استمرت قوات الاحتلال فى الإبادة الجماعية والعدوان على غزة دون رادع مع وقف المساعدات الانسانية من مواد غذائية ومياه وأدوية الى الوصول للمحتاجين من اللاجئين الفارين فى مناطق غير صالحة للحياة.
من جانبها قالت لويز ووتريدج مسؤولة الطوارئ فى وكالة الأونروا بأن أكثر من مليونى شخص ما زالوا محاصرين فى ظروف مروعة فى غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية. وقالت: "لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدى إلى الموت".
وأشارت المسؤولة الأممية لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر لافته الى أن تضرر أو تدمير 69 فى المائة من مبانى القطاع لا يعنى أن الناس يواجهون ظروف الشتاء القاسية فحسب، بل إنهم لا يتمتعون أيضا بالحماية من القنابل والغارات الجوية.
وأضافت: "نسمع من الأطباء أن الأطفال يتعرضون لإصابات من الشظايا جراء غارات وقعت على بعد كيلومتر واحد من مكان تواجدهم لأنه لا يوجد سوى الخيام والأقمشة لحمايتهم من القنابل والرصاص".
وتحدثت ووتريدج وفق مركز إعلام الأمم المتحدة فى تقرير لها إنها ترى طوال الوقت الأطفال الصغار الذين فقدوا أطرافهم، والأسر المحاصرة تحت الأنقاض فيما تحرم الأمم المتحدة وفرق الطوارئ من الوصول لإنقاذهم، والأشخاص الذين يبحثون عن فتات الطعام فى القمامة لإطعام أسرهم، لافته الى أن الوكالة مُنعت من الوصول إلى رفح الفلسطينية منذ إجبارها على مغادرتها فى مايو بعدما كانت تعتبر رفح جنوب غزة مركزا للعمليات الإنسانية هذا بالإضافة الى منع الاحتلال الإسرائيلى وصول الوكالة بالمساعدات إلى الشمال المحاصر.
وأضافت المسؤولة الأممية أنه تستمر المستشفيات فى التعرض للهجوم، والمدارس التى تؤوى الناس تتعرض للهجوم ومرارا وتكرارا، وبشكل منهجى تقريبا، ولفتت مسؤولة الأونروا إلى صعوبة الوصول لمناطق الحصار ونقل الصورة بشكل كامل والوصول الى الوضع المزرى على الأرض قائلة " أن العالم لا يستطيع أن يرى أوضاع الأشخاص الذين لا يستطيعون الفرار من كبار السن وذوى الإعاقة والأطفال الصغار الذين قُتل آباؤهم فى الضربات وتُركوا بلا وسيلة للتواصل عما يجرى وأن العالم لا يرى ما يحدث
ومن جانبها قالت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات فى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن "الحرب على الأطفال فى غزة" تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن "جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشى لحقوقهم وتدمير مستقبلهم".
وأضافت مسؤولة يونيسف: "إن غزة هى واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين فى المجال الإنسانى، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف. لأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، حيث أبلغ عن قتل أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم".
وأكدت المسؤولة باليونيسف أنه مع حلول فصل الشتاء على غزة، أن الأطفال "يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام"، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف لافته الى أن الأمراض منتشرة فى القطاع فى ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.