تعد محمية وادى الحيتان بمحافظة الفيوم واحة من الكنوز الطبيعية على أرض المحافظة، تحوى المحمية هياكل كاملة لحيتان عمرها يتخطى الـ40 مليون سنة لتحكى للعالم كيف كانت الطبيعة قبل التاريخ، وكل فترة تكشف أعمال البعثات الأثرية بالمنطقة عن اكتشافات جديدة لحفريات متنوعة، كما أعلنتها منظمة اليونسكو كموقع تراث طبيعى عالمى.
يقول الدكتور عمرو هيبه معاون وزير البيئة ورئيس محميات الفيوم السابق، وعضو الاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية، أن وادى الحيتان هو أحد المواقع الهامة داخل محمية وادى الريان والتى تبلغ مساحتها نحو 1759 كيلو متر مربع، تقع على بُعد حوالى 150 كيلو متر من القاهرة.
ولفت هيبة الى أنه عثر فى وادى الحيتان على هياكل كاملة لحيتان يتوقع من خلال الدراسات أنها عاشت فى هذه المنطقة من حوالى 40 مليون سنة، وهذه المنطقة كانت جزء من محيط كبير يشمل شمال أفريقيا.
وأكد هيبة أن وادى الحيتان يقع فى صحراء مصر الغربية ويعتبر جزءا من محافظة الفيوم والتى تعتبر بوابة الصحراء الأفريقية الكبرى "على حد وصفه"، مشيرا إلى أن وادى الحيتان يتضمن بقايا أحفورية متحجرة نفيسة من فصائل الحيتان القديمة التى انقرضت اليوم وتمثل بقايا متحجرة لمحطات، يرى بعض العلماء أنها تطور من تطور الحيتان من ثدييات برية إلى ثدييات بحرية وهذا رأى بعض العلماء، ويعتبر وادى الحيتان من أكبر مواقع العالم الشاهد على هذه المرحلة من التطور.
وأشار هيبة الى أن وادى الحيتان يحوى الكائنات المتحجرة "الحيتان" تتواجد فى مواقع عديدة من بينها صخور تحتوى على هياكل للحيوانات البحرية، ومناطق بها أعمدة فقارية متحجرة لحيوانات ثدية بحرية وبقايا نباتات المنجروف المتحجرة داخل الصخور اللينة وغيرها.
ولفت هيبة الى أنه تم اكتشاف بعض الحفريات لحيتان تمت دراستها وتحديد أزمنتها الجيولوجية من خلال فرق علمية من وزارة البيئة ومن الجهات البحثية الأخرى.
وأكد مدير المحميات السابق أن العلماء يربطون بين وجود هذه الحفريات بعصر "الأيوسين" أى أن عمرها يبلغ حوالى من 40:42 مليون سنة، وتستمر البعثات فى الكشف عن وجود هياكل لفقاريات وأبقار وسلاحف البحر وتماسيح وأسنان وفكوك لأسنان القرش وبعض أنواع القرود المنقرضة والتى وجدت فى الجبال الموجودة فى الأودية مثل جبل قطران ويقع شمال بحيرة قارون فى محافظة الفيوم، وبعض الأفيال التى حدد بعض العلماء أزمنتها إلى عصرين متتاليين جيولوجيين هما: "الأيوسين واللوجوسين".
ووصف هيبة اكتشافات وادى الحيتان بأنها صندوق ذهب ومرجان وصندوق للعجائب الطبيعية التى لا زالت مصر تقدمها للعالم، وهناك تفسيرات كثيرة وضعت لمنطقة وادى الحيتان آراء علمية متنوعة وهذا الحراك يثمن ويرفع من قدر مكانة الفيوم سياحياً وبالتالى اقتصادياً.
وقال هيبة أن وداى الحيتان هو "البيتكوين الطبيعية" التى تحتاج مصر لها فى الفترات القادمة وكل دولة تقدم ما تستطيع من مواردها الحالية المتاحة فى سبيل تحقيق تنمية اقتصادية مع الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، وهذا ما يتم تطبيقه فى المنظومة المصرية فى الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة فى الاستكشافات وفى التوجيه السياحى والاقتصادى للموارد الطبيعية المتاحة.
ولفت هيبة الى أن هناك أنشطة مجتمعية تقدمها منظمات المجتمع المدنى من أجل تسويق السياحة البيئية المستدامة فى منطقة الفيوم وعرض كل الإمكانيات التى اكتشفت فى الفيوم ويتضح ذلك فى مهرجان سينما البيئة الأول بالفيوم، والذى انعقد خلال الفترة القليلة السابقة، بالإضافة للأنشطة التى يقدمها الاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية "توعية بيئية ورحلات ومؤتمرات"، بالاشتراك مع الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة الفيوم وكل هذه الجهات تعد دعم لجهود وزارة البيئة وقطاع المحميات الطبيعية فى دفع عجلة التنمية والإصلاح المتميزة والاثر الطبيعى والثقافى فى منطقة الفيوم.
ولفت الى أن وادى الحيتان من أول المواقع التى تم إعلانها كمواقع للتراث الطبيعى من خلال اعتراف اليونسكو قائلا أن آخر الجوائز التى تم الحصول عليها أثناء إدارته للمحميات الطبيعية ومحمية وادى الريان وموقع وادى الحيتان، هى وضع وادى الحيتان على القائمة الخضراء للـ IUCN الاتحاد الدولى لأصول الطبيعة.
المتحف
المحمية
الدكتور عمرو هيبه
محمية وادي الحيتان
منطقة تراث طبيعي عالمي