عام 2024 لم يكن مجرد رقم يضاف إلى تقويم السنوات، بل كان عامًا مليئًا بالإنجازات التى رسمت ملامح مستقبل شمال سيناء فى قلب هذه الإنجازات، برز مشروع تطوير ميناء العريش كواحد من أبرز المشروعات التنموية التى تعزز موقع المنطقة على خريطة الاقتصاد العالمى، وتضعها فى مصاف المراكز التجارية الكبرى.
منذ سنوات، كان ميناء العريش بمساحته البالغة 50 فدانًا يلعب دورا محدودا فى تصدير المنتجات المعدنية واستقبال البضائع العامة، لكن برؤية استراتيجية، وخطط محكمة، بدأ هذا الميناء يتحول إلى مركز عالمى، يربط شمال سيناء بالعالم الخارجى، ويجذب الاستثمارات.
فى عام 2019، صدر القرار الجمهورى رقم 330 بتوسيع حدود الميناء إلى 371 فدانًا، تلاه قرار آخر عام 2021 بزيادة مساحته إلى 541.83 فدان، هذه القرارات كانت بمثابة انطلاقة لمرحلة جديدة، حيث أسندت مهمة تطوير الميناء إلى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، لوضع خطة تتماشى مع أحدث المعايير الدولية.
شهد عام 2024 تواصل أعمال التطوير بوتيرة متسارعة، مع التركيز على تحويل الميناء إلى محور تجارى رئيسى. المرحلة الأولى من الخطة تضمنت إنشاء أرصفة بطول 2250 مترًا، إلى جانب حواجز أمواج بطول 2700 متر، ورصيف سياحى يمتد 1000 متر، بالإضافة إلى أرصفة متعددة الاستخدامات للبضائع العامة والحاويات.
هذه التحسينات لم تكن مجرد أرقام؛ بل خطوات عملية تعزز كفاءة الميناء وقدرته على استقبال السفن بمختلف أحجامها، وتجذب السياح إلى المنطقة. بمجرد الانتهاء من الحوض الأول، سينطلق العمل فى الحوض الثانى الذى يتضمن أرصفة بطول 1650 مترًا وحواجز أمواج شرقية وغربية، مع تخصيص ساحات ومخازن شاسعة.
عندما تصل أعمال التطوير إلى الحوض الثالث، ستشهد المنطقة قفزة نوعية، حيث سيتم إنشاء أرصفة حاويات بطول 3200 متر، وغاطس بعمق 17 مترًا، ليصبح الميناء قادرًا على تلبية الطلب العالمى على خدمات الشحن.
وميناء العريش الجديد هو تجسيد لرؤية الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة لشمال سيناء والمشروع يساهم فى تعزيز الاستقرار الاقتصادى ويوفر فرص عمل لأبناء المحافظة.
شهد الميناء زيادة كبيرة فى عدد السفن والبضائع المتداولة، مع تنفيذ مشروعات جديدة، مثل إنشاء صوامع لتخزين الأسمنت بطاقة 75 ألف طن، التى من المتوقع أن تصل طاقتها إلى 2.1 مليون طن خلال الأعوام المقبلة.
هذا التوسع لم يكن ليتحقق دون أعمال تكريك وتعميق لحوض الميناء، حيث تم رفع العمق من 7 أمتار إلى 12 مترًا، وتوسيع الممر الملاحى من 9 أمتار إلى 13 مترًا. كما شملت الأعمال إنشاء حواجز أمواج بطول إجمالى بلغ 4.5 كيلومتر، وجدران حماية تمتد إلى 8 كيلومترات.
ميناء العريش الجديد لم يعد مجرد ميناء؛ بل أصبح بوابة اقتصادية رئيسية لسيناء، يدعم تصدير المنتجات التعدينية والزراعية، ويستقبل السفن المحملة بالبضائع العامة. موقعه الاستراتيجى على البحر المتوسط يجعل منه نقطة اتصال بين جنوب المتوسط وشماله، ما يفتح آفاقًا جديدة للتجارة الدولية.
توضح البيانات الرسمية للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن تكلفة أعمال التطوير بلغت نحو 4 مليارات جنيه، تشمل إنشاء رصيف "سيناء" بطول 250 مترًا، والانتهاء من الدائرة الجمركية المؤقتة بنسبة 100%. من المنتظر أن تكتمل جميع الأعمال البحرية بنهاية 2024، مما يجعل الميناء جاهزًا لدخول مرحلة التشغيل الكامل.
ما يميز تطوير ميناء العريش فى 2024 هو الرؤية الشاملة التى تتجاوز البنية التحتية. المشروع يهدف إلى تعزيز الاستثمار، من خلال جذب شركات عالمية للعمل فى الميناء، وفتح آفاق جديدة للصناعة والتصدير. كما يسهم المشروع فى تحفيز الاقتصاد المحلى، عبر توفير آلاف فرص العمل لأبناء سيناء فى مجالات الإنشاءات، النقل، والتخزين.
لم تكن رحلة تطوير ميناء العريش سهلة. التحديات كانت كثيرة، لكن الإرادة القوية والتخطيط الدقيق جعلا من هذا المشروع قصة نجاح تعكس قدرة مصر على تنفيذ مشروعات كبرى فى أصعب الظروف.
اليوم، يقف ميناء العريش شاهدًا على الجهود الوطنية لتعزيز التنمية فى شمال سيناء. مع انتهاء عام 2024، يحمل الميناء آمالًا كبيرة لمستقبل اقتصادى واعد، يضع المنطقة فى قلب التجارة العالمية، ويعيد تعريف دور سيناء كمركز حيوى للتجارة والاستثمار.
يشهد ميناء العريش تحولًا جذريًا نحو مستقبل مشرق يجعله نموذجًا للتنمية الاقتصادية المستدامة فى شمال سيناء، مع استمرار أعمال التطوير، يطمح الميناء إلى أن يصبح واحدًا من أكبر المراكز التجارية على ساحل البحر المتوسط، حيث يجمع بين الموقع الجغرافى المتميز والبنية التحتية المتطورة التى تتماشى مع أحدث المعايير الدولية.
تتطلع الخطط المستقبلية للميناء إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية فى مجالات متعددة، مثل الصناعات التصديرية والخدمات اللوجستية وتخزين الحاويات. ومن المتوقع أن يصبح الميناء بوابة رئيسية لتصدير المنتجات السيناوية مثل الأسمنت، والفحم، والرمال الزجاجية، مما يساهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى للمنطقة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
كما يُنتظر أن يلعب الميناء دورًا محوريًا فى تعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية، من خلال توسيع طاقته الاستيعابية لتشمل استقبال السفن العملاقة، وإطلاق خدمات جديدة لربط أسواق شمال إفريقيا بأوروبا والشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز المشروع فرص التوظيف المباشرة وغير المباشرة، مما يسهم فى تحسين مستوى معيشة السكان المحليين ودعم استقرار المجتمع السيناوى.
إن الرؤية المستقبلية للميناء تمتد أيضًا إلى تطوير البنية التحتية الذكية، حيث سيتم اعتماد تقنيات حديثة لتسهيل حركة السفن وتحسين كفاءة العمليات البحرية. ومع اكتمال جميع المراحل المخطط لها بحلول عام 2030، من المتوقع أن يتحول الميناء إلى مركز إقليمى يضع شمال سيناء على خريطة الاقتصاد العالمى، ليكون عنوانًا للنجاح والتطور ومصدر فخر لكل مصرى.
استقبال سفينة طبية إيطالية في ميناء العريش البحري
تصدير الملح من ميناء العريش
تطوير ميناء العريش البحرى
تطوير ميناء العريش
تطوير ميناء العريش_1
تفريغ المساعدات القادمه عبر ميناء العريش
حركة التصدير من ميناء العريش
سفن تصدير خامات من ميناء العريش
سفينة طبية إيطالية في ميناء العريش البحري
من اعمال تطوير ميناء العريش
من مراحل تجرى لتطوير ميناء العريش
من مراحل تطوير ميناء العريش الاولى
من ميناء العريش
ميناء العريش
