني بالفعل من آثار الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي وأزمة اللاجئين، وازدادت معاناته باندلاع الحرب.