فى عام 1977 اكتشف علماء الآثار الذين كانوا يحفرون فى مقبرة قديمة فى جنوب شرق إيران اكتشافًا مذهلاً عبارة عن "لعبة لوحية من بلاد ما بين النهرين عمرها 4500 عام" وظهر الاكتشاف فى المدينة المحروقة، وهو موقع تاريخى مهم يعود تاريخه إلى العصر البرونزي، وقد أسرت اللعبة، التي عُثر عليها في قبر مزخرف يُعرف باسم القبر رقم 731، الخبراء منذ ذلك الحين بسبب عمرها وتعقيدها.
تتميز اللعبة بلوحة بها 20 مساحة دائرية منحوتة على شكل ثعبان، كما تتضمن 27 قطعة لعب هندسية وأربع قطع نرد.
يعتقد الباحثون أن هذه اللعبة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 2600-2400 قبل الميلاد، تمثل أحد أقدم الأمثلة على اللعب الاستراتيجي، وهي تقف إلى جانب الألعاب القديمة مثل لعبة سينيت المصرية ولعبة لودوس لاترانكولوروم الرومانية.
وكان اللاعبون يستخدمون نوعين من القطع: "الحواجز" و"الراكضون"، كان هدف الراكضين هو الوصول إلى نهاية اللوحة بسرعة، في حين كان الراكضون يستخدمون لإبطاء الخصم.
وأضافت هذه الاستراتيجية المزدوجة طبقات من التعقيد، ما جعل اللعبة أكثر تحديًا وإثارة للاهتمام.
اكتشاف هذه اللعبة القديمة يعمق فهمنا لكيفية تطور ألعاب الطاولة، فهو يكشف أن الناس كانوا يستمتعون بألعاب معقدة تجمع بين الحظ والاستراتيجية منذ آلاف السنين ــ تماماً مثل ألعاب اليوم.
كما يوضح أن الألعاب لم تكن مقتصرة على النخبة فحسب، بل كانت جزءاً من ممارسات ثقافية أوسع نطاقاً.