لا تزال أزمة مجمع اللغة العربية مستمرة والتي عادت مرة أخرى، بعد رحيل رئيس المجمع السابق الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ، الذي رحل عن عالمنا شهر نوفمبر الماضي عن عمر ناهز 87 عامًا، ليصبح موقع الرئيس بجانب منصبى النائب والأمين العام شاغرة، لعدم إجراء انتخابات منذ عام 2016، وعدم اعتماد نتيجة انتخابات عام 2020، وتأخر إجراء أخرى لعدم اعتماد مشروع قانون إعادة تنظيم المجمع أمام مجلس النواب إلى الآن، ما يسبب في وجود أزمة إدارية كبيرة تواجه مجمع الخالدين.
وبحسب مصادر داخل مجمع اللغة العربية، أنه مع مرور أكثر من شهر على رحيل رئيس مجمع الخالدين، وشغور موقع النائب والأمين العام، يبقى المجلس إداريا في أزمة كبري بسبب عدم تدخل وزارة التعليم العالي الجهة الحكومية المشرفة على مجمع الخالدين طبقا للقانون، بتعيين رئيس جديد يسير أعمال المجلس، أو اعتماد مشروع قانون إعادة تنظيم المجمع، ومن ثم انتخاب أعضاء جدد ينضمون إلى المجلس ومن ثم تجرى انتخابات على مواقع الرئيس والنائب والأمين العام.
وعلم "اليوم السابع" أن اجتماعات المجلس يترأسها حاليا الدكتور حسن الشافعي، الرئيس الأسبق للمجمع، بصفته أكبر الأعضاء سنا، ويقوم الدكتور عبد الحميد مدكور بتسيير الأعمال الإدارية والمالية الخاصة بالمجمع بتفويض من المجلس حتى لا تحدث أزمة إدارية أخرى، وذلك رغم انتهاء مدته القانونية كأمين عام للمجمع الدكتور عبد الحميد مدكور، ولم يصدر قرار بتوليه بالمجمع مثلما قام الراحل الدكتور صلاح فضل عند توليه تسيير أعمال المجمع في عام 2020.
ومع عدم اعتماد مشروع قانون إعادة تنظيم مجمع الخالدين حتى الآن من البرلمان، يجعل الأمر الآن في يد وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، لأنه بحسب لائحة المجمع فإن الوزير يتولى بصفته منصب الرئيس الأعلى للمجمع، وهو حلقة الوصل بين المجمع ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وعليه فإن "عاشور" من المقرر أن يختار أحد أعضاء المجلس الحاليين ليقوم بأعمال رئيس المجمع لحين اعتماد مشروع قانون مجمع الخالدين من مجلس النواب، ومن ثم يتم إجراء انتخابات جديدة، ولحين صدور قرار الوزير المنتظر بعد خلو منصب الرئيس بوفاة الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ، يتولى أكبر الأعضاء سنا رئاسة جلسات المجلس، وهو للمصادفة الرئيس الأسبق للمجمع الدكتور حسن الشافعي، والذي شهدت عملية إعادة انتخابه الأخيرة في 2020، خطأ فى الإجراءات بسبب عدم تطابق عدد أصوات المنتخبين مع إجمالي الحضور، وحين أعيدت الانتخابات مرة ثانية عقدت دون وجود مندوب من وزارة التعليم العالي، لذا لم يتم اعتماد النتيجة من الوزير كما كان يعمل به سابقًا.
ومن المقرر أن يقوم وزير التعليم العالي خلال الأيام المقبلة، باختيار أحد أعضاء مجمع الخالدين لتسيير أمور المجمع لحين إجراء انتخابات جديدة، ولعل من أبرز الأسماء المرشحة لشغل هذا المنصب هو الأستاذ الدكتور محمد العبد أستاذ العلوم اللغوية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وعضو المجلس العلمي المصري، باعتباره أحد كبار اللغويين في مصر والوطن العربي حاليا، وتصديه للكثير من المشاريع العلمية خلال السنوات الأخيرة، وإشرافه على إصدار عدة معاجم لغوية، بالإضافة إلى أنه يحوز على ثقة وقبول لدى عدد كبير من أعضاء وخبراء المجمع، فضلا عن صغر سنه مقارنة بأعضاء مجلس المجمع الآخرين، كما أن من بين الأسماء المرشحة يبقى الدكتور حافظ شمس الدين عبدالوهاب أستاذ المعادن والصخور بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة عين شمس، باعتباره أحد أقدم أعضاء المجمع، وصاحب الخبرة الكبيرة في مجمع الخالدين.